مقالات الرأي
أخر الأخبار

خطاب مفتوح للسيد والي ولاية القضارف …. لعناية  سعادة اللواء م محمد احمد حسن … حفظه الله ووفقه … ✍️ دكتور عباس طه حمزة صبير

**بعد التحية والتقدير

 

*من/ دكتور عباس طه حمزة صبير (جامعة الخرطوم)*

 

بداية ارجو ان اكون من ضمن المهنئين لسيادتكم بتوليكم منصب والى ولاية القضارف بالرقم من علمى المسبق عن تدافع الكثيرين الذين يتولون امر هذه المهمة واغلبهم لحاجة فى نفس يعقوبهم… واجد نفسى فى المقابل مهموم بالدعاء لسيادتكم بالنجاح الباهر فى مهمتكم ويشاركنى فى هذه الدعوات اغلببة الشعب السودانى الذى وبعد بداية حرب المؤامرة الكونية بدأ مقتنعا ويحسن الظن فى ابنائه من رجالات قوات الشعب المسلحة خاصة بعد تجاربه الفاشلة والمشينة مع النخب الحزبية الفاشلة والتى فصل فشلها وخياناتها دكتور منصور خالد فى كتابه النخب السودانية وإدمان الفشل ولخص فشلها السياسى السيد محمد احمد المحجوب رئيس وزراء السودان عن حزب الأمة آنذاك فى كتابه الديمقراطية فى الميزان … تلك الاحزاب أو بالأحرى الاحزان ما جلبت للسودان الا الخراب والدمار منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا وذلك بسبب احترافها للخيانة والعمالة للاجنبى كما يفعلون الان ويشاركون وبالاصالة فى كل جرائم الدعم السريع والمؤامرة الكونية على السودان وشعبه ويتصدى لها ابطال معركة الكرامة فى تلاحم غير مسبوق بين الشعب وجيشه ومستنفرينه ومقاومته الشعبية والمخابرات العامة والقوات الخاصة وحركات الكفاح المسلح وكافة شرفاء القبائل وندعو الله نصرا مؤذرا وعاجلا وان ينتقم من كل تلك الأحزاب ويعجل بفنائها وموتها لتدفن فى مقبرة مذبلة التاريخ دون غسل أو كفن أو صلاة ميت…

 

من جانبى لا املك إلا أن اكرر دعائي لسيادتكم بكامل التوفيق والسداد فى كل ما من شأنه أن يجعل من قضارف الخير والسمسم وعائشة الفلاتية والفول السودانى وإسماعيل حسن ..وا اسفاى لو ما كنت سودانى… والفتريتة الحلال الطبيعية الخالية من كل التحويرات الوراثية وعبث اصابع وعقول البشر التى افسدت كل طيبات الطعام التى كان يتغذى عليها ابهاتنا وأمهاتنا وأجدادنا وحبوباتنا وكانوا ينعمون بتمام الصحة والعافية وأضحت تلك الاغدية الفاسدة وغير الطبيعية سببا.فى.تفشى الأمراض والحساسيات..

 

قضارف الفشقة والشوك والحواتة وباسندة وبقية العقد النضيد من مسميات الأراضى والمناطق والتى لا تزال اغلببة أراضيها فى ظاهرها وباطنها بكر وبسبب عدم استغلالها جعلت اعناق المتامرين الحاقدين تشرئب نحوها ولذلك وبعون الله الامل معقود عليكم سعادة الوالى فى التفكير الجدى فى تجهيز دراسات جدوي لمشاريع عملاقة تمول عبر شراكات ذكية مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجالات الإنتاج الزراعى والحيوانى والاستزراع السمكى وغيرها وبذلك نقطع عشم الطامعين فيها من دول الاستكبار العالمى لتساهم فى أحداث التنمية المستدامة بالولاية والسودان ….

 

 

قضارف الغطاء النباتى العشبى الخريفى المتنوع الذى اذا احسن استثماره واستغلاله لاكتفى السودان ومزق فواتير العلاج والدواء والاسمدة العضوية الآمنة والمفضلة عالميا على الأسمدة الكيماوية القاتلة للإنسان والحيوان ومدمرة لخصوبة التربة. ومكن من انتاج ما يكفى السودان من بايوغاز بديلا للبوتوجاز المكلف…

 

قضارف الوعاء الجامع لكل اصناف الإنتاج الزراعى والحيوانى …

 

قضارف صادر المحاصيل واللحوم والخضروات للأسواق المتعطشة لهذه المنتجات مثل اسواق الخليج ودول الجوار وحتى اوربا وامريكا والتى تهددها أزمات الغذاء والمجاعة والتى يؤكد الخبراء أن حدوثها أمرا لا مفر منه بسبب التغيرات المناخية التى تحدث بسبب مناطحة الإنسان لفطرة الخالق وتخريبه للبيئة….

