
قبل انجلاء المعركة تماما في الخرطوم وقبل تنظيفها من بعض الجيوب وقبل الهروب الاخير كنا ومن هذه الزاوية ندعو لعودة الشرطة واستلام مهامها وتامين المساكن والمنشات…
مررت على أحياء كثيرة خلال يومين قضيتهما بالخرطوم ولم اجد للشرطة اثرا الا في مراكز عاودت العمل في الخرطوم وبحري على وجه التحديد على عكس الحال في ام درمان التي تنتشر فيها شرطة المرور بشكل مزعج ومربك حتى بالنسبة لحركة السير..
مررت على احياء السامراب وداردوق والحاج يوسف شارع واحد والمايقوما وفيها بعض السكان أما احياء كافوري والختمية والصافية وشمبات وبري في الخرطوم فهي احياء خالية تماما حتى من القطط والكلاب التي فقدت ماتاكله ..
حين تتجول في هذه الأحياء تحس بالخوف الشديد لما فيها من وحشة وسكون وبعض مبان عالية لاتعلم مافيها وأشجار كادت تصبح غابات…
كنت أتوقع أن أجد على رأس كل شارع من شوارع هذه الأحياء شرطيا أو عنصر جيش مسلح بكامل التسليح يحرس ماتبقى من ممتلكات الناس والممتلكات العامة ويحمي من يزور بيته أو مسكنه في هذه الأحياء ويوقف حركة ( الشفشافة) التي كنا نراها ونسمعها حتى قبل يومين من الان وقد كنا نتجول في تلك الأحياء …
ماالذي يمنع الشرطة وقيادتها من استدعاء كل منسوبيها في الخرطوم والاستعانة بآخرين من الولايات لزيادة التأمين وطمانة المواطنين ؟؟
لماذا تترك منازل الناس وممتلكاتهم وممتلكات الدولة هكذا دون حراسة ويترك المواطن دون حراسة حين يزور هذه الاحياء؟؟
ونحن في نقطة ارتكاز عند مدخل الكدرو من الشمال جاء رجلان على سيارة يشكوان. ..
قالا لمن يحرس الارتكاز أن مسلحين اوقفوهما واخذوا هواتفهم حين كانوا يتجولون بحي كافوري وهو ذات الحي الذي زرناه بعدهم بيوم وسلمنا الله…!!!
الكهرباء ربما كانت أكثر القطاعات الخدمية تضررا بعد حملة السرقات التي طالت كل مكان بحثا عن النحاس..
كل الكوابل الموصلة تم حفرها من باطن الأرض وانتزاع النحاس منها كما تم انزال كل المحولات ونزع النحاس الموجود بداخلها هذا بالإضافة إلى الاعمدة التي تضررت والأسلاك المقطعة الملقاة على الارض بسبب الاشتباكات..
ماكنت اتوقعه الا يذهب العاملون في الكهرباء إلى عطلة العيد وان يستمر عملهم ليل نهار مستعبنين بكل مهندسي وفننيي وعمال الكهرباء في كل السودان ليتمكنوا من إعادة التيار الذي يدفع المواطنين للعودة ويجعل من صيانة ماتم تدميره ممكنا ويحرك الحياة التجارية والصناعية ومواقع الخدمة في المستشفيات..
لم أر عاملا أو مهندسا واحدا يتبع للكهرباء يمسك بسلك أو يتسلق عمودا أو يعمل على صيانة أو تحريك محول من موقعه الذي تم تخريبه فيه ..
برغم الخراب الكبير والدمار الذي اصاب كل شئ نتوقع عودة الخرطوم كما كانت قريبا ولكنا في ذات الوقت نربط هذا بقيام كل جهة بمسؤولياتها تماما وعلى رأس هذه الجهات هيئة الكهرباء التي تعود اثر صنيعها كل الخدمات ورئاسة الشرطة التي تؤمن وتطمن الناس ليعودوا إلى ديارهم ومواقع أعمالهم التي تنتظر إعادة التعمير والتاهيل…
غدا نواصل أن كان في العمر باق
وكان الله في عون الجميع