الطيب المكابرابي 
اليوم العاشر من ابريل هو اليوم المحدد من قبل محكمة العدل الدولية للاستماع لشكوى السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة بتهمة دعمها التمرد في السودان وتسبيبه الموت والدمار والأذى بصنوفه لكل سوداني…
قبل هذا اليوم بايام ارتفعت وتيرة استهداف المنشآت الحيوية عبر المسيرات ماتسبب في أضرار حقيقية كان نتاجها انقطاع الكهرباء عن المستشفيات وموت بعض المرضى والصغار داخل الحضانات وتلف الكثير من الأدوية المهمة واامنقذة لحياة بعض المرضى داخل الصيدليات والمنازل نتيجة توقف الثلاجات والتبريد فضلا عن الضرر الناتج عن توقف التصنيع وبعض الخدمات المهمة مثل صناعة الخبز والتسبب في نقص الغذاء…
مصدر هذه المسيرات مازال أمرا محيرا حتى اليوم …
من اين تنطلق ومن يطلقها وكيف تنطلق ومن يقف وراء كل ترتيبات الاطلاق…
كل ذلك وبرغم الاسئلة المتكررة لم تتكرم جهة عسكرية واحدة بمخاطبة الناس وكشف الحقائق حول هذه المسيرات…
كل ماتضج به الميديا هو مجرد آراء وتحليلات يطرحها نشطاء وان زعم بعضهم أنهم مهندسون وقالو الكثير..
البعض يقول انها استراتيجية ومداها كذا والآخر يقول انتحارية ومدتها كذا والتحكم فيها كذا وتنطلق من مواقع كذا وكله عندنا حديث لامعنى له طالما أنه لم يصدر عن جهة عسكرية ذات موثوقية ومعرفة بمثل هذه الاشياء…
اخر المسيرات ضربت يومي الثلاثاء والأربعاء اهدافا في مروي وعطبرة فصمتت كل الجهات العسكرية المعنية بالتوضيح لينفتح الباب امام الناشطين تاويلا وتحليلا وتزييفا في بعض المعلومات..
هناك من يقول إن الجهات الأمنية ألقت القبض على مهندسين طوابير في الكهرباء بتهمة الاشتراك في ضرب توربينات كهرباء مروي وهناك من يقول إن المنطقة موبوءة ومملوءة بمتعاونين وخلايا نائمة استأجرت منازل واستقرت هنا لمثل هذه الأعمال فقط..
في عطبرة تضاربت الأقوال حول الإصابة وهل كانت بصاروخ من مسيرة ام انفجار صهريج وقود عادي وهل حدثت اضرار واصابات ام أن شيئا من كل ذلك لم يكن…
رسالة صوتية ممن يدعي أنه في موقع الحدث بمروي وحيث يجري العمل في إصلاح الأعطال كان يتحدث وكأنه يعني تصحيح خطا المسيرات التي تركت مغذيين فقط من جملة ١٢ مغذيا لم يصابا وموقعهما مسافة كذا مترا فقط من الضربة الناجحة ولم يبق له إلا أن يقول عليكم بتعديل المسار بمسافة كذا باتجاه كذا لتتوقف كل خدمة الإمداد وانقطع عن كل الولايات…
في عطبرة …الموقع المصاب بالأمس يكاد يكون محشورا وغير معلوم حتى لكثيرين من أبناء عطبرة فمن أخبر هؤلاء بوجود مستودعات للبترول هنا ومن حدد المكان ؟؟
قضية المسيرات هذه تحتاج وقفة كما قلنا قبل زمن بعيد إذ لابد من إعادة النظر في كيفية التعامل مع قضية الطوابير والخلايا النائمة والمتعاونين..
لا يشك المواطن العادي ومن خلال تجواله ونظره في الشوارع والاحياء أننا محاصرون بإعداد لايستهان بها من الخلايا النائمة كما أننا وقد أسلفنا كثيرا أن هناك من اعتاد التخريب وجربه خلال فترات معارضة سابقة وهو على استعداد لتكرار ولعب ذات الدور مجددا طالما أن الهدف هو اسقاط حكم لم يقبل به ولم يسمح له بممارسة مايريد ممارسته تجاه البلد والمواطنين..
ماننتظره ونرجو الا يطول الانتظار.هو أن تخرج علينا جهة عسكرية بتبيان كامل لمسألة هذه المسيرات ثم من بعد ذلك أن تبدأ عمليات تنظيف جديدة ومتابعات لصيقة لهذه الطوابير والخلايا النائمة والمتعاونين….
وكان الله في عون الجميع
