مقالات الرأي
أخر الأخبار

السفير هاني صلاح دبلوماسي رفيع يشرق من أرض الكنانة إلى قلب السودان – همس الحروف – ✍️ د . الباقر عبد القيوم علي

في عالم الدبلوماسية ناعمة الملمس و الإحساس ، حيث تحكم الفنون الكثيرة والسياسات المعقدة ، يبرز من هنالك رجل لا يشبه غيره في المعاني و التفاصيل ، إنه سعادة السفير هاني صلاح سفير جمهورية مصر العربية لدى السودان ، هذا الرجل الذي حمل على عاتقه مهمة جسيمة ، ليست فقط على صعيد العلاقات الرسمية بين الدولتين ، بل كانت وجهته هي رسم جسور التواصل الثقافية و الشعبية ، ما يؤهله أن يكون متفرداً ، ليس كغيره مجرد دبلوماسي عابر ، فهو يعرفه الناس كرمز حي للدبلوماسية المصرية في أبهى صورها .

 

عند مقابلة أي شخص له ، لا يمكنه أن يتجاهل الحضور الطاغي الذي يميّز سعادة السفير هاني ، فقامته السامقة ، التي تمزج بين هيبة السفير ، و وقار الدبلوماسي المحنك ، فيجذب الأنظار دون جهد ، و لكن ما يثير الانتباه فيه ، إنه ليس فقط ملامح وجهه الهادئة ، و تلك الابتسامة الصامتة التي ترتسم على شفتيه ، بل أيضاً هيئته الأنيقة التي تنم عن ذوق رفيع لا يخفى على أحد ، فالسفير هاني صلاح هو نموذج لصفوة الدبلوماسيين في العالم العربي ، و يجسد صورة حية لما يجب أن يكون عليه الدبلوماسي الناجح الذي يجمع بين الخبرة والرؤية المستقبلية من حيث الكفاءة ، و القدرة على التكيف ، مع الحفاظ على القيم و الأخلاقيات التي تميز دبلوماسية مصر العريقة .

 

فدبلوماسية هذا الرجل ليست مجرد حرفة أو مهنة عابرة ، بل نجدها كفن راقي يتقنه بكل حواسه ، و في كل كلمة ينطق بها لها وزنها الثقيل ، و أثرها الجميل ، فعُرف عنه براعة التحاور مع كبار المسؤولين السودانيين ، وأيضا كذلك في الوصول إلى الناس العاديين ، فنجده في اللقاءات الرسمية ، يشعرك بقدرته على قراءة ما وراء الكلمات ، و تفكيك المعاني بين السطور ، و هو ما يساهم في بناء علاقات متينة تخدم المصالح المشتركة بين بلديه في الشمال المصري و الجنوب السوداني ، و لكن ما يميز أسلوبه حقا هو قدرته على الجمع بين الرسمي و الشعبي في إطلالة فريدة من نوعها ، حيث يظهر كمن يلبّي الدعوات الرسمية في المحافل السياسية بنفس الروح التي تجعله قريباً من القلوب في المجالس الشعبية .

 

هذا الرجل الحكيم ، تجسدت حكمته من خلال دوره البارز في الملفات الهامة التي جمعت بين مصر و السودان في الآونة الأخيرة ، و في ظل هذه الظروف الإستثنائية إستطاع أن ينقل العلاقة بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة ، في الاروقة الدبلوماسية ، تمثلت في الجوانب السياسية و الاقتصادية و الثقافية .

 

و لا شك أن السفير هاني تفرد بأن يكون صاحب نظرة بعيدة المدى ، لم يكتفِ فقط بتحقيق مصالح آنية ، بل بذل جهداً كبيراً لوضع أسس لمرحلة جديدة من التعاون على المدى الطويل ، و هذه الرؤية تظهر جلياً في مشروعات التعاون المشتركة ، و خاصة تلك المتعلقة بإعادة إعمار الخرطوم ، التي بشرنا بها في لقائه بسعادة الفريق أول ركن إبراهيم جابر ، و هذه البشرى قد أثلجت قلوب جميع السودانيين ، و تعتبر جزءاً من رسالته للمستقبل ، فهو يمثل رمزاً من رموز الدبلوماسية الإنسانية .

