
وفي الحرب الروسية الاوكرانية كانت كل المنشأت الحيوية في البلدين تحت حماية طرفي الصراع رغم السوائل التأمينيةالتي يتخذها كل البلد لحماية منشأته الحيوية ان لم يكن من الاستهداف المباشر للعدو فمن الاستهداف غير المباشر الذي يكون عن طريق الخطأ وفي حالتين ان الاستهداف المباشر أو المباشر بكون ضرره كبير على تلك المنشأت الحيوية ويكون الضرر أكبر على المواطنين.
وبالرغم من كثرة المنشأت( النووية) في روسيا واوكرانيا إلا اننا لم نسمع ان احد طرفي الصراع قد استهدف تلك المنشأت الحيوية بما فيها المنشأت (النووية) التي ستكون عاقبتها وخيمة على السكان في البلدين وعلى ساير السكان في القارة العجوز أوروبا.
ولكن في حرب السودان لجأت مليشيا الدعم السريع بعد ان خسرت معاركها البرية في سنجة وسنار والجزيرة والخرطوم شمال كردفان ولم تقوى على مواجهة الجيش السوداني في المواجهات المباشرة لجأت الى استهداف المنشأت الحيوية في عدد من الولايات بالطائرات (المسيرة) ورغم ان هذه المنشأت الحيوية والمرافق الخدمية هي في اصل منشأت مدنية ولاعلاقة لها بالحرب ولكن مخطط الذين يقفون خلف المليشيا هدفهم التدمير ولا علاقة له بالشعارات التي رفعتها المليشيا قبل واثناء الحرب وهي شعارات معروفة للجميع.ويكفي ان التدمير الذي احدثوه في الخرطوم في المرافق الخدمية مثل الكهرباءمحطات المياه والمستشفيات والمدارس والدور الثقافية مثل المتاحف والاذاعة والتلفزيون والمكتبات العامة وغيرها يكفي لتحديد هدف هذه الحرب
والحرب التي نشبت في السودان ليست لها اهداف سياسية واقتصادية واجتماعية وانما جاءت لتدمير كل مرافق الهوية السودانية ومعالم حضارة السودان التاريخية ثم القضاء على الانسان السوداني أما (بالابادة ) كما حصل في غرب دارفور. أو ب(التهجير) كما حدث في الخرطوم أو ب(القتل) كماحدث في (ود النورة)و(السريحة) في ولاية الجزيرة اوبإغلاق منافذ العلاج وقفل الطريق أمام وصول الدواء ،وكل هذه التصرفات هي للقضاء على الانسان السوداني لتكون الأرض خالية ودون هوية حضارية أو ثقافية لبناء دولة جديدة ترعى المصالح الدولية والإقليمية في المنطقة والتي هي موضع تنافس بين القوى الدولية الكبرى في العالم.
واستهداف المرافق الحيوية والخدمية بالمسيرات هو جزء من هذا العمل العدواني الذي تحاول فيها المليشيا التضييق على الناس بالهجرة خارج المناطق المستهدفة واجبارهم على ذلك بأستهداف تلك المرافق الحيوية والخدمية المرتبطة بحياة الناس ويصعب العيش فيها
ويبقى التحدي أمام القوات المسلحة والحكومة هو حماية تلك المنشأت الحيوية والمرافق الخدمية من مثل هذا الاستهداف وفي العالم توجد العديد من وسائل التأمين لمثل هذه المنشأت حسب الإختصاص وحسب الحجم المنشأة وحسب النوع وتختلف وسائل التأمين المعروفة لدي السلطات ان كان في القوات المسلحة او في الحكومة وهي التي يجب ان تتوفر (اليوم) قبل( الغد) بالاضافة الى وسائل التأمين العادية المعروفة.
وبعد لن يفلح سلاح( العاجز) عند المليشيا وهي المسيرات في ان يصيب تلك المنشأت الحيوية مهما كانت براعة تلك المسيرات.