مقالات الرأي
أخر الأخبار

رحلة عبر الزمن وغوص في حضارة عريقة عبر زيارة المتاحف – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

يُطلّ علينا اليوم العالمي للمتاحف، 18 مايو، حاملاً معه دعوةً للتأمل في دور المتاحف كحراس للذاكرة وصروح ثقافية حية تُجسد عبق الحضارات وتُخلد إبداعات الإنسان عبر العصور، وفي السودان، تُعد المتاحف كنوزاً لا تُقدر بثمن، تُجسد ثراء التاريخ والحضارة العريقة للبلاد، من متحف السودان الوطني الذي يضمّ قطعاً أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، إلى متحف مروي الذي يُتيح لنا استكشاف حضارة مملكة مروي العظيمة، إلى متحف الحضارة السودانية الذي يُقدم بانوراما شاملة لتاريخ السودان عبر العصور، تُشكّل متاحف السودان رحلةً عبر الزمن تُثري العقل وتُلهم الروح.

ولكن، مع الأسف، لا تحظى متاحف السودان بالاهتمام الكافي من قبل مواطنيها، وأدركنا هذا من خلال تجربتنا في منظمة اصدقاء السياحة السودانية وقمنا بإجراء رحلات جماعية للمتاحف الخرطوم لأعضاء المنظمة، وفي رحلات ملوك النيل التي تقيمها جمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبى مكتب القاهرة، أقامت رحلات خاصة لأبناء الجالية السودانية المقيمة في مصر.

ومن خلال فرع منظمة اصدقاء السياحة السودانية بمصر، ندعو أبناء الجالية السودانية المتواجدين بمصر إلى اغتنام هذه الفرصة، واغتنام وجودهم في بلد غني بالمتاحف، لاكتشاف ثقافة المتاحف المصرية العريقة، واكتساب خبرات قيّمة في مجال إدارة المتاحف والعناية بالقطع الأثرية وزيارة المتاحف، فإنّ زيارة المتاحف المصرية بانتظام ستُثري معرفتهم بتاريخ الحضارة المصرية، وتُنمّي مهاراتهم في التنظيم والتواصل، وتُساعدهم على فهم أفضل الأساليب لعرض القطع الأثرية وجذب الزوار، فمع انتهاء الحرب في السودان، سيُصبح إعادة إعمار البلاد ونهضتها الثقافية مسؤولية جيلكم. وستكون خبرتكم في مجال المتاحف بمثابة أداة قوية للحفاظ على تراث السودان الغني ونقله للأجيال القادمة.

يمكننا تحويل هذه الدعوة إلى حقيقة من خلال تكوين مجموعات لزيارة المتاحف، فيمكنكم تكوين مجموعات من أبناء الجالية لزيارة المتاحف المصرية بانتظام، وتحديد يوم محدد كل أسبوع أو شهر لهذه الزيارات، والمشاركة في فعاليات اليوم العالمي للمتاحف، تنظم العديد من المتاحف المصرية فعاليات خاصة بيوم المتحف العالمي، تتضمن عروضاً موسيقية ومعارض فنية وورش عمل تفاعلية وزيارات مجانية، ويمكنكم نشر الوعي بأهمية المتاحف ودورها في المجتمع من خلال كتابة مقالات على مواقع التواصل الاجتماعي أو المشاركة في ندوات وفعاليات ثقافية.

إنّ استكشاف متاحف السودان والمداومة على زيارتها، مسؤولية تقع على عاتق كل سوداني. فلنكن سفراءً لثقافتنا وحضارتنا، ونُساهم في الحفاظ على تراثنا العريق للأجيال القادمة، ولا تقتصر رحلتنا على استكشاف متاحف السودان فحسب، بل تمتدّ لتشمل متاحف مصر أيضاً. فمصر، تُعدّ موطنًا لعدد هائل من المتاحف التي تُجسد مختلف العصور والحضارات التي تعاقبت على أرضها. من متحف الحضارة المصرية العظيمة الذي يُعدّ أكبر متحف في العالم، إلى متحف الآثار المصرية الذي يُضمّ مجموعةً ضخمة من القطع الأثرية الفرعونية، إلى متحف الفن الإسلامي الذي يُتيح لنا استكشاف روائع الفن الإسلامي عبر العصور، تُشكّل متاحف مصر رحلةً ثقافية وفنية لا تُنسى.

إنّ زيارة متاحف مصر والسودان بانتظام ستُتيح لنا فهم تاريخنا وحضارتنا بشكل أفضل: ستُساعدنا زيارة المتاحف على فهم تاريخنا وحضارتنا بشكل أفضل، واكتشاف إبداعات أجدادنا، ومعاً، نستطيع بناء مستقبل أفضل للسودان، مستقبل غني بالثقافة والمعرفة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!