مقالات الرأي
أخر الأخبار

أرعوا بقيدكم ، الشمال خط أحمر لا يمكن تجاوزه – همس الحروف – ✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

دعوني أستحضر قول الشاعر عمر بن كلثوم في معلقته:

 

و أَنا المانعون لما أَردْنا

و أَنا النازلوْن بحيْث شيْنا

و أَنا التاركون إِذا سخطنا

و أَنا الآخذوْن إِذا رضينا

و أَنا العاصمُوْن إِذا أُطعْنا

و أَنا العازمون إِذا عصينا

و نشرب إِن وردْنا المَاء صفواً

ويشرب غيرنا كدراً وطينا

ملأْنا البر حتى ضاق عنا

و ظهر البحر نمْلؤه سفيْنا

إِذا بلغ الفطام لنا صبي

تَخر له الجبابر ساجدينا .

 

دعوني أواجه تهديدات سيء الذكر عبد الرحيم دقلو ، ذلك الجبان الذي ملأ فضاءات الميديا بعواءٍ فارغ من أي وزن أو معنى، مهدداً و واعداً الإقليم الشمالي بما لا يجرؤ على حمله .

 

أيها الدقلو الأحمق المهزوم ، إن تهديداتك لن ترهب أحداً ، فهي كلمات هشة لا تقوى على تجاوز حدود الفضاء الافتراضي ، لقد حاولت أن تبني لنفسك هالة من الخوف والوعيد ، ولكنها ستزول كما تزول غيوم الصيف فأهل الشمال لا يخافون من تهديدات الجبناء ، و في كثير من الأحيان ينسى هؤلاء الذين يحاولون اللعب بالنار أن التاريخ لا يُكتب بالتهديدات ، بل بالأفعال و العقول المستنيرة ، فسيئ الذكر عبد الرحيم دقلو ، الذي بدأ كمن يطل علينا من عصور الجهل المظلمة ، لا يعلم كم هو بعيد عن فهم جذور هذا الإقليم الشمالي الذي تطاول عليه ، هو يجهل عن حجم عظمة هذه الأرض وأبطالها ، و لا يحق له ولا لغيره من الذين يمتهنون الجهل أن يستخفوا بتاريخ هذا الإقليم وحضارته .

 

لقد تحدث هذا المعتوه بكلماته الفارغة من المحتوى ، ظناً منه أن لغة التهديد قد توصل شيئاً من قوته المنهارة و التي تم تدميرها في الجزيرة و الخرطوم و النيل الأبيض و كردفان ، و لكنه لم يدرك أنه تحدث إلى شعب لا يحتاج إلى القمع كي يثبت هويته ، فشعب الشمال أنجب أبطالاً كتهراقا و بعانخي و آماني ريناز و شيكوا و شبتاكا و لا يحتاج إلى دروس في البطولة من أحد ، شعبنا هو الذي أسس الحضارات القديمة ، وأنشأ العلوم و نسج تاريخاً لا يزال يلامس قلب كل متعلم .

 

و لكن يبدو أنه ، مثل غيره من القادة الجهلة ، الذين لم يقرأوا التاريخ بتمعن ، ولا يدركون أنهم يتحدثون عن قوم لا يمكن قهرهم بالكلام ، بل يُعرفون بثباتهم في وجه المعتدين ، و لقد تعمد.الجهل على الرغم من جهله الذى نعرف ، فأن الإقليم الشمالي كان ولا يزال مهد الحضارات ، حيث تحتفل الأرض ببطولات لا يمكن لأي تهديد أن يمحوها .

 

من المؤكد أن هذاالمسخ المشوه لم يسمع عن مهيرة بت عبود ، تلك المرأة المجاهدة التي وقفت في وجه الاحتلال وجعلت إسمها يسجل في أجمل صفحات التاريخ، أو ربما لم يسمع عن كليوباترا التي أبهرت العالم بعقلها وحكمتها ، و لم يعِ بعد أنه في هذه الأرض التي هددها، يوجد شعب يعرف كيف يحوّل الكلمات الفارغة إلى وقائع يتعلم منها التاريخ العبر .

 

هذه التهديدات لن تخيف أهل الشمال ، فهم قوم لا يخشون الجهل ، و قد أنجب آباؤهم أكبر الحضارات وأعظم الشخصيات في التاريخ ، فلن يُقهر بكلمات من رجل مشوه . فهم أحفاد العظماء الذين صنعوا التاريخ بدمائهم وأفكارهم .

 

أهل الشمال لا نخافون من الصغار الذين لا يعرفون قيمتهم ، بل يعلمون أن التاريخ يعيد نفسه ، و في كل مرة يُحاول فيها الجهل أن يعيد نفسه ، و لكن في ذات الوقت ينبثق من أعماق أهل الشمال نور العلم والمعرفة ليكشف زيف الجهل ، أكتب هذا الرد ليس تهديداً في مواجة تهديد ، بل درساً في التاريخ .

 

طالما كانت الجغرافيا السودانية محط اهتمام الكثيرين ، فليس غريباً أن تطمح بعض الأطراف لتهديد أو تحدي وحدة هذا البلد العظيم . ولكننا نقول بكل يقين : أن أهل الشمال هم أهل العزيمة والإصرار ، و لن يكون للتهديدات أي أثر في تقويض عزيمتهم ، بل على العكس ، فإنهم قد أعدوا أنفسهم أكثر من أي وقت مضى ، لمواجهة أي تهديدات و على أتم جاهزيتهم لتقديم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدة الوطن و كرامته .

 

فإن إرادة أهل الشمال ثابتة و ستظل فوق كل شيء ، و قادرة على التصدي لكل من يسعى لزرع الفتن أو تهديد السلم الاجتماعي ، مهما كانت التهديدات لن تهز عزيمة أبطال أهل الشمال ، فهم على أتم الاستعداد للدفاع عن أرضه وعزته ، ولن يغير من ذلك أي تهديد مهما كان مصدره .

 

يا أيها المسخ المشوه (عبد الرحيم دقلو) ، يجب أن تعلم أن أهل الشمال هم من سيصلون إلى كل حجوركم في دارفور ، و في كل مكان ، مهما تباعدت المسافات ، سيكونون على أتم الاستعداد للقاءكم ، في أرضك و في عرينك ، فهم الذين يعرفون كيف يواجهون التحديات ، وكيف يصرون على الوصول إلى غاياتهم ، و سيجتثونك كما الضرس الذي يتم خلعه من جذوره بدون مخدر . و بدون تردد أو تأجيل ، سيأتون إليك بلا رحمة أو تراجع ، لإزالة كل عائق يقف أمام أهل السودان ، و لن تظل أنت أو غيرك حجر عثرة في مسيرة الوطن ، فإرادة أهل الشمال لا تقبل الفشل ، وعزيمتهم لا تعرف الاستسلام .

 

و نصر من الله و فتح قريب و بشر المؤمنين .

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام

Buy Me A Coffee
لدعم الشبكة