مقالات الرأي
أخر الأخبار

الجنجويد وإبادة سكان الرحمانية… بعد (٢٠ عاما ) التاريخ يعيد نفسه ✍️ الزين كندوة

المجزرة التي إرتكبها قائد مليشيا قوات الدعم السريع حسن رابح وجنوده ضد سكان قرية الرحمانية (دلق التوب سابقا) بإدارية ريفي وسط محلية ام روابة بولاية شمال كردفان، أعاد للذاكرة السودانية ، تاريخ كل الفظائع التي إرتكبتها ذات القوة العسكرية المليشاوية بولايات دارفور الكبري في العام ( ٢٠٠٣ _ ٢٠٠٤) عندما إشتدت المعارك مابين حكومة المؤتمر الوطني ، ورئيسها المخلوع عمر حسن احمد البشير وبين الحركات المطلبية الدارفورية المسلحة ، وعندما كانت معظم المعارك تكتسحها الحركات المسلحة ، لجأت الحكومة للإستعانة بالقوات المليشاوية التي كان يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) لحسم وكسر شوكة التمرد ، ومن هنا جاء شعارهم السائد (جهازية _ سرعة _ حسم ) وكل ذلك يتم مقابل كسب المال ، ومن أجل الحصول علي المال والسلطة ، أصبح حميدتي وأعوانه هم اليد الباطشة لنظام ( الاسلاميين والفلول ) لقد إرتكب حميدتي وجنوده الفظائع في حق سكان دارفور ، ولقد جلبوا بسلوكهم العدواني الغير منضبط بالمواثيق والقوانين الدولية عقوبات متعددة علي حكومة المؤتمر الوطني بسبب إفراطهم في القتل والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، والحرق للقري وحرق السكان أنفسهم، وإستمر الحال هكذا إلا أن سقطت حكومة المؤتمر للوطني بثورة ديسمبر المجيدية.

 

وبعد ثورة ديسمبر التي رفعت شعار ثوري (الجنجويد ينحل) للأسف حدث العكس تماما ،وتمددت هذه القوة العسكرية ، وثورة ديسمبر المجيدة (المسكينة) لقد شابتها كثيرا من الأحداث السالبة التي أوصلتنا الي حرب (١٥ )أبريل للعام(٢٠٢٣) والتي قادها قائد مليشيا الدعم السريع ضد الجيش السوداني، ومن الاسبوع الاول إنحرفت هذه الحرب وإتضحت أهدافها تماما للقاصي والداني ، وأصبحت حرب ضد كل المواطنين السودانيين العزل ، والسعي الجاد لتبديل هويتهم السودانوية تماما ، ولقد رجعت بهم الذاكرة الي عشرون عاما للوراء متذكرين بذلك أحداث حرب دارفور للعام (٢٠٠٣ _ ٢٠٠٤) التي كان يقودها جنود الجنجويد ضد المدنيين العزل وقتذاك بحرقهم في منازلهم بالقري ،وكل الانتهاكات التي في نهاية المطاف أوصلت ملفات قيادات حكومة المؤتمر الوطني الي المحكمة الجنائية الدولية ، وتم توجيه تهم لرأس الدولة البشير وبعض وزراء حكومته .

 

والآن التاريخ يعيد نفسه تماما بعد عشرون عاما، والدليل والإثبات علي ذلك نجد ما حدث لقرية الرحمانية (دلق التوب) من حرق للمنازل وقتل وحرق الابرياء بداخلها ،وقتل العزل من النساء والرجال بالسلاح الناري، وقتل الأطفال وحرقهم في أسوأ جريمة إنسانية، ليس ببعيد ،وكل ذلك حدث في نهاية الاسبوع الثالث من شهر مايو للعام( ٢٠٢٤)،وقبل هذه الأحداث لقد حدثت أحداث اخري مشابهة في معظم قري ريفي محلية ام روابة بولاية شمال كردفان مثل منطقة الشيخ مختار والغبشة وأم خيرين ، وابوعوة، وودعشانا والدفينة، وابوحمرة القوز والمحطة وام دباكر وكثير من القري لاحصر لها .

ويبدو _ وحسب خطة الجنجويد ( مليشيا الدعم السريع ) فإن اصحاب الأبقار تكون لهم القري والأراضي الزراعية والرعوية يمشروع ابوحبل الزراعي وجنوب السكة حديد ، والأسفلت القومي( الابيض _ كوستي) وأما رعاة الإبل والأغنام (الضأن ) تكون لهم الأراضي السكنية والزراعية والرعوية شمال الأسفلت القومي وشمال مشروع ابوحبل الزراعي وهي أراضي رملية عبارة عن سهول وكثيفة اشجار الهشاب والاشجار الاخري وأرض مراعي خالية من الأمراض التي تصيب الحيوان طول العام ، لذلك قام حسن رابح قائد مليشيا الدعم السريع ( الجنجويد) بأم روابة بحرق وقتل وتهجير سكان قرية الرحمانية إيذانا ببداية تنفيذ الخطة المدروسة والممنهجة ضد السكان المدنيين الذين يمتهنهون الزراعة اليدوية والآلية أحيانًا لتوفير أمنهم الغذائي والإقتصادي ، وبالتالي يمكننا القول بأن التاريخ يعيد نفسه بإنتقال جرائم الحرب و الابادة الجماعية والتطهير العرقي من ولايات دارفور الي ولاية شمال كردفان(( تشابه الجريمة من ذات مؤسسة المتهم المنفذ)).

 

وهنا من المؤكد ستكون قري إثنيات الجوامعة والبديرية ودار الحامد والشويحات، هي اول القري التي سينفذ فيها المخطط لانها تمتاز باراضي خصبة وشاسعة ، وتعبر بها(( المسارات والمخارف))، ووجودها في الحياة يعيق تنفيذ المخطط.

_ عموما لقد بدأ التنفيذ فعليا بمعقل الجوامعة بمنطقة الرحمانية (دلق التوب سابقا) وسيستمر بسرعة الصاروخ ما لم يجد (كوابح) حقيقة تجهض هذه الإستراتيجية .

 

ولكل ماذكر نتوقع إدانات دولية مستعجلة ،وجلسات طارئة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الإنتهاكات التي ترتكب في حق المدنيين بولاية شمال كردفان ، وإصدار مذكرات توقيف وأوامر قبض واجبة التنفيذ علي كل قادة المليشيا لإرتكابهم فظائع وجرائم حرب في حق المدنيين ، ويعاقب عليها القانون الدولي الإنساني ..

 

 

# سنوافيكم بأدق التفاصيل لاحقا عن :_

١/ عدد الأموات الذين فارقوا الحياة بسبب الحرق داخل منازلهم.

 

٢/ عدد الأطفال الذين تم قتلهم بشكل جماعي وحرقهم .

 

٣/ عدد الذين تم قتلهم بإطلاق النار بشكل مباشر من النساء الحوامل والشابات والرجال .

 

٤/ عدد النازحين والقري التي إستضافتهم..

 

٥/ كل ما يتعلق بهذه الجرائم.

تابعونا، ،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!