قد يكون العنوان للذي تقع عليه عينه ليس فيه رابطا ،وقد يرى صاحب عين أخرى ان الرابط هو تسويق الموقف الشجاع الذي إبداه البطل الشهيد محمد صديق وهو يواجه الموقف الذي كان عليه بعد أسره من قبل جنود المليشيا وجهلهم باخلاقيات الحرب بمزيد من القوة والشجاعة،او ان العنوان يشير الى تسويق (الجهاد) و(القتال) من اجل (عزة) الوطن والانسان.
ولكن الناظر ب(عين) اخرى شاملة وفاحصة يجد ان السودان بشكل عام يعاني من أزمة حادة في (التسويق) منذ الاستقلال وحتى هذه الأيام التي تدور فيها الحرب على أرضه
واهل السودان فشلوا في تسويق الموارد الكبيرة التي يتمتع بها السودان لصالح بناء قوة إقتصادية ،وفشلوا في تسويق
الموقع الاستراتيجي الذي يتميز به السودان لصالح أمنه والبعد السياسي للبلد بشكل عام ولصالح ان يكون للسودان (قدما) بين الكبار في صراع (القوة) و(النفوذ).
والسودان لم يستطيع تسويق أهل (العلم) والمتميزين فيه على المستوى الداخلي الخارجي ان كانوا بقدرات متباينة وتخصصات مختلفة مثل البروفسيور عبد الله الطيب العالم الذي لم( تلد) الأمة العربية مثله ،ظل (حبيسا) داخل اسوار الخرطوم ولم يعرف قيمته إلا عندما ساقته الاقدار الى نيجيريا والمغرب وبداية تخصصه في جامعة لندن ببريطانيا ،وظل العالم السوداني خبير الفيزياء البروفسيور محجوب عبيد الذي لم تعرف قيمته إلا امريكا واليوم لايعرفه من أهل السودان إلا عدد بسيط من (معاصريه) أو من الذين وجدوا بعضا من (سيرته) إلى ان مات دون معرفة الاسباب الحقيقية لموته ومثل هؤلاء العلماء لاتتركهم (الصهيونية) ولا( الإمبريالية) العالمية ومثل محجوب عبيد أمثال كثيرة تعرضوا للموت والإغتيال حتى لا يرفعوا من شأن بلادهم مثل عبد القدير خان صانع القنبلة (النووية) في باكستان والمهندس نجم الدين اربكان صانع (الدبابات) في تركيا،وكثير من العلماء اغتالتهم الإيدي الآثمة.
واليوم بين يدي السودان ألاف من الوثائق والمستندات والدلائل والصور الفتوغرافية منها والمرئية والوقائع المثبته بشهادات دولية التي تدينها المواثيق والقوانين الدولية التي وضعتها الأمم المتحدة لتحارب بها وتحاكم بها كل من يبثت انتهاكه للجرائم الدولية والمحرمة العالمية ،والتي لم تترك المليشيا واحدة منها إلا فعلتها مئات المرات في هذه الحرب التي أكملت العام في السودان.
والسودان امامه اليوم فرصة لتسويق كل هذه الانتهاكات لفضح هذه المليشيا ومسانديها في الداخل والخارج بما ارتكبت من فظائع في حق الإنسانية بشكل عام وبحق الشعب السوداني بشكل خاص.
واليوم أمام السودان فرصة بتسويق هذه الانتهاكات والجرائم المحرمة دولية لفضح الامم المتحدة التي تتعامل مع هذه المواثيق والقوانين الدولية بمعيارين بما يوافق ويحقق مصالح الخمس الكبار في عضويتها.
والجريمة التي ارتكبت بالأمس في حق الاسير (اولا) والشهيد(ثانيا) البطل محمد صديق تضاف الى كل هذه الجرائم المحرمة دولية ،فهل يستطيع السودان تسويق هذه الجرائم لادانة المليشيا والمجتمع الدولي ام انه يفشل كما (فشل) من قبل في تسويق كل تلك المميزات التي يتمتع بها في الموارد والانسان ويتميز بها عن سائر البلدان.
تعليق واحد