مقالات الرأي
أخر الأخبار

الدين النصيحة ✍️ د./ عباس طه حمزة صبير

كلمة واحدة غيبناها قسرا من قاموسنا الاقتصادى والسياسى والاجتماعى وهى..النصييحة…وبسبب غيابها تدهورت حياتنا فى كل مناحيها إلى الدرك السحيق والاليم الذى نعيشه الآن…وبما أن الطبيعة لا تقبل الفراغ فلما قمنا بحزف تلك الكلمة من تعاليم القاموس المنظم لحياتنا وهى تمثل الفلين الذى يفصل بين زجاج حياتنا ويحول دون كسره…بسبب حزف تلك الكلمة حلت محلها كلمات من شاكلة السكوت على الباطل والسباحة ضد طبيعة الأشياء فصار عندنا المجرم بريئا..والكاذب صادقا والخائن مناضلا والعميل وطنى غيور والفاشل ناجحا وحركات مسلحة متمردة لا نعلم من يمولها وفى مقابل ماذا وبقليل من جراحة التجميل تصير حركات الكفاح المسلح وتستمر تلك الحركات فى التوالد والتكاثر لتنجب ميكروحركات لا نعرف ابهاتها لانها نتاج عهر سياسي وفق عقودات زواج بدون مأذون أو مهر أو ولى…

 

وتتسابق بعض الإدارات الاهلية الخائنة لدينها ووطنها فى بيع اولادها وفلذات اكبادها فى سوق نخاسة وتجارة الارتزاق والتى يعتبر الدعم السريع من أكبر تجارها ومروجيها لاستخدامهم لقتل وتشريد اهلهم هم أنفسهم وبمعايير المولى عز وجل تلك تجارة كاسدة وبيعة خاسرة..

 

كل هذا الاسهاب فى الحديث عن النصيحة اختزله من اعطي مجامع الكلم محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال..الدين النصيحة…

 

جملة واحدة حزفناها من كتلوج حياتنا وهى إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة وهى نموزج اخر من مجامع الكلم التى رويت عن النبى صلى الله عليه وسلم وفسرها بقوله صلى الله عليه وسلم…إسناد الأمر لغير اهله…غابت هذه الجملة فأصبح الرويبضة..الرجل التافه…يتكلم فى أمر العامة…فامنا الخائن وخونا الامين وكذبنا الصادق وصدقنا الكاذب…وما إلى ذلك من المخالفات الشرعية التى جلبت الينا كل هذا العذاب والدمار والنقص من الأموال والانفس والثمرات ولا حل الا بالرجوع إلى الله قولا وفعلا …رجوعا شاملا لا تتخلف عنه أسرة أو قبيلة أو حزب او اي مكون اجتماعى أو حركة مسلحة أو إدارة اهلية..نرجع كلنا الى الله بقناعة تامة أنه لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه….ونداوم ونلزم الاستغفار……….

وعندها وعندها فقط سوف يرسل الله السماء علينا مدرارا ويمددنا بأموال وبنينا ويجعل لنا جنات ويجعل لنا انهار….ويجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقنا من حيث لا يحتسب..

 

وعندها وعندها فقط بإمكاننا أن نخلع كل عباءات الحزبية والقبلية وكل العصبيات لنبنى وطن حدادى مدادى يسع الجميع….بعون الله واذنه وتوفيقه….

 

دكتور عباس طه حمزة

جامعة الخرطوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام