المبادرة الوطنية لرؤساء تحرير الصحف لوقف الحرب في السودان – وجه الحقيقية – ✍️ إبراهيم شقلاوي
في الندوة التي أقامها رؤساء تحرير الصحف السودانية مطلع هذا الأسبوع والتي جمعت بخيتة أمين، سمية السيد، عثمان مرغني، الهندي عز الدين، النور أحمد النور خلصت إلى أهمية الإجماع على الحوار السوداني. حيث استشعر المجتمعون المسؤولية الوطنية والتاريخية والأخلاقية تجاه الوطن؛ مما دفعهم للإجماع كرؤساء تحرير لعدد من الصحف السودانية إلى طرح مبادرة وطنية لوقف الحرب حيث جاء في الندوة الأسفيرية التي عقدوها حول (الوضع الراهن وسبل إيقاف الحرب في السودان) ضرورة وحدة القوى السياسية السودانية، وأن يكون هناك حوار سوداني يوقف الحرب. مؤكدين على أهمية تقديم تنازلات من قبل كافة القوى السياسية بلا استثناء.. كذلك أكدوا ضرورة أن ينهض المجتمع المدني بكافة مكوناته للقيام بدور فاعل ومؤثر من أجل إحلال السلام في البلاد.. دار حديثاً كثيفاً وجيداً في الندوة أُسِّس على قاعدة جيدة بدأت بتعريف الأزمة، وطرحت عدداً من الأسئلة الجوهرية حول إمكانية الوصول إلى سلام مستدام وكيفية تفعيل مبادرة رؤساء تحرير الصحف لوقف الحرب، وذلك من خلال الاتصال بالقوى السياسية كافة.. كما تم التأُكِّيد أن هناك تداعياً واضحاً يحيط بالواقع السوداني ربما يؤدي إلى انهيار الدولة، وأن هناك فرصة لتجاوز تفتيت الدولة.
كذلك أكد المتحدثون أن مسؤولية السلام تقع على عاتق الجميع من ما يحدث في بلدنا.. حيث الوضع الإنساني الكارثي والمعركة الإنسانية التي نخوضها البلاد وحدها دون منظمات حقوقية أو منظمات دولية. كل هذه المقدمات خلصت إلى أهمية أن يقود الصحفيون السودانيون رأى عاماً لإنهاء الحرب. عبر الحوار السوداني الذي لا يستثني أحد.
ذلك يقتضي وحدة القوى السياسية التي تعتبر المدخل الجاد للحل ومفتاح للسلام، وإن ذلك يستوجب تجاوز المرارات السياسية بين الأحزاب.. لتحقيق السلام المستدام.
ملخص المبادرة المطروحة.. كالآتي: بعد عام وشهر من الحرب التي ضربت بلادنا، ودمرت بنيته التحتية والاقتصادية، وشردت شعبه بالملايين في الداخل والمهاجر الاضطرارية، وسقط آلاف القتلى والجرحى الأبرياء، نادى عدد من رؤساء تحرير الصحف السودانية وحملة الأقلام، واتفقوا على إطلاق مبادرة وطنية لإنهاء الحرب.، جئناكم للمساهمة الفاعلة في إسكات البنادق وتوحيد الرأي والرؤية وتناسي الخلاف والاختلاف وتجاوز المرارات ومعارك الماضي، فكل شيء يهون من أجل السودان..، أكدت المبادرة إنها تعمل على:
1- وقف إطلاق نار دائم يؤسس لمرحلة انتقالية تأسيسية بالسعي بين الأطراف لتنفيذ مقررات اتفاق جدة.
2- حوار سوداني – سوداني لا يستثني جهةً للاتفاق على الحد الأدنى من المشتركات الوطنية.
3- دعوة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني السودانية والمجتمع الدولي والإقليمي لدعم الحوار السوداني.
أجمع المراقبون على أن المبادرة جيدة، وتعتبر خطوة موفقة في سبيل تحقيق السلام في بلادنا بعد أن عجزت الأطراف السودانية للوصول لصيغة توافقية تحفظ للبلاد أمنها واستقرارها، وترفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وتقفل الباب أمام التدخلات الدولية والإقليمية في الشأن الداخلي لبلادنا.. لذلك الأمر يحتاج إلى مزيد من المجهودات الجادة، والتي تبدأ أولا: بتوسيع قاعدة المبادرين من رؤساء تحرير الصحف وكتاب الأعمدة الصحفية..ثم الإعلان عنها عبر مؤتمر صحفي جامع لكل وكالات الأنباء والفضائيات والإعلاميين.. والدخول من بعد في تشكيل مجموعات اتصال من المبادرين بالقوى السياسية من خلال قيود زمنية معلنة.. للوصول إلى صيغة تمكن من وقف الحرب والدخول في عملية سياسية شاملة لا تستثني أحداً من عبر مائدة مستديرة تعقد داخل البلاد.. عليها التأكيد على أهمية استصحاب تاريخ السودان القريب الذي أعاد بناء الدولة في آجال معلومة بعد ثورة أبريل التي أطاحت بنظام الرئيس جعفر نميري، حيث قُدِّمَت الكفاءات الوطنية لإدارة المرحلة الانتقالية التي تميزت بالقصر (عام واحد) انصرافت الأحزاب السياسية خلاله لترتيب بيتها الداخلي استعدادا للانتخابات النيابية التي تعتبر الوسيلة الوحيدة التي يمكن عبرها إعادة بناء الدولة السودانية الحديثة التي تحكمها سيادة القانون، وتلتزم بإقامة نظام حكم مدني ديمقراطي رشيد يتساوى فيه المتنافسون أمام صناديق الانتخابات.. لذلك تظل المبادرة الوطنية لرؤساء تحرير الصحف السودانية بارقة أمل يطل مجددا لحقن دماء أهل السودان ولقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية.
دمتم بخير وعافية، [email protected]