“سونا” في المعركة فأين كنتم يا عابد؟! – الحقيقة مجردة – ✍️ د. حبيب فضل المولى
منذ بداية حرب الكرامة التي خطط لها أعداء الوطن بالخارج والداخل ونفذتها مليشيا التمرد مسنودة بحواضنها المعروفة والمكشوفة سياسياً ظلت وكالة السودان للأنباء تضطلع بدورها الإعلامي الوطني والرسالي المهني فهي كانت ولا زالت جمباً إلى جنب مع القوات المسلحة السودانية ومع الشعب السوداني المنكوب تنقل الأخبار والأحداث وتقدم البيانات الرسمية والتصريحات فتلتقطها القنوات والفضائيات والمواقع والإلكترونية والصحف الأجنبية والمحلية ، أشتعلت الحرب وطاقم سونا محاصر في مبناه لأسابيع خرجوا بقدرة قادر ، عندما أغلقت القنوات بالبلاد ولم يبقى منها إلا الشعارات كانت سونا تعمل ولا زالت لم تتوقف ، عندما غادر الجميع وتوقفت الأجهزة الإعلامية تحولت سونا إلى مدني واستمرت خدمتها على مدار 24ساعة فكانت الجزيرة والحدث تزين اخبارها بنقلا عن سونا الوكالة الرسمية للدولة ،
ورغم ذلك يحتاج عابد سيد احمد لعدسة مجهرية ليراها ويتسائل لماذا تقزمت وأصبحت تحتاج إلى رؤية مجهرية وهو يعترف يغازل تاريخها وماضيها “بالشنة والرنة” ونحن نقول له لم تتقزم سونا بل ظلت متقدة وموجودة يقلل من دورها الذين تحركهم الدوافع الذاتية والذين يمتطون أشرعة الأزمات .
صحيح سونا هي الوكالة الرسمية للدولة وصوتها الأول وكلمتها الموثقة والموثوقة عندما تعثر الوطن وأمرضته الحرب العالمية والإقليمية اللعينة طبيعي أن تتأثر سونا ولكنها لم تغلق خدماتها ولم تستكين ولم تأتي بها المبادرات الشخصية لحضن الوطن ظلت صامدة تجابه تجاهل الدولة وظلم الرئاسة ومجلس السيادة بعد أن كانت تتبع له مباشرة بينما يدعو نائب رئيس المجلس بضم المواقع الإلكترونية للإعلام الرسمي يتجاهل سونا ولا يدعمها كما يفعل مع الإعلام الخاص وظلت تعاني تهميش وزارة المالية التي تنفق في كل المحاور عدا سونا وظلت تقاسي ظلم أولى الغربة مجلس الوزراء ووزارة الثقافة الذين احتضنوا التلفزيون الذي استعاد نشاطة بمقترح من أحد منسوبي سونا وتركو سونا بلا سند لتعمل من مكتب ولائي صغير داخل قطاع التوجيه والشباب بالبحر الأحمر مشكورين ، ويأتي عابد سيد احمد ويزرف دموعا نحسبها دموع تماسيح بل تجعلنا نوقن بالفعل أن الأزمات والكوارث والحروب تستقطب اهتمام السياسيين وجماعات المصالح الخاصة مما يتوجب التصدي لهم جميعاً فليس قحظ وتقزم وحدهم الذين يريدون أن يأتو على جراح الوطن حكاما جدد تحملهم المبادرات الدولية والمنابر الأقليمية ليجثموا على صدر الوطن وشعبة فهناك من جاء يحمل في منبر عنقرة الإعلامي طموحات يريد أن يعتلي بها وكالة سونا ويجد له موطأ قدم في إدارتها التي ظلت كالعادة تقدم من طاقمها ومنسوبيها وخبراتها من يقودها و الدكتورة فكرية أبا يزيد خير مثال ،
حسناً فعل عابد إذ يجعلنا نتسائل هل تمتلك الدولة مؤسسة إعلامية رسمية إخبارية كوكالة سونا تنقل الأخبار باللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية ؟ هل هناك مؤسسة إعلامية تمتلك منصات تواصل و مواعين وخبرات وعراقة وموقع اخباري قوي به أعلى المتابعين على مستوى الوطن يقدم الأخبار الرسمية الموثوقة تعتمد عليه القنوات والفضائيات والوكالات الرسمية العالمية والإقليمية ومواقع الأخبار الالكترونيه غير سونا ؟ وهل قامت مواقعكم الالكترونيه إلا على أكتاف سونا نقلاً دون مراعاة حقوق النشر ولا المصدر ، اتركوا سونا فإنها تعمل في صمت وبلا معينات وبلا موقع وبلا عربة وبلا ميزانية وبلا مأوى لمنسوبيها وبلا شيء فهي رغم ذلك مع هذا الوطن وهذا الشعب ومع مؤسسته العسكرية وستظل كذلك شامخة راسخة لا تتجاوزها مؤسسة ولا وكالة وستتعافى من ضمورها المقصود كما تتعافى جراح الوطن كل يوم بنصر جديد سونا في المعركة دوماً يعمل منسوبيها في ورديات حتى الصباح ينقلون الاخبار والأحداث يسهرون كما المرابطين في الثقور والجبهات سونا موجودة وبخير فأين كنتم يا عابد قبل ورشة عنقرة ؟!
اسمها ظلم اولي القربى