رحلة الأمل من مبادرة السوباط لإعمار السودان إلى طريق الكرامة – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
في خضمّ الأزمات التي يواجهها السودان، تتلألأ مبادرات الخير والعمل كنجومٍ في سماء الوطن، لتنير دروب الأمل وتُلهم خطوات إعادة البناء، تأتي مبادرة السيد هشام حسن السوباط، رجل الأعمال ورئيس نادي الهلال، لإعمار ما دمرته الحرب، لتُشكل انطلاقة جديدة نحو المستقبل، وتؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من التكاتف والوحدة الوطنية.
جمعت مبادرة السوباط، التي أقيمت في مزرعته بالقاهرة، نخبةً من رموز وقادة المجتمع السوداني من مختلف المجالات، لبحث سبل إعادة إعمار البلاد. وتناولت النقاشات احتياجات المرحلة القادمة، بدءًا من رفع الروح المعنوية للمواطنين، وصولًا إلى إعادة بناء البنية التحتية، وتنشيط الاقتصاد، وتحقيق التنمية الشاملة.
قدم خبراء الاقتصاد، وعلى رأسهم الدكتور عادل عبد العزيز، رؤيتهم حول الأوضاع الاقتصادية الراهنة واحتياجات المرحلة القادمة، مؤكدين على أهمية استغلال الموارد المتاحة بكفاءةٍ عاليةٍ لتعزيز مسيرة الإعمار.
أكد المتحدثون، الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي سفير السودان الجديد بمصر، على عزم القوات المسلحة على تحقيق النصر النهائي في الحرب ضد المتمردين، مُشدّدين على أن تضحيات الشعب السوداني لن تذهب سدى.
بعيدًا عن مبادرة السوباط، لكنّها قريبةً من روحها وأهدافها، تأتي دعوةٌ ملحةٌ لإنجاز مشروع حيويٍّ هامٍّ، ألا وهو طريق الكرامة الذي يربط بين ولايتي سنار والقضارف، والذي يعد شريان حياةٍ لولايات النيل الأبيض والجزيرة وإقليم النيل الأزرق، ويبلغ طوله أكثر من 100 كيلومتر، ومع قدوم فصل الخريف، يصبح العبور عبره مستحيلاً، مما يُعيق حركة التجارة والتنقل ويُعيق جهود التنمية في هذه المناطق.
ندعو الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، إلى إصدار توجيهٍ عاجلٍ لإنجاز طريق الكرامة، ونؤكد على ضرورة تضافر الجهود من مختلف الجهات المعنية، بدءًا من الحكومة والشركات الوطنية، وصولًا إلى المنظمات الدولية والمجتمع المدني، لإنجاز هذا المشروع الحيويّ في أقصر وقتٍ ممكن.
إنّ إنجاز طريق الكرامة يُمثّل خطوةً أساسيةً في إعادة إعمار السودان وربط مختلف أنحاء البلاد ببعضها البعض، كما يُساهم في تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين الولايات، ويُحفّز الاستثمار ويُشجّع على التنمية في المناطق الريفية.
مبادرة السوباط وطريق الكرامة هما رمزان للأمل والوحدة الوطنية في السودان، ونؤمن أنّ تضافر الجهود وتعاون جميع أبناء الوطن سيُساهم في عبور هذه المحنة وتحقيق مستقبلٍ أفضل للسودان.