مقالات الرأي
أخر الأخبار

الأرض تهتز تحت اقدام المتحاربين في السودان – مسارات – ✍️ محفوظ عابدين

في المنهج الدراسي في مادة اللغة العربية قسم البلاغة كان هناك درسا فيها يسمى (حسن التعليل) ،وهو تفسير إيجابي للظواهر والاحداث بما يسر الحاكم ،او يبث الطمأنينة في نفوس الناس ،ولعل المثال الأكثر شهرة وتداولا في حسن التعليل ذلك عندما تعرضت مصر في ذلك الوقت الى هزة أرضية (زلزال) ،ولم يجد شاعر ذلك الزمان أفضل من حسن التعليل لتفسير هذه ظاهرة (الزلزال) إيجابيا لصالح الحاكم ،وقال قولته المشهورة والمحفوظة لدى كثير من طلاب ذلك المنهج.

فقال:

 

مازلزلت مصر من كيد يراد لها

ولكن رقصت من عدلكم طربا.

 

وبلغة شباب اليوم ان هذا اكبر (لوح تلج) يكسر أمام حاكم في ذلك الوقت.

وربما لم يسبقه حتى الشعراء في العصور القديمة الذين كانوا يمدحون الامراء والزعماء أملا في (صرة) من دراهم أو حلية من ذهب.

والزلازل ظاهرة كونية طبيعية تحدث في مناطق متفرقة من العالم ولها اسباب تتعلق بالتكوينات والطبقات الارضية وعوامل طبيعية اخرى ،وهنالك مناطق معروفة لدى علماء الجيلوجيا وعلوم الأرض بمناطق حزام الزلزال وهي تتعرض للهزات الارضية بصفة مستمرة كما في اليابان وتركيا التي شهدت مؤخرا أقوى زلزال في تاريخها.

وجاء في الأخبار أمس ان هناك منطقتين في السودان تعرضتا الى هزة أرضية في السودان الأولى في غرب السودان في منطقة المالحة بشمال دارفور وتركت (اخدودا) شاهدا عليها ،والمنطقة الثانية التي تعرض لهزة أرضية في شرق السودان منطقة في محلية بورتسودان بولاية البحر الاحمر.

وبغض النظر عن التفسيرات العلمية والإحتمالات الجيلوجية وطبيعة الأرض في المنطقتين

اللتين تعرضتا الى( الزلزال) أو الهزة الارضية في( غرب السودان) و(شرق السودان)،فقد يكون في هذا الأمر رسالة أو دعوة للتدبر في هذا الامر ابعد من الاسباب العلمية لحدوث الهزات الارضية.

فالنظرة الأولية والبسيطة لرجل بسيط مثل كاتب هذه السطور ان المنطقتين اللتين تعرضتا للهزات الارضية الأولى في دارفور وهي تمثل في نظر الكثيرين انها الحاضنة الأولية لمليشيا الدعم السريع حيث ان معظم قواتها من دارفور وقليل منها من غرب كردفان، والتي قادت حربا بالوكالة من اجل الاستيلاء على السلطة لصالح أخرين

و الهزة الثانية بشرق السودان بالقرب من بورتسودان حيث العاصمة الادارية المؤقتة للبلاد ومقرا لمجلس السيادة الذي يدير الحكم وعدد من الوزارات السيادية والخدمية.وهي مقرا للفريق عبد الفتاح البرهان و الفريق أول شمس كباشي، والفريق ابراهيم جابر وهم قيادات الجيش الذي يقاتلون المليشيا بلاهوادة من اجل دحرها ودحر من يقف ورائها من الدعم الدولي والاقليمي.

وقد تكون الهزة الأولى التي حدثت في مكان حاضنة مليشيا الدعم السريع في دارفور ،والهزة الثانية التي وقعت بالقرب من مقر القيادة العليا للجيش في بورتسودان، قد يكون في الامر رسالة الى الذين اهتزت الأرض من تحت اقدامهم.

ولكن لم نجد حسن تعليل أو تفسير لهزتي دارفور وبورتسودان ،مثل ذلك الشاعر الذي قدم حسن التعليل للهزة التي ضربت مصر في ذلك الوقت وقال (ما زلزلت مصر من كيد يراد بها ولكن رقصت من عدلكم طربا).

واقول القاريء الكريم انت (فسر) ،وانا ما (بقصر).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!