 

قضارف الموارد البحثية والعلمية والاستثمارية والتى يمكن وبكل سهولة ويسر أن تجعل من جامعة القضارف وفى بضع سنين مؤهلة لتمزيق فاتورة الفصل الاول وتمويل خدمات ورفاهية العاملين فيها بدلا من الاعتماد على عقلية المرتبات التى أصبحت مجهرية فى قيمتها بعد ان تسلط عليها غول التضخم وابتلعها… كما يمكن للجامعة تمزيق فاتورة شراء كافة البنيات التحتية من بناء القاعات والمعامل والاجهزة…ليس ذالك فحسب بل إن بإمكان الجامعة وعلمائها الممارسين وليس المدرسين الذين بإمكانهم اخراج علومهم من العقول للحقول وتبنى إنشاء مشاريع عملاقة مجدية تغذى خزينة الدولة بالعملات الصعبة فى مجالات الزراعة والإنتاج الحيوانى والصناعات التحويلية المرتبطة بالمجالين وتشجيع الصادر ومكافأة المنتجين وانصافهم والتوقف عن صادر الحيوانات الحية بسبب مخاطره الجمة وحرمان البلاد من قيم مضافة لمخلفات الذبيح …فرت..جلود…قرون… وحتى الاعضاء التناسلية للذكور التى تستخدم فى صناعة الفياجرة الطبيعية والاستفادة من سوقها الرائجة فى الخليج وغيره…كل هذه المشاريع العملاقة يمكن أن تمول عبر شراكات ذكية مع الدول الصديقة والشقيقة مثل تركيا وقطر والكويت وسلطنة عمان وروسيا والصين والهند وغيرها وفى إطار تلك الشراكات مع دول عملاقة مثل تركيا و روسيا والصين أن نضرب عدد من العصافير الاخرى بنفس الحجر وهى استفادتنا منها فى حماية امننا الفومى من عدوان الكبار مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكذلك الاستفاده منها فى مواجهة الاستهداف الامبريالى للدول الغربية ومواجهتها سياسيا فى مجلس الأمن والمنظمات الدولية ….

 

قضارف المنتجين فى القطاعات الصغيرة والوسيطة فى مجالات الإنتاج الزراعى والصناعى والتى يمكن أن تمول مشاريعهم من ديوان الزكاة والنظام المصرفى بأقساط ميسرة وتسهيلات مريحة بشروط ومتابعة من جهاز رقابى اشرافى ولائى يضمن نجاح تلك المشاريع وابعاد كل الانتهازين غير الجادين الذين لا يملكون اى مشاريع من التسلل لقنوات التمويل والهروب باموالها عبر إجراءات صورية اقرب ما تكون للربا الحرام والتى بكل أسف يمكن أن تتم بمشاركة بعض ضعاف النفوس المرتشين من موظفى البنوك وديوان الزكاة…وعادة ما ينتهى تمويل هذه المجموعات الانتهازية بهروبهم بعد استلام الكاش الحرام بدلا من مدخلات انتاج أو القبض عليهم وسجنهم وتتضرر من ذلك البنوك والجهات الممولة بسبب هذه الممارسات الغير اخلاقية لاكل أموال الناس بالباطل وحسبنا الله ونعم الوكيل….

 

قضارف التجارة والزراعة والصناعة والثراء والزكاة والضرائب والتى لو توفرت الإرادة واستعمل القوي الامين على رأس جهاز فعال لجمع واردات كل هذه الأنشطة لامتلات الخزن و البنوك بالموارد المالية من تلك المصادر وإذا احسن صرف تلك الأموال الضخمة لما تركت على أرض القضارف مسكينا أو فقيرا ولنعم انسان القضارف بخدمات صحية وتعليمية وعدلية لا مثيل لها فى اي ولاية أخرى…

 

قضارف المخزون المائى الوافر من المياه العزبة فى الشوك والشميلياب وغيرها من مصادر المياه فوق الارض وتحت الارض والتى يحدونا الامل أن يكون لدى سيادتكم كامل العزيمة والإصرار والاستعجال فى حل مشكلة مياه الشرب النظيفة والتى تعتبر الان من أكبر الهواجس التى تواجه مواطن الولاية وتؤرق مضجعه لما تتسبب فيه المياه الملوثة التى يتم جلبها من مصادر ملوثة عبر الكارو التى تجرها الدواب مما يزيد من فرص تلوثها وما يسببه ذلك من أمراض من أمراض قاتلة لأفراد الأسرة خاصة كبار السن والأطفال وما يصاحب ذلك من إرهاق خزينة رب الأسرة الفارغة قبل ذلك بتكاليف شراء الأدوية لعلاج تلك الامراض هذا بالاضافة للتكاليف الباهظة لشراء مياه الشرب من تلك المصادر الملوثة وهذا يعنى أن الأسر تشترى أمراضها بمالها…

 

بثقتنا فى الله اولا ثم من بعد ذلك فى سيادتكم فى حل مشكلة مياه الشرب عبر الجهد الرسمى والشعبى… تجار ومزارعين… ومساهمات أبناء الولاية المغتربين والخيرين من معارفهم بدول الخليج وغيرها… بنجاحكم فى إيجاد حل جذرى وناجع لمشكلة مياه الشرب هذه عبر النفير العام. … سوف تكونوا دخلتم التاريخ من أوسع أبواب الانجاز ودخلتم قبل ذلك فى قلوب كل اهل القضارف وقلوب الأطفال وكبار السن والنساء الارامل والثكالى وفوق ذلك كله سوف تظللكم دعوات كل تلك الفئات فى يوم لا ظل الا ظله ويشهد لكم ذلك العمل وينجيكم ويعصمكم من أن تكونوا فى زمرة من قال عنهم رسول الله صلى الله وسلم… ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة …..

