تقارير و حوارات
أخر الأخبار

بعيدا عن «مهنة المتاعب»  اعلاميون يواجهون معاناة الحياة…! 

التقاهم: معتز عبد القيوم

صنعت الحرب الحالية التي فرضت علي البلاد واقع مغايير لدي كثير من الاعلاميين والصحافيين الذين اختاروا «مهنة المتاعب»، فمن بعد النزوح الي بعض الولايات وجدوا انفسهم في بعض المهن التي كانوا يكتبون عن اصحابها… وعن معاناتهم فمنحتهم الحرب التجربه العمليه في حياتهم والتواجد في قلب المعاناة..

«١»

فيروي عبود عبد الرحيم الصحافي الذي عمل بصحيفة اخبار اليوم عن نفسه التي وجدها في تجربه جديده لمجابة ظروف الحياة فيقول.. صنعت مهنة جديدة وجدت فيها نفسي (بيع الرصيد) الذي عملت فيه لاشهر، قبيل ان اتجه الي التجارة في محل متواضع للبيع امام بيتي في عطبره، فلمست والرواية لعبود معاناه المواطن فيها عن قرب ، وكنت رغم الرهق اشعر بحب مهنة اخري غير الصحافة في عمل شريف ورزق حلال.

«٢»

يروي المذيع محمد يحي الريح ابو ضلع بعد ان غادر قرية (الهجليج) شرق ود مدني منذ (٨) اشهر بسبب الحرب اللعينة، من بعد استقر مقامي (بديم المشايخه) (٦) اشهر ثم توجهت الي ربك التي عملت بها في الدعاية والاعلان ولم استمر نسبة لاغلاق الطريق من والي الولايات الاخري التي تاتي منها هذه الاعمال الدعائية، من بعد فكرت في عمل جديد استقر بي العمل في (بيع عصير الشعير) بحثا عن رزق حلال ومساعدة اسرتي ومازلت اعمل حتي الان فيه، واتمني من بعد معاناتي هذه الامن والاستقرار والسلام لبلدي الحبيب.

«٣»

وكتبت الصحافيه راقية حسان تروي عن مهنتها الجديدة بعيد عن الصحافة «لم اكن اتوقع في يوم ان اجد منتسبه الي مهنة غير الصحافة لمؤسسه تعليميه فقد كنت اري ان رسالتي هي الصحافه فقط»، وتواصل راقيه حسان «نسبه لوجودي بعيدا عن وطني فقد اثرت ان ابحث عن اي مهنة اخري فانتسب لمؤسستين تعليميتين وكنت في اقطع مسيرتي لاسباب، في العام الماضي تقدمت لشغل وظيفة اشراف اكاديمي في مؤسسة د. ابوذر الكودة بالاسكندرية لرغبتها في شغل الوظيفة هذه ، رغم هاجس التجربتين السابقتين بداخلي، ولكن ايقنت انني وجدت نفسي في الوظيفة وفي هذا العمل، لان هناك اناس تعشق تقديم العلم في صورة حقيقية رغم تحديات كثيره واجهتها اصعبها الحرب».

«٤»

ويروي المصور عباس عزت ويقول نزحت الي الجزيرة، القضارف، وسنار، وبدات كمزارع في مشروع«جنقو»دون مساعدة من احد، لضيق ذات اليد، وبعد «٥» اشهر وحصدت ما زرعته وبعته ببخس ماله، بعدها عدت الي شرق النيل عن طريق حنتوب وكانت المليشيات قد احتلت المدينه فواجهت متاعب جمه وقطعت الطريق الي فداسي ومنها ركبت حافلة الي الحصاحيصا ومنها الي شرق النيل تحرسني عناية الله،وبدات مهنتي مع صناعة «الطعميه» التي استدنت راس مالها من جاري، رغم وضع تحسن كثيرا الا ان انقطاع الخدمات ضيق علينا جميعا، فحملت ادوات مهنتي الجديده الي القضارف مرة اخري، عبر شندي، عطبرة، هيا، وكسلا، وعملت بجد وجمعت مال لتجديد جوازي تمهيدا للسفر خارج البلاد بعد ان واجهت الاتهامات بمساعدة المليشيا واشعال الحرب، وشعرت بالخطر من بعض المنتمين للحكم البائد فقررت ان اغادر البلاد خوفا علي حياتي هناك.

«٥»

بينما يروي الزميل الصحفي محمد الجزولي قصته بعد نزوحه الي مسقط راسه بشمال كردفان بقرية «ام ناله»،وفقده لجميع اوراقه الثبوتية وشهادات العمل والخبرات ،واثاثات المنزل ويقول لم يكن لدي خيار انسب غير العودة الي الجذور ، رغم ان البعض نصحني بالمغادرة الي النيل الابيض، الجزيرة، ونهر النيل، والشمالية وولايات الشرق وغيرها،رفضت هذه الفكرة لان قلبي راودني بالعودة الي اهلي، فقررت ان امتهن الزراعة لانني اعتقد ان وجودي بين اهلي امان لي ولهم، بعد ان استنشقت رائحة «التراب» مع بدايات الخريف الذي الهمني للزراعة بعد غيبة عنها، فغرقت في الديون لان رهاني علي الخريف كان خاسرا، بسبب شح الامطار وقتها، فبحثت عن بديل فوجدت نفسي في التحويلات البنكية المالية، فواجهتني مشكلة توفير المال، مع اعتماد الناس علي تطبيقات بعينها، فكانت المعاناه النفسية، مع ان صحف الحراك السياسي، والنهضة لم يتخلي مالكيها عنا خاصة د. حسن برقو المشهود له بالمواقف الإنسانية، ومحمد عصمت الذي مافتء يسال عنا، فعادت صحيفة الزرقاء للصدور وعاطف الجمصي رئيس التحرير الذي ظل مساعدا لي في محنتي، وها انا ذي اعود لتجربة الزراعة ويملاني التفاؤل بان هذا العام مختلف وخريفة مبشر، واصبحت مزارعا لمحاصيل الدخن، السمسم، والبطيخ، التي شارفت علي الحصاد، وهذا جزء من دروس علمتنا لها الحرب والنزوح، وعدنا الي مهنة الاجداد.

«٧»

ويروي الزميل عبد العليم مخاوي معانتة من بعد الحرب والنزوح حيث استقر به المقام في كوستي برفقة شقيقه د. مامون مخاوي ويقول «لم نكن نعرف احد وتجولنا فيها بحثا عن عمل شريف حتي مانملكه من مال ليس بكاف لندخل السوق كتجار، بعدها بدانا ود. مامون مخاوي العمل علي (الدرداقات) التي كنا نعاني من قيادتها من بعد عملية ايجارها ثم تمكنا من بعد امتلكنا (درداقه) لكلينا ،مما قلل من تكلفة الايجار وقد وجدنا انسان بحق في سوق (الملجا) بكوستي ولم نجد غير تعاون خاصه عمنا اسماعيل عبد الرحمن وهو من كبار رجال الاعمال في السوق، ومازلنا نعمل امام متجره، وحقيقه ان الرزق ياتي علي قلته ونحمد الله عليه ، والاجمل ان العيش من الاعمال الحرة فيه بركه وكبيره جدا، وقد امتلكنا زبائن متواصلون معنا، والجميل اننا نقطن في مركز بحوث الاسماك، الذي يقع بالقرب من مكان العمل، الذي يبدا من بعد صلاة الفجر مباشرة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!