مقالات الرأي
أخر الأخبار

القصر الجمهوري … بين (أسدين) و(تنين) – مسارات – ✍️ محفوظ عابدين 

في زمان مضى كان القصر الجمهوري واحدا من المحطات التي كنت مكلف بتغطيتها لصالح الصحيفة التي كنت أعمل فيها ومعي بقية زملاء من الاجهزة الاعلامية الاخرى مثل الإذاعة والتلفزيون ووكالة السودان الأنباء (سونا).

ودائما يحط رحالنا في ردهات القصر الجمهوري بعد العاشرة صباحا والذي كان يعج بنشاط إعلامي مكثف بدءا من الرئيس وكبار مساعديه ومستشاريه

وكان دائما يصحبني في التغطية من صحيفة السودان الحديث وقتها الزميل الأستاذ ابراهيم مصطفي وهو الآن يعمل لصالح وكالة (يونهاب) للأنباء وهي وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية وعاصمتها (سيول).

وكنت دائما اتحرك بين ردهات القصر الجمهوري بينما يظل زميلي وصديق ابراهيم مصطفى ساكنا في مكانه ،وسألني لماذا لاتبق في مكان واحد، فقلت له الصحفي الناجح هو الذي يتنزع (الخبر) بين فكي( أسد) فرد علي ساخرا اذا الخبر لم يأتي يجرجر أذياله فلم اتعب في الحصول عليه.

تذكرت واقعة (الأسد) هذه وكان وقتها يرابض في القصر الجمهوري (الأسد) الرئيس عمر البشير هو من ابطال القوات المسلحة والذي كان بجانبه حينها بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمدحسين اضافة الى عددا من القادة العسكريين المعنيين بعدد من الملفات.

واليوم ابطال القوات المسلحة يستعيدون القصر الجمهوري من اوباش مليشيا التمرد ومن يقف وراءها من القوى الدولية والإقليمية والذين كانوا يحلمون من إدارة السودان من هذا القصر بعد نجاح مخططهم الآسن في القضاء على الشعب السوداني ولكن رغم كل هذا التخطيط والتدبير والاستعدادات اللوجستية والفنية والدعم السياسي والسند العسكري إلا انها كلها تحطمت تحت أقدم رجالات القوات المسلحة.لتكون هذه شهادة (ميدانية) و(عملية) ان الجيش السوداني الوطني قد حطم رؤس الاستعمار الجديد كما (حطم) من قبل عندما تم قطع رأس (غردون) باشا في على يد ابطال الامام محمد أحمد المهدي في 26 يناير1885م وتحررت فيه الخرطوم من قيود الاستعمار.

وغردون باشا الذي جاء الى السودان من الصين ليحكم قبضته على البلاد بعد اذاق اهل الصين صنوفا من العذاب والتنكيل والتقتيل وعندما قتل غردون باشا عند سلم القصر الجمهوري فإن الصينين يحتلفون بهذا المكان الذي قتل فيه غردون باشا ومن فرط إعجاب(التنين) الصيني ب(الاسد) السوداني فقدم هدية للشعب السوداني ببناء مبني آخر لادارة نشاط رئاسة الجمهورية ليكون المبني القديم ذكرى لانعتاق الشعب (السوداني) و(الصيني) من الذل الاستعماري الذي جثم على صدور الامم والشعوب سنين عددا ينهبون خيرات البلدان لتستمتع شعوبهم بينما يظل اصحاب البلد والخير يعيشون في مذلة ومهانة.

ومثل إنتهت اسطورة (غردون) باشا من قبل في داخل القصر الجمهوري ،فان اسطورة (حميدتي) و مليشيا الدعم السريع من يقف ورائها من القوى الدولية والإقليمية هاهي اليوم تنتهي ايضا من داخل القصر الجمهوري.

ليصبح القصر الجمهوري رمزا للسيادة الوطنية ورمزا للشجاعة والبسالة السودانية.

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام