مقالات الرأي
أخر الأخبار

أسامة مصطفى وداعة قصة مأساوية من دفتر ممارسات المليشيا في المعتقلات – همس الحروف – ✍️ د. الباقرعبد القيوم علي

في غياهب المعتقلات المظلمة ، حيث تتلاشى الإنسانية ، و تتسلط قوى الشر ، وجد أسامة مصطفى وداعة ، الرجل الخمسيني ، نفسه أسيراً للمليشيا التي لا تعرف الرحمة و ليس لديها أي وازع ديني ، او أخلاقي ، حيث لم يكن جرمه سوى أنه مواطن سوداني ، و ما زاد من شدة التعسف عليه ، إكتشفت المليشيا أن موطن ميلاده مدينة مروي ، فشاءت الأقدار أن يقع في براثن أسوأة مجموعة من هذه القوى الظالمة ، الباطشة ، التي تعتبر اقذر قوة بشرية على وجه الأرض ، و لا يمكن للعقل أن يتصور حجم تعسفها ضد الآدمية ، بما إرتكبته من فظائع . تعذيب نفسي و جسدي ، بصورة وحشية وصلت إلى حد التمثيل بالجثث ، و لم تكن هذه الممارسات الوحشية مجرد أفعال عشوائية ، بل يعتبر هذا السلوك السادي جزءاً أصيلاً من استراتيجية قمعية ممنهجة تهدف إلى ترويع الشعب السوداني ، و كسر أنفه و إخضاعه لأمرها بأي وضع .

 

و تظل إنتهاكات المليشيا ضد المدنيين تشكل جزءاً أصيلاً من استراتيجية قمعية ممنهجة تهدف إلى ترويع الشعب السوداني كما أسلفت ، طالت الكثيرين من أفراد الشعب السوداني ، فمعظم المعتقلين فاضت أرواحهم الطاهرة الى بارئها ، و يمثل أسامة مصطفى وداعة أحد الناجين من معتقلاتهم السوداء ، و حالة أسامة حالة إنسانية تسلط الضوء بصورة مباشرة على حجم هذه الجرائم ، و الإنتهاكات ضد المدنيين ، مما يكشف عن واقع مأساوي مرير يعاني منه الكثير من الأبرياء الذين ليس لهم جريرة خلاف أنهم سودانيين .

 

قصة أسامة وداعة هي مجرد مثال واحد من بين مئات ، بل آلاف القصص التي تروي واقعاً لا يصدق ، يعيشه الكثير من الأبرياء في السودان في المعتقل الذي طال أمده إلى السنتين ، ففقد أسامة صحته و أصيب بداء السكر و الضغط مما تعرض له من أهوال ، و مات والده مكلوماً و محسوراً عليه ، و لازمت والدته السرير الأبيض بهمومه ، و تشرد ابنائه و زوجته ، و فقده الأخوان و الأحباب ، و لكن الحمد لله ، فقد كتب الله له النجاة من بطش هذه العصابة ، و عند وصوله الى موطنه صعب على الناس التعرف عليه ، لتغير شكله ، إنها قصة مأساوية للغاية ، و تعتبر صرخة مدوية في وجه الظلم ، ودعوة إلى العالم أجمع لكي يقف وقفة جادة ضد هذه الانتهاكات التي لا يمكن السكوت عنها .

 

الحمد لله على عودة أسامة ، فالخارج منهم يعتبر مولود ، و من معم ما زال مفقود ، فما حدث له و لغيره من السودانيين هو جريمة ضد الإنسانية ، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال كل من تورط في هذه الجرائم جزاءه العادل . و يجب أن يعلم العالم أجمع أن الشعب السوداني ليس مجرد أرقام في التقارير الإخبارية ، بل هم بشر لهم كرامة وإنسانية ، وأنهم يستحقون العيش في سلام و أمان .

 

و لذلك يجب أن نقف صفاً واحداً خلف قواتنا المسلحة لحماية الأرض و العرض و تحرير المعتقلين و أن نكون يداً باطشة ، و واقفة مع جيشها في خندق واحد لمجابهة جميع التحديات التي تواجه الوطن .

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام