مقالات الرأي
أخر الأخبار

تكلفة عالية وثمن باهظ – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود

*درس مؤلم وتكلفة عالية جدا وثمن باهظ دفعه الشعب السودانى جراء الحرب التى إندلعت فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٤ وحتى يومنا هذا ولم يتبق فى جسد السودان شبر إلا فيه شهيد أو مصاب أو نازح وآخرين حولتهم الحرب الى متسولين بعد أن كانوا يعيشوا فى دعة وراحة من أمرهم حتى أصبح باطن الأرض خير من ظاهرها لكثير من السودانين وتمنى البعض منا الموت إحتراما للحياة التى فرضتها عليهم ظروف الحرب وقد أخرجت الحرب أسوأ ما فى الشعب السودانى حيث تحول السودان كرقعة جغرافية الى غابة تتعامل بقانون الغابة البقاء فيه للأقوى فإزداد التجار جشعا على جشع وإرتفعت أسعار إيجار العقارات الى أكثر من ٥٠٠% ونشط المضاربين فى أسعار الأدوية حتى المنقذة للحياة وأصبح دفن الموتى نوع من أنواع الرفاهية للميت فهناك من أكلتهم الكلاب والقطط وآخرين تم دفنهم داخل بيوتهم وفى الميادين ريثما يتم دفنهم فى المقابر حينما تتوقف الحرب*.

 

 

*الشعب السودانى بأكمله هربت من شفاهة الإبتسامة وتحولت الى آهات وأسى وتحولت ضحكات أطفالنا الى دموع ونحيب وعويل بعد أن أصبح الرجال يقاسمون الأرامل البكاء والنواح والعويل وتحولت البيوت الآمنة والمطمئنة الى جدران مشحونة بالمشاكل والخلافات بين الأهل وإنتشر التشاحن والتباغض وضاقت النفوس كما ضاقت البيوت بسكانها وأصبح الهروب من الواقع أمر لا مفر منه فالخروج من البيوت من دون هدى ومن دون وجهة معينة صباحا أصبح قاسم مشترك بين معظم الذين شردتهم الحرب وقذفت بهم فى يم النزوح الإضطرارى والذى إمتد أجله حتى تجاوز الستة عشر شهرا ولم يلوح فى الأفق ما يشير الى وقف الحرب فى السودان*.

 

 

*رغما عن هذه المآسى وهذه الأوجاع ما زال السودانيون فى غيهم يعمهون ومازالوا يكرهون بعضهم بعضا ومازال خطاب الكراهية فى إزدياد ومازالت نظرية من ليس معى فهو ضدى تسيطر على العقول أما القلوب فقد إرتفعت نبضاتها الى الحد الأعلى وهى تضخ عدم الرضاء وعدم القبول بالآخر حتى فى زمن الحرب المشؤومة ويبقى عدم الرغبة فى وقف الحرب هو العنوان الأبرز ولا يوجد ما يشير الى إمكانية إعلاء صوت التسامح أو التسامى على الجراح وستحصد الحرب مزيدا من الضحايا وستقطف مزيدا من الانفس بعد أن توقف الحادى عن ترديد أغنية (عشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة) فقد إنهزمت عيون أطفالنا جراء حماقات كبارنا وما زالوا يمارسون ذياك الحماقات القاتلة*.

 

*تفرقت معظم الأسر السودانية ولم يعد التلاقى بينهم ممكنا وتقسموا ما بين اللجؤ فى دول الجوار والنزوح داخل السودان وأصبح سماع صوت صديق أو جار إحتفال وإحتفاء ويوم عيد وسيطول وقوف الشعب السودانى فى محطة الحرب فالأنفس مازالت معباءة بالحقد والقبح وعدم القبول بالآخر وما زال الشعب السودانى متوقفا فى محطة الدم قصاد الدم يمارس ساسته الإندعار السياسى يتصارعون على جيفة وطن إسمه السودان حتى الناشط حمدوك تحول الى سياسى يقود كتبة من العملاء والخونة يريدون أن يرقصوا على جيفة الحكم فى سودان تم دماره وخرابه وتم إستخدام أقوى وأعنف أنواع الأسلحة فى هذه المعركة وهو سلاح القبلية والجهوية والمناطقية وحتى هذه اللحظة لم يتعلم السودانيين من تجربة الحرب*.

 

نــــــــــــص شـــــــــوكة

 

*ستتوقف هذه الحرب ولو إستمرت من سبعة الى عشرة سنوات ولن يعود السودان الى سيرته السابقة طالما أنه لا يوجد إستعداد للحديث عن وقف الحرب فى السودان*.

 

ربــــــــــــع شــــــــوكــة

 

*(البكاء حار والميت كلب)*.

 

 

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام