مقالات الرأي
أخر الأخبار

عثمان درار دبلوماسية لاتنام…. عناوين مميزة لأدائه الرفيع..!! – بالواضح – ✍️ فتح الرحمن النحاس

*(١)*

*غيب الموت في الايام الماضية الدبلوماسي العريق، السفير (عثمان درار) بعد حياة مهنية حفلت (بالعطاء الثر) الذي امتد لسنوات طوال، وقد ظل يمثل (حالة خاصة) في الأداء الدبلوماسي (اليقظ) طول الوقت، مدخله ومخرجه عناوين بارزة تعبر عن (الدقة) في العمل والعفة والصرامة المشفوعة (بلين) يمشي معه مثل ظله وهو خارج مكاتب العمل…وقد أتيح لي أن أعمل معه (مستشاراً) ضمن البعثة الدبلوماسية بطرابلس العاصمة الليببة، فلمست فيه من أول خطوة أنه (ربان ماهر) لاتفوته شاردة أو واردة، وامتلك (حصافة عالية) أستطاع أن يعبر بها (تعقيدات) منطقة التمثيل ومافيها من (متاعب) ناتجة عن غياب (الهيكلة المعروفة) وسرعة إتخاذ القرار في المرافق الرسمية للدولة، مايعني أن الاداء الدبلوماسي يتحرك فوق أرض تتناثر عليها الأشواك والمطبات، لايستطيع إحتمالها إلا من أوتي حظاً وآفراً من (الصبر والجلد) وشيئاً من (غض الطرف) ربما لدرجة (البلاهة)..ثم هنالك قضايا الجالية السودانية، وهذا شكل آخر من أشكال المعاناة ذات (المخالب الحادة) التي قد تزيد ميزان حسنات من يلاقيها وهو محتسب..!!*

*(٢)*

*كان عثمان درار فينا القائد الذي (لاينام)، فهو في حركة دؤوبة وطموح متصاعد وشجاعة في مواجهة أي موقف عصيب..وقد كانت احداث (مدينة الزاوية)، المحطة الأصعب في تلك المرحلة، حيث تعرض ابناء الجالية السودانية لإنتهاكات وإعتداءآت (صارخة) من قبل بعض ابناء الشعب الليبي،وقد تمدد الخطر لكثير من المناطق المجاورة للزاوية، وكان حينها إلي جانب السفير (الطاقم المميز) من قيادات البعثة ومنهم الملحق العسكري اللواء محمد فضل الله والقنصل كمال شقاق والسفير ياسر خضر، يتابعون الاحداث ليل ونهار، رغم (صعوبة) الحركة، وكان ياسر وشقاق هما اول من وصلا للزاوية لحظة (إنفجار الموقف) رغم خطورته آنذاك وكانت مجازفة منهما، ولما أعلنت السلطات الليبية (إغلاق) كل مداخل الزاوية ومنعت الدخول إليها ، استدعي السفير عثمان درار المجموعة القيادية في السفارة وطلب من كل منهم أن (يركب سيارته) للذهاب للزاوية و(اقتحام) كل الإرتكازات الأمنية مهما كانت الصعوبات للوصول للسودانيين والوقوف علي أحوالهم.!!

*(٣)*

*تقدم درار المجموعة واقتحم كل الإرتكازات ووصل الركب للمعسكر الذي تم فيه تجميع السودانيين، وكان (موقفاُ مهيباً) ألتهبت فيه مشاعر الإحباط مع (الغضب) وسط السودانيين وقد ثارت ثائرة بعضهم ورأوا أن يفرغوا شحنات الغضب في قيادات سفارتهم، فرموهم (بالزجاجات الفارغة) وجرح من جرح مع تعالي (الشتائم) لكن لم يتزحزح واحد من البعثة من مكانه، ولما تفاقم الأمر تدخل الأمن الليبي وأطلق الرصاص في الهواء وتم آجلاء طاقم السفارة، الذين لم يطلبوا حماية لأنفسهم بل طلبوها لأبناء وطنهم المتضررين..!!*

*خلال أكثر من شهرين ظل السفير عثمان درار يتابع ذلك (الإبتلاء) ويعقد الإجتماعات ليلاً حتي ساعات الفجر ونهاراً حتي تكللت الجهود بتجميع السودانيين في معسكرات وترحيلهم لوطنهم…

*رحم الله السفير عثمان درار ونسأله تعالي أن يجعل مسكنه الفردوس الأعلي فقد عاش عفيفاً وصادقاً وغيوراً علي وطنه وشعبة ومهنته..!!*

*إنا لله وإنا إليه راجعون..*

 

*النحاس*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام