*يوسف على الباشا الملقب بالدحيش رجل رضع الرجولة والفراسة والشجاعة من ثدى أمة ونشأ وترعرع فى مضارب رفاعة الهوى يحمل جينات القيادة بالفطرة فهو رجل له بين الرجال مكانة وكلمة وهو أمير متوج عند أهله فى البادية الجنوبية بمنطقة القيزان بمحافظة بوط الواقعة غرب إقليم النيل الأزرق فى الحدود الدولية بين دولتى السودان وجنوب السودان والدحيش من الرجال الذين تتسع مواعين نفوذهم بتفويض عشيرته وأهله وكلما زادت مسؤولياته كلما إزداد تواضعا على تواضعه ويحسبه الناظر إليه من أول وهلة أنه من عامة الناس وسرعان ما تتكشف أن فى أثوابه أسد هصور وفارس لا يشق له غبار وفى صمته كلام وأقاصيص وحكايا وفى حديثه على قلته كنوز من الحكمة ودرر من المعانى فالدحيش جملة من المعانى والقيم وجميل التقاليد الموروثة كابر عن كابر فهو رجل لا تمتلك إلا أن تحترمه فى حالتى الإتفاق أو الإختلاف*.
*عندما هاجمت مليشيا الدعم الصريع مدينة ود مدنى ومارست فظائعها من سرقة ونهب وإغتصاب وإنتهاك للعروض تحركت جينات الفراسة عند القائد الدحيش وهو (مقنع الكاشفات) بين أهله لذلك أبت نفسه أن تنتهك عروض الحرائر بولاية الجزير من أجل ذلك قاد الدحيش كتبة عبدالله جماع من أبناء عمومته وتحرك من منطقة بوط الى مقدمة متحرك النيل الأزرق لتحرير ود مدنى ووضع قوته تحت قيادة اللواء ربيع عبدالله وقائد اللواء ٢٦٥ العميد على حسن بيلو وأصبح جندى وجزء لا يتجزأ من القوات المسلحة التى تقود حرب الكرامة ويمكن القول أن الدحيش جاء مستنفرا وفى معيته أكثر من ٢٤٠ فارس من أبناء عمومته تعاهدوا على النصر أو نيل الشهادة يبتغون فى ذلك وجه الله جاءوا مجاهدين جهاد لا رياء فيه لأن الدحيش يكون حاضرا عندما يحمى الوغى وتشتد المعارك ويعف عند المغنم وعندما بطشت مليشيا الدعم السريع بمواطنى قرى غرب سنار قاد الدحيش قوته وخاض أشرس المعارك بمحور سنار ولقن أوباش المليشيا درسا لم ولن ينسوه أبدا فقد ضاقت عليهم منطقة غرب سنار بما رحبت فقد تمكن الدحيش من وضع حد للإنتهاكات فى قرى الكبرة والهيداب وعمارة الشيخ هجو وأصبح أوباش المليشيا يتحاشون قوات الدحيش أينما حلت فقد أصبح أسم الدحيش بمثابة أنتنوف لدى أوباش المليشيا لا يهدأ له بال إلا بعد أن يشتت شملهم*.
*تعرفت على القائد الدحيش لأول مرة فى الخامس عشر من رمضان الماضى فى ميدان معركة الكرامة شمال منطقة جبل موية عرفنى به النقيب الصادق إبراهيم إدريس عرفته قائدا لكتيبة عبدالله جماع وظللنا فى خندق واحد حتى لحظة إستشهاده فى ثانى أيام عيد الفطر الماضى عندما صعدت روحه الى الله شهيدا وسقط جسده النحيل فى أرض المعركة مقبلا غير مدبر سقط جسده وسالت دمائه من أجل حماية الأرض والعرض وسنحكى لكم وللأجيال القادمة قصة بطل وفارس إسمه الدحيش فارس برتبة شهيد فارس يحمل للناس معانى الصمود والبسالة والإستبسال وتبقى سيرة ومسيرة الشهيد الدحيش أقونة وتريند يحدث عن بطولة نادرة وعزيمة صادقة تكللت بالشهادة بعد أن لقنت الأوباش درسا من دروس الصمود والرجالة (الغبشة)*.
*نم غرير العين أيها القائد الشهيد نشهد لك أنك كنت صائما تحت زمهرير الشمس تتوسد بندقيتك طوال شهر رمضان تقوم ليله وتقاتل مجاهدا نهاره حتى صعدت روحك شهيدا وفى شهادتك سمو ورفعة وعزة وكرامة فقد صعدت روحك وأنت مؤمن إيمان قاطع بأنك تدافع عن وطن طعن فى خاصرته وعن قضية فقد كنت بطل يقود كتيبة من الأسود ومن الطبيعى أن يتخذك الله شهيدا يا الدحيش لأن مثلك لابد أن يموت شهيدا ميتة تشرف وترفع رأس أهلك وتجعل الأجيال القادمة تعيد سيرتك فى زهو وإفتخار وشهادتك نصر للجيش وهزيمة لمليشيا الدعم الصريع الذين لم يحتفوا كثيرا بشهادتك بالرغم من أنك قائد وفارس لكن إستشهادك جعل أوباش المليشيا يطأطؤون رؤسهم خجلا لأنهم أدركوا أنهم أطفأوا شعلة من البسالة والإستبسال إنهم قتلوا رجل لا يخشى ولا يهاب الموت وكانت رصاصة المليشيا مجرد رافعة لروح الشهيد الدحيش الى جنة عرضها السموات والأرض*.
نــــــــــــص شـــــــــوكة
*الدحيش لقد رفعت رأس بنات (أعمك) وإرتفعت الزغاريد عند وصول خبر إستشهادك وعلى مثل الدحيش لا تلطم الخدود أوتشق الجيوب فعلى مثل الدحيش تعلو أصوات الرجال تهليلا وتكبيرا وترتفع زغاريد النساء وقد كان تأبينك ملحمة من الملامح الخالدة فى صفحات تاريخ رفاعة*.
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
*الدحيش ودعناك لسيد الوداعة فقد أتعبت الذين يأتون من بعدك أيها الشهيد*.