مقالات الرأي
أخر الأخبار

العودة لذاكرة ( الحزن) الجميل – عرق في السياسة ✍️ الطريفي ابونبأ

في كل حين يشتد الحنين بنا نسترجع بعض تفاصيل الخرطوم ومشاهد ( الزحمة ) والصحو باكراً ننظر لحال وجودنا فنتذكر ( الحوش ) بكل اركانة بتنا و ( عم عبد الرحيم ياحر ماك حر ) نتشوق ل ( صوت ) سيد اللبن واستعجال الخروج حتي نلحق الترحيل وزملاء العمل …لايكفينا الصباح ( صلى علي عجل ) لنجلس مع أطفالنا دقائق نسمع فيها ( وصايا ) ست البيت ( جيب معاك …وعاوزين وعاوزين ) والسوق فيك يسوق …وخاتمة الكلام الليلة طالعين ماشين ناس امي … ومنا من فقد ابتسامة أمه وشاي الصباح معها ورغم أن صباحاتنا قصيرة إلا أن ( ريحة ) الصباح التي لم نشتمها في حينها نتنسم عطرها بعد أكثر من عام للحرب ..والحرب هي الذاكرة التي لا نستدعيها طالما الخوف هو من يجالسنا كنازحين خوفاً من أن نفقد كل شئ …. ومافقدناه اكبر من الغضب علي ( سائق ) الترحيل الذي لاينتظرك لتأخرك دقائق أو حتي من ( قطع الكهرباء) وانت تشاهد مباراة للهلال أو المريخ ..خوف الفقد من أن لانجد شيء في ذاكرتنا من حزن الماضي اكبر من أحزاننا الحالية ….نذهب بالذاكرة وعودتنا من يوم نعتبرة ( سئ) في العمل بعد تأخر الحافز والشجار مع المدير ولكن اليوم نحس بأننا فقدنا حزناً جميلا ويوم سئ ليس بأسوأ من غربتنا الحالية …اليوم اشتقنا لمصطفي سيد احمد وابوعركي نجتاز محطاة من اليأس لنستمع للحزن الذي يأتينا من قصائد حميد وهاشم صديق اشتقنا لاخبار التاسعة في تلفزيون السودان رغم تحفظنا علي شكلها الذي كنا نعتبرة سئ بتنا نشتاق للونسة مع شلة الدكان والمتحلقين حول أعمدة الإنارة مع اننا كنا ضد هذا الجلوس كنا وكنا قبل أن نصبح بعيدين غرباء عن (الكون ) الذي كنا نتظلم فية بعد الحرب نتمني أن نحتفظ بذاكرتنا الحزينة حتي نرتب آلامنا وأوجاع بدت تتحكم في وجودنا …نشهد أن حلمنا في ( هنا امدرمان) وإذاعة البيان المهم الذي يضمن عودتنا للحزن الجميل في وطن يتلاشى وهو باقي في ذاكرتنا للابد …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!