
** كان طبيعيًا جدًا أن يعود القصر اليوم الجمعة المباركة إلى حضن الوطن بعد أن دنسته مرتزقة المليشيا المتمردة تشاديين وجنوبيين و إثيوبيين وأماراتيين لم يعتبروا بعبرة التاريخ…
** ولو أنهم اعتبروا بعبرة التاريخ لتذكروا أنه نفس القصر الذي طار فيه رأس غردون باشا طاغية زمانه المجرم المستبد لم تفلح أسلحته النارية الفتاكة الصمود أمام عزم وإرادة وشجاعة أهل السودان وهم قابلوه بأسلحتهم البيضاء..
** ولو أنهم اعتبروا بعبرة جسارة ومنعة جيشنا لتذكروا أن جيشًا يملك هذه الترسانة القوية قوامها سلاح الطيران والمدفعية الثقيلة والمسيرات المتطورة محال هزيمته،، وتحريره مسألة وقت ليس إلا…
** ولم يعتبروا كذلك بعبرة التنزيل الحكيم سذاجة طاغية بهم أن هذه البنايات الشاهقة ستحول بينهم وبين الموت لأنهم جهلوا : (( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة))٠٠٠
** وهم أنفسهم لم يعتبروا بعبرة المكان فلا يعقل إيواء قوة كبيرة من العتاد العسكري والمتحركات إلى مكان متاخم للنيل من ناحية ويحد بشارعين صغيرين ينفتحان إما إلى النيل أو إلى الاتجاه الواحد الذي بلا شك ستبادر قواتنا المسلحة لاستهدافه مما سيضع حتمًا قوات العدو في كماشة ما يعنى تحت نيران جيشنا وهم تم بالفعل ليموتوا موت الضأن مع تدمير كامل للسيارات والمعدات…
** أجل ما تم للمليشيا المتمردة داخل القصر من قتل ودمار يؤكد بلاشك افتقارها إلى القيادة الحكيمة والرؤية السديدة فقد باتت اليوم أقرب في تحركاتها إلى الرعونة والحماقة والغباء أكثر من أي وقت مضى…
** في ذات الوقت أكدت معركة استعادة واسترداد القصر أن قواتنا المسلحة تتحرك وفق خطة مدروسة وتخطيط دقيق وقراءة واقعية لمسرح المعركة تستشرف انتصاراتها بهدوء ودربة ونفس طويل ورزانة وكياسة..
** تطهير القصر خطوة جادة وكبيرة لإعلان الخرطوم عاصمة خالية من التمرد فهي من ناحية شكلت انتصارًا معنويًّا ضخمًا ومؤثرًا ومن ناحية ثانية فتحت الطريق أمام الجيش لتطهير وسط الخرطوم كاملًا من دنس التمرد و بذلك يتفرغ الجيش لمعركة جنوب الخرطوم والتي لا أعتقد أنها ستأخذ منه أربعة أيام لعدم وجود مبانٍ عالية شاهقة يكمن فيها القناصة المجرمون…
** هنا يجب أن نذكُر ونذكّر دائمًا بأن معركة استرداد القصر وقف من خلفها رجال نذروا أنفسهم لله رب العالمين فقد كانوا في أي وقت أقرب إلى الموت منهم للحياة والقصر تحيط به القناصة من كل اتجاه..
** نحيي جواسر القوات الخاصة الذين تسللوا في خفة ورشاقة وإحكام إلى داخل هذه البنايات الشاهقة المجاورة للقصر قبل أكثر من شهرين دون أن يحس بهم أحد أو يخطئوا خطأً يربك حساباتهم…
** تمتد التحية لكواسر قوات مكافحة الإرهاب ((وأبو طيرة)) الذين أمنوا الطريق وراقبوا الطرق المؤدية من وإلى القصر ليعزلوه تمامًا عن خارجه..
** وتشمل هذه التحية المجاهدين وكتائب البراء التي تسابقت إلى المقدمة كل يريد الظفر إما بالشهادة تلقاء قذف أو قنص وإما تحقيق أمنية الدخول إلى القصر مبكرًا…
** ولن ننسى سلاح المدفعية هذه القوات التي ظلت تعمل في صمت بعيدة عن الأضواء فبحق قد حازت قصب السبق في هذه المعركة وهي تصلي هؤلاء الهوانات حممًا من قاذفات جعلتهم إما هلكى أو معردين..
** ثم التحايا آلافًا مؤلفة للمشاة والجوية والمهندسين والإشارة هذه القوات مثلت منذ اندلاع الحرب الركيزة الأساسية في حرب الكرامة والكبرياء…
** غير أني أخص صناديد المدرعات الأبطال الذين كانوا النواة الأولى في مرحلة تحرير القصر يوم التحموا بجيش القيادة بإصرار عجيب ومجازفة هي الأشرس في البسالة والتضحية والاقدام..
** ولن ننسى المشتركة ((فوق)) تضحيات جسام ودعم ضخم بلا شك ساهمت مساهمة فعالة في ضرب القوة الحية لمليشيا الشر والسوء والعدوان…
** سيدي البرهان اليوم لك أن تفرح بأنك عبرت بالشعب السوداني إلى منطقة الأمان.
اليوم من حقك أن تخرج لشعبك في ثوب الفارس الجحجاح البطل..
اليوم من حقك أن تمشي مشية الخيلاء مشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموضع فقط على ألا تنسَ أن تسجد لله شكرًا أن منحك قلبًا من مهابة وشعبًا من عزم وجيشًا من صلابة…
** أما نحن أبناء السودان من حقنا أن نفرح بهذا الانتصار الكبير ونسجد لله ونتقرب ونقترب…
** تعازينا القلبية الصادقة لأسر شهداء القصر فقد مضوا لله شهداء عقيدة وحق وواجب …
** وأخص بالتعزية أسرة الشهيد البطل المقدم الركن حسن إبراهيم جارنا العزيز سنوات طوال بالقضارف تربى في كنف أبوين عظيمين عمنا إبراهيم وأمنا العظيمة إخلاص باسودان لهم ولأهلي آل بخيت جيلاني عظيم التعزية والمواساة لهذا الفقد الجلل…