مقالات الرأي
أخر الأخبار

صفقت اليد الواحدة..! – تنظير – ✍️ امنه السيدح

يقول المثل (الايد الواحدة ما بتصفق) وفعليا هي لا تصفق، ولا تطرب أو تنبه حتى، وهذا ما يحدث في السودان، فقد ظلت أحزابه تعمل في جزر معزولة كل منها يعمل بدون برنامج محدد، هدفهم فقط هو الوصول لكرسي الحكم، وحكمة الله بعد أن يجلسون عليه تبدأ حالة التوهان وعدم معرفة إدارة البلاد، حتى تتفاقم المشكلات الصغيرة لدرجة يصعب حلها. بالاضافة للمعارضة المعترف بها في البرلمان فبدلا من أن تكون معارضة من أجل تعديل الصورة ومن أجل إصلاح المسار، تبدأ في الشماته وطمس اصول المشكلات حتى تصبح أزمة تتوارثها الأجيال، وسبحان الله كل ذلك يحدث و(النخب)السياسية أو من تطلق على نفسها كلمة -نخب- تدور في حلقة مفرغة، نعم حلقة مفرغة انتقلت منهم لكل البلد فدار فيها كل السودان حتى أدت لما نحن فيه الآن من حروب وتشرذم وعنصرية وجهوية ودعوات انفصالية، فوجد أصحاب المصالح العالمية والإقليمية الطريق معبدا للدخول للسودان بدون استئذان، وجدوا ضالتهم في العبث ببلادنا ومقدراتنا؛ لأن الاقصاء كان هو لغة الحديث وسط السياسيين أو بينهم، بل حتى في كبينة القيادة داخل الأحزاب، كان هناك غياب كامل للمؤسسية والديمقراطية في داخلها حتى تشكل لها إرثا يمكنها أن تطبقه في الدولة عند وصولها لسدة الحكم. ولعل هذا ما أدى إلى انقسام الأحزاب إلى عدة أحزاب تحت مسمى واحد فقط يتم إضافة كلمة واحدة للتفريق بين الجديد والاصيل، وهذا أفرز قيادات سياسية لأحزاب بلا قواعد، وهذه الأحزاب بقيادتها المتعطشة والحالمة بالقيادة تكون لقمة سائغة لاصحاب الغرض، بسرقت لسانها والتحدث باسمها، وتكون نواة، أو جزء في تكوين اي كيانات تنادي بالبناء، وهي في الحقيقة ادوات هدم ممنهج، وهذا لا يحتاج مني لمقال لأن الأمثلة على ذلك كثيرة، فقط تدبروا في الأمر واحسبوا عدد الأحزاب التي تحمل أسماء حزبي (الأمة والاتحادي) فكم من الأحزاب التي تحمل اسميهما، وماذا يحدث فيها، ومن تمثل الآن من القاعدة الجماهيرية؟!!

سادتي ظل السودان حتى الآن سودان بيد واحدة، تنتظر اليد الأخرى لكي تصفق فقد ظلت يد القوات المسلحة مرفوعة في انتظار يد الأحزاب السودانية، لتكون الصورة معتدلة، ويدار السودان بحكومة مدنية وبجيش قوي، ولكن لم يحدث شئ من ذلك، بل ظلت يد الأحزاب مغلولة لعنقها، ولا تفعل شئ سوى الانتقاد غير الموضوعي، والمعارضة الهدامة، الامر الذي جعل البلد في حالة توهان طول السنين الماضية، منذ الاستقلال وحتى الآن، وللاسف الآن وبسبب هذه حرب كدنا ان نفقد بلد اسمه السودان.

وأعتقد سادتي أن السودان محتاج لأحزاب قوية في طرحها، تقنع القواعد الجماهيرية وتطمئن لها وللانتماء إليها، وان يكون عددها معقول؛ يمكنها من التنافس والانجاز، وان يكون لها نظام أساسي؛ يجنبها شر التشرذم أو الاختراق.

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام

Buy Me A Coffee
لدعم الشبكة