دكينيات(٢٢٢)….
فى قريتنا التاريخية قرية الحجاج الشيخ حمدان الشيخ عبدالقادر ابو الحسنة شمال غرب سكر سنار وهى قرية تقع على الطريق الرابط بين مدينة سنار ومدينة المناقل وهى مركز حضارى وثقافى ودينى وتعليمى وصحى وخدمى بصورة متكاملة كل هذه الإنشاءات كانت بقيادة الشيخ عبدالقادر الشيخ حمدان فى ستينيات القرن الماضى حيث كان الشيخ عبدالقادر قائد بمعنى الكلمة كما حدثنى اهلى واستقبل الزعيم اسماعيل الازهرى فى ستينيات القرن الماضى فى قريته الحجاج وإنشاء ديوان او مضيفة خاصة لاستقبالة سمى بديوان الازهرى كنا نذهب لنتفرج فيه كان عبارة عن صرايا فى ذلك الزمان كما يقول أهلى.
*فكرة التكية فكرة قديمة عند أهلى وهى توفير الطعام على مدار اليوم للعابرين وللمقيمين والطلاب حيث تقدم العاصيدة الحارة بملاح الشرموط(لحم البقر) وملاح اللوبة بأنواعها البيضاء والحمراء وملاح الروب(حليب البقر المخمر الاصلى) مع الماء البارد من التيبار الكبير(الازيار الفخارية الكبيرة) مازالت مستمرة حيث جاء بعد الخليفة الشيخ عبدالقادر الخليفة الشيخ حمدان ومن بعده الخليفة الشيخ موسى ومن بعده الخليفة الشيخ يعقوب ومن ثم الخليفة الشيخ التوم أطال الله ايامة. الخليفة الشيخ يعقوب كان صديقا وأخ رحمة الله علية افتقده الجميع لطيب معشرة كما يخصني الخليفة الشيخ التوم بطعام خاص كل ما زرته او فى ظروف وفاة فى المنطقة يرسل لى صحن من العصيدة الحارة بملاح التقلية التى احبها فلهم منى جزيل الشكر وفعلا العز اهل….
* كان لتكية الشيخ حمدان الشيخ عبدالقادر دور كبير فى العام ١٩٨٣م عام المجاعة التى ضربت السودان وخصوصا غرب السودان الكبير حيث جاء الناس إلى تلك التكية من كل فج عميق وكان الخليفة الشيخ حمدان واخية الشيخ موسى والأهل فى المنطقة شمروا عن ساعد الجد وفتحوا المطامير لتوفير الطعام على مدار اليوم للقادمين والعابربن على الطريق من سنار إلى المناقل حيث كان عدد البصات اكثر من ١٢ بص يوميا تحمل الركاب واللوارى والناقلات وجميعهم نقطة تجمعهم وارتكازهم قرية الحجاج ليتناولوا الطعام والصلاة واخذ زمن للراحة.
حيث كان الوافدين من غرب السودان ومن أماكن شتى جاوا إلى تلك التكية التى أنقذت المحتاجين والجوعة من مثقبة الجوع.
* عمر تكية الشيخ حمدان تجاوز ال ١٠٠ عام والشيخ حمدان وفقراءه او حيرانه او اتباعة كان جنودا معه عندما اعلن الامام محمد احمد المهدى الجهاد على المستعمر فكانت للشيخ حمدان رايات مع أميرة الأمير محمد ود نوباوى هكذا حدثنى أهلى….
*اليوم عادت فكرة التكية للشعب السوداني فى ام درمان محلية كررى حيث الصفوف من الجوعة لأخذ كمشتين من الفول او العدس احيانا بخبز واحياننا دون خبز لكن الغالبية دون خبز حيث يتم وضع الماعون من وقت صلاة الفجر للحجز وعدد الناس اصبحوا فى تذايد بشكل كبير جدا جدا مما يدلل على ان الجوع قد انتشر وان الدولة ليس لها مخزون استراتيجى من الحبوب حيث بلغ نصف الكيلة من الزرة سبعة الف جنية وقطعة الخبز مائة جنية وفى مناطق مئتان جنية وكيلو اللحم العجالى عشرة الف جنية وجوال الدقيق خمسة وعشرون كيلو ب ٢٥ الف جنية….الخ
* نحن فى حاجة كبيرة لنظر للواقع الآن انتشر الجوع والمرض والخوف وتوقف الحال….الخ
* أهلى فى قرية الحجاج الشيخ حمدان بلغوا تحياتى إلى الفقير إلى الله خادم التكية العبد الصالح ابراهيم تكية والى الأخ الفقير الشقدى الذى يسد الفرقة عندما يتعثر ابراهيم تكية وادعوا إلى السودان والقوات المسلحة بالنصر وانى على يقين ان هولاء من مستجابى الدعوة.. اليوم التكية محتلة من الجنجويد وكل قرى شمال غرب سكر سنار ١١٤ قرية..
لكم مودتى…
دكتور عصام دكين…