 

إن الارتباط الشعبوي الذي حظي به سعادة السفير هاني صلاح لا يُعزى إلى نجاحاته الرسمية في معالجة الملفات السياسية و الاقتصادية و الثقافية ، بل يرجع ذلك إلى لمسته الإنسانية التي تترك أثراً في وجدان كل من يلتقي به ، فيعرفه كل من عمل معه عن كثب ، كرجل يهتم بأدق التفاصيل ، و يضع الإنسان إعتباراً قبل المكان ، و هذه سمة لا يتمتع بها الكثير من الدبلوماسيين في عالم يطغى عليه التنافس السياسي ، و المصالح الاقتصادية البحتة ، و لكن السفير صلاح يرى أن بناء الإنسان هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه أي تقدم أو تعاون بين الدول .

 

و كما إن كان هناك شيء يميز السفير عن غيره من نظرائه ، فهو قدرته الفائقة على الجمع بين الاحترافية في العمل والسمة الشخصية التي تميزه بالود والبساطة . فهو ليس غريباً عن المجتمعات التي يعيش فيها ، بل هو جزء منها ، يتفهم تحدياتها ، ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يسهم في حلها بطرق مبتكرة ، و هو يثبت عند كل محطة من محطات عمله أنه ليس مجرد ممثل لدولة ، بل هو جزء من النسيج الاجتماعي والثقافي لتلك الدول التي يعيش فيها .

 

و من أكبر المشاريع التي يتصدر فيها السفير هاني صلاح دوراً محورياً ، هو المشروع القومي المصري للمشاركة في إعادة إعمار الخرطوم ، و الذي يُعدّ بمثابة تجسيد عملي للرؤية المستقبلية التي يعكف عليها هذ السفير الإنسان ، التي تتجسد عندها الرؤية الثاقبة التي تبني على أسس صلبة من التعاون والتكامل بين الشعبين المصري والسوداني ، و على كافة المستويات ، و تضع التعاون بين البلدين في إطار عميق و طويل الأمد .

 

هذا المشروع ليس مجرد مبادرة سياسية فحسب ، و لكنها تضع النقاط فوق الحروف لأفق جديد ، و لتسوية الملفات المعلقة ، و تعزز كذلك أواصر التعاون بين القاهرة و الخرطوم في ظل متغيرات سياسية واقتصادية سريعة ، و رغم أن هذه المبادرة تندرج تحت إطار التعاون الحكومي الرسمي ، إلا أن السفير هاني صلاح يقودها بروح الشعبويين المحبين للخير ، فتجده في كل مكان يتحدث عن الشراكة بين البلدين بطريقة تبعث الأمل في قلوب الجميع ، فهو مثال حي للدبلوماسي الفذ الذي يخطط لبناء المستقبل .

 

السفير هاني صلاح ليس فقط دبلوماسياً متمرساً يعرف كيف يعالج الملفات السياسية بحنكة ، بل هو إمتداد للدبلوماسية المصرية الرائقة و الرائعة ، فهو رجل حكيم يشكل رمزاً للتعاون الحقيقي بين الشعوب ، وصورة رائعة من صور الجهد الوطني الذي يبذل في صمت لبناء جسور من الفهم المتبادل والتضامن ، و هذا هو السفير هاني الذي إستطاع من خلال مسيرته إن يثبت للجميع أن الدبلوماسية لا تعني فقط التفاوض في غرف الاجتماعات المغلقة ، بل هي أيضاً القدرة على فهم الإنسان ، واستشراف المستقبل ، و التمسك بالقيم التي تعود على الأوطان بالنماء والتطور ، وبالتأكيد فإن السفير هاني صلاح هو من بين هؤلاء الذين يجعلون العالم جميلاً و مكاناً أفضل للعيش بلمستهم البارعة ، بيد أن رسالته العميقة تكمن في أنه يُعلمنا بأن القوة الحقيقية للدبلوماسية تكمن في بناء الإنسان و الأوطان ، وإحداث التغيير الملموس على أرض الواقع .

 

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام

Buy Me A Coffee
لدعم الشبكة