 

قضارف المعادن وغيرها من الموارد فوق الارض من بشر جعلهم الله شعوبا وقبائل ليتعارفوا أن اكرمهم عند الله اتقاهم ويتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان …وان من أبطأ به عمله وكقاءته لا يسرع به نسبه وخير من استأجرت القوى الامين وأنه لوسرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها.وغير ذلك من القيم ومكارم الاخلاق…وموارد تحت الارض كلها تنتظر القوي الامين الذى يستغلها استغلالا أمثل يعود بالنفع على انسان الولاية وأهل السودان بالنفع وإصلاح الحال….

 

السيد والى ولاية القضارف ما ذكرته اعلاه هو فقط قمة جبل الجليد مما انعم الله به على انسان ولاية القضارف من كافة مقومات التنمية المستدامة من موارد كثيرة ومتنوعة إذا وجدت التخطيط المحكم وإقامة العدل وأعمال القانون لمعاقبة المجرمين ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب وردع كل الفاسدين والمرتشين والاستفادة من الكفاءات المتعلمة الممارسة وليست فقط المدرسة واستحداث جهاز رقابى مستقل وامين يقيم أداء كافة المسؤلين من الوزير للغفير ويكون شعاره من أبطأ بهه أداؤه يجب اخلاؤه دون مجاملة واي اعتبار آخر… وبعمل كل ذلك وفق خطط استراتيجية محكمة وعندها وعندها فقط سوف تصبح ولاية القضارف باذن الله دولة عظمى تتسيد العالم بإنتاجها للغذاء ويحسب لها الف حساب … ويدخل وإليها لمجموعة قينس للأرقام القياسية من أوسع أبواب الانجاز….

 

وفى ختام هذا الخطاب المفتوح… يسرنى أن أنقل لسيادتكم موافقتى ليقوم الصحفى القامة والعملاق وسيف المستضعفين وبلدوزر كنس الفساد والمفسدين.اخى الكريم الاستاذ احمد بابكر المكابرابى ليقوم بتسليم سيادتكم نسخة من مقترحاتى بشأن أحداث التنمية المستدامة بولاية القضارف ومقترحات عملية لمحاربة الفقر من خلال السكن المنتج وجمعيات صغار المنتجين….وكذلك مقترحات بشأن خطوات عملية قابلة للتنفيذ الفورى

لحل مشكلة مياه القضارف ومقترحات لاصلاح الخدمة المدنية ومعالجة الترهل الوظيفى ومهم جدا مقترحات بشأن جامعة القضارف واساتذتها وعلمائها والارتقاء بدورها المامول منها فى المساهمة الفاعلة فى أحداث نهضة القضارف والبلاد وتنميتها…ويسلمكم كذلك نسخة من دراسة جدوى غير تقليدية تعتمد على تجربتى الشخصية فى مجال إنتاج الألبان وقد جهزتها بناء على طلب من بعض زملائي بجامعة شندى وقابلة للاستنساخ لصالح بقية أساتذة الجامعات بما فيهم جامعة القضارف لتحررهم عائدات تلك المشاريع الجماعية من سلاسل الرق المهنى ومرتباته المجهرية وبذلك يتفرغ الاستاذ الجامعى للممارسة إبداعاته العلمية والإنتاجية ويقوم بواجباته الثلاثة المكلف بها وهى التدريس والبحث وتنمية المجتمع … وكذلك تلك دراسة الجدوى يمكن أن تستفيد منها الجمعيات التعاونية وكل مجهودات محاربة الفقر وتحقيق رفاهية انسان الولاية….

 

الجدير بالذكر أن تلك المقترحات التى بذلت فيها كثير من الجهد والعرق قد قمت بكتابتها بناء على طلب من استاذ الكابرابى ابان اقامتى فى ولاية القضارف من بعد ثلاثة شهور بعد بداية الحرب وقام استاذ المكابرابى مشكورا مأجورا بتسليمها للسيد والى ولاية القضارف السابق ولكن للاسف ولأسباب لا اعلمها لم يقم بتنفيذ حرف واحد من محتواها واملى أن يجد فيها سيادتكم ما يعينه على أحداث التنمية المنشودة بالولاية بعون الله وتوفيقه…

 

مع خالص شكري وتقديرى ودعواتى لسيادتكم بالتوفيق والسداد من أجل إصلاح شأن البلاد والعباد….

 

دكتور عباس طه حمزة صبير

جامعة الخرطوم.. وحاليا مقيم زائر بالمملكة العربية السعودية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى