في خضم الأحداث الدامية التي تشهدها السودان، تتجلى ملامح صراع وجودي يتجاوز حدود الوطن، ليصل إلى صراع إرادات وحضارات. وفي قلب هذا الصراع، يقف الجيش السوداني شامخاً، يواجه ببسالة وحكمة كل المؤامرات التي تستهدف تفكيكه وتدميره.
تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية في وقت تشهد فيه البلاد حرباً شرسة، هو أكثر من مجرد حدث عسكري روتيني. إنه رسالة واضحة المعالم توجهها القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية إلى أعدائها وأصدقائها على حد سواء. هذه الرسالة تحمل في طياتها العديد من الدلالات والمعاني العميقة ومنها : الإصرار على الاستمرار، رغم الحرب والدمار، فإن الجيش السوداني يواصل أداء دوره الوطني في حماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره. تخريج هذه الدفعات يؤكد على أن عجلة الحياة مستمرة، وأن المؤسسة العسكرية قادرة على تجديد نفسها وتطوير قدراتها.
فشل محاولات العدو في إضعاف الجيش السوداني من خلال شن الهجمات الإرهابية وتنفيذ العمليات التخريبية. هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع، مما يؤكد على صلابة الجيش السوداني وقدرته على الصمود في وجه التحديات، فتخريج هذه الدفعات في ظل هذه الظروف الصعبة يعكس مدى التلاحم والتكاتف بين الشعب والجيش. فالشعب السوداني يقف صفا واحدا خلف قواته المسلحة، ويدعمها بكل ما أوتي من قوة، واستمرار الجيش السوداني في تدريب وتأهيل قواته يعد استثمارًا في المستقبل. فالجيش القوي والمتماسك هو الضامن الأساسي لاستقرار السودان وازدهاره.
إن ما يحدث في السودان اليوم هو صراع وجودي، وصراع إرادات. والجيش السوداني هو خط الدفاع الأول عن الوطن، وهو الذي يتحمل العبء الأكبر في هذه الحرب الشرسة. إن تخريج هذه الدفعات الجديدة هو دليل قاطع على أن الجيش السوداني قادر على مواجهة كل التحديات، وأن مستقبله مشرق.
ونوصي بضرورة دعم الجيش السوداني بكل الوسائل الممكنة، سواء كانت مادية أو معنوية، مع تكثيف الجهود الإعلامية لتوعية الرأي العام بأهمية دور الجيش في حفظ الأمن والاستقرار، بجانب مواصلة دعم جهود الحكومة السودانية في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وعناصر التعصب ومحاربة خطاب الكراهية ونبذ النعرات القبلية.
إن الجيش السوداني هو رمز للفخر والعزة والكرامة، وهو الذي ضحى بأرواح الشهداء من أجل حماية الوطن. ومهما بلغت التحديات، فإن الجيش السوداني سيبقى صامداً شامخاً، يدافع عن أرضه وشعبه بكل ما أوتي من قوة، ويشهد السودان حالياً أزمة متصاعدة، حيث تتجدد محاربة القوات المسلحة السودانية لقوات الدعم السريع المحلول واتباعهم، وتصريحات القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الأخيرة والتي أكد فيها على استمرار الحرب حتى القضاء على التمرد وهذه هي رغبة عموم الشعب السوداني.
افاق المستقبل تتجلى في ضرورة الحوار، فغم تصعيد الخطاب، تبقى الحاجة إلى الحوار والتفاوض ضرورية للوصول إلى حل سلمي ولكنه حوار حسب متطلبات المرحلة واستنادا على المشاورة المسبقة مع القوات المسلحة وخضوعا لمخرجات مؤتمر جدة مايو 2023، وعلى المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده لدعم جهود السلام في السودان، وان تتحمل الأطراف السودانية المختلفة المسؤولية الكبيرة في إيجاد حل للأزمة والحفاظ على وحدة البلاد.
اما عن حادثة مسيرات جبيت، وفي الضرورة تحتم ان يتم فيها محاسبة عسكرية واستخباراتية وفنية دقيقة، لأنها حسب مقاييس احتياطات الأمن والسلامة في مثل هذه المناسبات، يفترض أن لا تتم وخاصة ان الأجواء ملغمة بالمسيرات بدون طيار ويمكن التشويش عليها بسهولة، إلا إذا كانت هنالك جوانب تقنية وحسابات لا ندركها.