مقالات الرأي
أخر الأخبار

حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (3) – ما وراء الخبر – ✍️ محمد وداعة 

*ورشة الاصلاح الامنى و العسكرى تبنت ورقة قوات الدعم السريع و لم تناقش ورقة الجيش*

*فولكر : من الواضح أن قائد الجيش البرهان قد أخذ بالمفاجأة في مقر إقامته، وقتل العديد من حرسه الشخصي*

*فولكر : الخلاف كان حول كيفية دمج القوات المسلحة والدعم السريع في جسم واحد*

*فولكر :قوات الدعم السريع مبنية ومهيكلة مثل جيشٍ خاص أو مليشيا تقودها عائلة دقلو*

*فولكر : بالنسبة لحميدتي كان احتمال فقدان السيطرة على قواته في مرحلة ما من العملية يمثل تهديداً*

*فولكر: كان واضحآ لقيادة الجيش أن استقلالية قوات الدعم السريع ستقوّض مبدأ الجيش القومي الموحد )،*

فى 9 اغسطس 2023م نشرت مجلة دير شبيغل الالمانية مقابلة مع رئيس بعثة يونتامس السيد فولكر بيرتس قال (إن القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، تفاجأ بهجوم قوات الدعم السريع على منزله فجر الخامس عشر من أبريل، ونفى في ذات الوقت معرفته بمن أطلق الرصاصة الأولى واشعل القتال ) ، وقال فولكر (من الواضح أن قائد الجيش البرهان قد أخذ بالمفاجأة في مقر إقامته، وقتل العديد من حرسه الشخصي في هجوم على منزله ) ، وأكد بأن قوات الدعم السريع كانت أكثر استعدادا وسيطرت على معظم العاصمة الخرطوم في الأيام الأولى للقتال ، وقال فولكر إن السبب الذي قاد لتدهور الوضع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، هو الخلاف حول التوافق على شكل هيكل القيادة المشتركة وكيفية دمج القوات المسلحة والدعم السريع في جسم واحد في المدى المتوسط ، كما أوضح أن هذا الدمج كان سيقلص من قوة حميدتي، وقد أدى ذلك بكل تأكيد لوصول الصراع إلى ذروته ، وتابع في حزب ديمقراطي من الممكن تخيُّل قيادة ثنائية ولكن هذا الأمر صعب في الجيش. فقوات الدعم السريع مبنية ومهيكلة مثل جيشٍ خاص، أو مليشيا تقودها عائلة دقلو من دارفور، والأمر في النهاية كان يتعلق بالسلطة، فبالنسبة لحميدتي كان احتمال فقدان السيطرة على قواته في مرحلة ما من العملية يمثل تهديداً.. بينما كان واضحاً لقيادة الجيش أن استقلالية قوات الدعم السريع ستقوّض مبدأ الجيش القومي الموحد )،

السيد فولكر كان الاكثر حماسآ للاتفاق الاطارى ، و الاكثر تدخلآ فى شأن الاصلاح الامنى و العسكرى ، وهو من قدم مقترح ان يتم الدمج فى غضون خمسة سنوات ، فى مقابل مقترح حميدتى ان يتم الدمج خلال عشرين عامآ ، و قدمت قوى الاطارى مقترحآ بان يتم ذلك فى عشر سنوات ، فى مقابل مقترح الجيش بان يتم الدمج فى سنتين و قبل انتهاء الفترة الانتقالية التى حددها الاتفاق الاطارى نفسه بان تكون سنتين ، حميدتى و مجموعة الاتفاق الاطارى اصرت على ان يتم الدمج اولآ فى هيئة القيادة و فورآ ، و فى كل قيادات الفرق و الاسلحة ، مع تخصيص نسب للدمج فى الرتب العسكرية و الملحقيات الخارجية كانت كافية فى غضون اربعة سنوات ان تجعل ضباط القوات المسلحة اقلية فى الجيش فى مقابل وصول الدعم السريع الى نسبة (60%) من القوات المدمجة فى 8 سنوات حسب قانون القوات المسلحة الذى يحدد مدة بقاء الضاببط فى رتبة الفريق و اللواء .. الخ ، ورشة الاطارى حول الاصلاح الامنى و العسكرى اخذت بورقة قوات الدعم السريع و لم تناقش او تأخذ فى الاعتبار ورقة الجيش ،مما ادى لانسحاب ممثليه من الورشة و مع ذلك اصدرت الورشة توصيات لتضمن فى الاتفاق الاطارى ، ليس هذا فحسب ، بل حددت مواقيت للتوقيع عليه فى 6 ابريل ، و تاريخ للتوقيع على دستور تسييرية المحامين فى 11 ابريل ، وتعيين الحكومة فى 15 ابريل و اعلنت ذلك ، كما ان المبدأ المتفق عليه فى الاطارى كان دمج قوات الدعم السريع فى الجيش ، تغير الى دمج الجيش و الدعم السريع فى جيش واحد ، وهذا يعنى عمليآ دمج الجيش فى قوات الدعم السريع التى ستكون لها الاغلبية فى غضون 8 سنوات ،

حديث فولكر للمجلة الالمانية كان محاولة للتنصل من مسؤليته فى اذكاء الخلاف و تبنيه لمقترحات حميدتى ومجموعة الاطارى ، قافزآ فوق مهمته لدعم الانتقال بتقديمه لمقترح يؤخر عملية الدمج الى ما بعد الفترة الانتقالية ، السيد فولكر لم يفصح عن السبب فى ان البرهان قد اخذ بالمفاجأة فى مقر اقامته و قتل العديد من حراسه ، وقال أن قوات الدعم السريع كانت أكثر استعدادا وسيطرت على معظم العاصمة الخرطوم في الأيام الأولى للقتال ، المسافة التى تفصل مقر البرهان عن منزل حميدتى لا تتجاوز بضعة امتار ( شارع ) ، مقر البرهان يحرسه بضع و ثلاثين جندى ، بينما مجموعة الوساطة التى اجتمعت مع حميدتى ليلة 15 ابريل ذكرت ان محيط منزل حميدتى و الشوارع الفرعية تواجدت فيها مئات العربات القتالية المسلحة بالرشاشات و المضادات الجوية و مضادات الدروع ، لجنة الوساطة توصلت الى اتفاق يجمع البرهان و حميدتى الساعة العاشرة صباحآ ، فى ذلك الوقت كانت قوات الدعم السريع قد اقتحمت مقر البرهان بهدف قتله او القبض عليه كما قال حميدتى فى اول مقابلة له بعد فشل انقلابه المشؤوم ،

ورشة اوصت ورشة الاصلاح الامنى و العسكرىالتى انسحب منها الجيش فى توصياتها بان يبدأ الدمج فورآ بانشاء هيئة قيادة مشتركة من الجيش و القوات المسلحة ، و تم تسليم مخرجات الورشة للسيد فولكر ، وكان المتبقى فقط هو توقيع الجيش على اتفاق يقضى فى النهاية بتصفيته و تفكيكه و دمجه فى قوات الدعم السريع ، فولكر ساهم فى تضليل قيادة الجيش حول نوايا حميدتى ، فولكر يعلم جيدا لماذا اخذ البرهان بالمفاجأة فى مقر اقامته ،

17 ابريل 2024م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام