الراهن السوداني علي طاولة مجلس حكماء وعلماء وخبراء السودان
بورسودان : خالد محمد الباقر

⭕ عقد مجلس حكماء وعلماء وخبراء السودان مؤتمرًا صحفيًا هامًا تحت عنوان “منهجية وآليات الحل الراهن السوداني”، والذي يُعَدُّ نقطة انطلاق لعصر جديد في الحوار الوطني. شهد المؤتمر حضور وزير الطاقة والتعدين الدكتور محي الدين النعيم، ووكيل أول وزارة العدل الدكتورة هويدا على عوض الكريم، بالإضافة إلى عدد من القيادات الحكومية والإعلاميين البارزين، مما يعكس أهمية ورعة المناسبة. في هذا السياق،
⭕تحدث البروفيسور محمد حسين سليمان أبو صالح، الخبير الاستراتيجي المعروف، مُستعرضًا منهجية وآليات الحل الراهن السوداني وفقًا لاستراتيجية السودان 2040م، التي تهدف إلى وضع البلاد على المسار الصحيح نحو التنمية المستدامة والازدهار.ناقش المؤتمر أهمية إنشاء مجلس وزراء قومي لدعم مجلس السيادة والقوات المسلحة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة التي تواجه السودان. كما تم التأكيد على ضرورة إرساء أسس قوية لإدارة موارد البلاد، واستثمارها بشكل فعّال وفق خطط استراتيجية تشمل الأبعاد القصيرة والطويلة الأمد .
⭕ وهكذا، يتكامل دور الحكومة مع الرؤى الطموحة للمجتمع المدني.كذلك، تسلط عبد الرحمن سليمان، عضو مجلس الحكماء، الضوء على الدور المركزي للمجلس كهيئة وطنية تضطلع بدور هام في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وأكد على أهمية جهود القوات المسلحة في أداء الواجبات الدستورية والقانونية المطلوبة منها، مُشيرًا إلى أن عمل لجنة الحكماء هو عمل طوعي ينطلق من حس المسؤولية المجتمعية .
⭕ أضاف أن المجلس يعمل بشكل مستقل، دون تأثيرات خارجية، مع السعي لضمان حماية البناء الوطني من خلال استراتيجية شاملة تم تقديمها للمجلس السيادي، التي تتناول الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقضايا الهوية.تسعى رؤية مجلس الحكماء إلى العمل كنفير وطني، يعزز من الاستقرار والتنمية في السودان، ويحقق تنمية شاملة ومستدامة تعكس تطلعات الشعب السوداني. في سياق مناقشات المؤتمر، تم التأكيد على أن هذه لحظات حاسمة في تاريخ الأمة، حيث ينبغي على السودان أن يتخذ قرارات مصيرية إما أن تضمن له الاستمرارية أو تؤدي إلى زواله. يُعتبر التخطيط السليم واستخدام استراتيجيات متينة هما الأساس الذي يجب أن يُعتمد عليه في أي جهد لبقاء الأمة واستقرارها .
⭕ استعرض المجلس بحماس دراسات معمقة تُعنى بتحديد رؤية شاملة ومتكاملة لمستقبل البلاد، تناولت التحولات الاستراتيجية والترابطات الهووية، وكيف يمكن تحويل التنوع، الذي يعد أحد أكبر التحديات، إلى نقطة قوة تعزز من وحدة البلاد وتماسكها. وحددت الدراسة خارطة طريق واضحة لمستقبل السودان، مستندة إلى رؤى مكتسبة من تاريخ طويل من التجارب. ومع وضوح هذه الرؤية، يبقى التنفيذ بحاجة إلى الإرادة السياسية الملهمة، التي تتبنى المبادئ التي اتفق عليها العلماء والخبراء.
⭕ يتطلب التنفيذ أيضًا وجود استراتيجية واضحة تستفيد من الدروس المستفادة من الماضي، وتتكيف مع التحديات الحاضرة، وتتطلع إلى المستقبل بعين الحكمة والعزيمة، مع ضرورة توجيه الكفاءات المتميزة لتجاوز فترة الانتقال بكفاءة، مع التركيز على إدارة هياكل النظام السياسي ومقتضيات الأداء الإعلامي. يجب على القوات المسلحة، بدورها، أن تظل حامية للدستور ومدافعة عن أرض الأمة، بدعم قوي من جميع فروع القوات الداخلية والخارجية والشرطية، تحقيقًا لدعائم الأمن والاستقرار في البلاد.