التعليم القرٱني هل من عودة .. هل يبقى ما ينفع الناس والزبد يذهب جفاء – شهاب ثاقب – ✍️ ابتهاج احمد علي

خمس سنوات خلت حطت فيها رحال التغيير والثورة المصطنعة على مؤسساتنا التعليمية والخدمية ولم نجد الا التردي والتخلف والضياع وهو الناتج الوحيد والسمة البارزة الواضحة للعيان
كلما واجهتنا عثرة من عثرات الحياة ونكبة من نكبات الابام في اي مجال نجد ان للتغيير اليد الطولى فيه
لسنا ضد التغيير فالتغيير سنة الله في الارض ولكن التغيير الذي جاءنا بالحرية المفرطة والفوضى التي قرعت كل باب لم يكن تغييرا حميدا فبدل افهام الناس وغبر قيمهم الموروثة من الاجداد والمستمدة من شرعة ديننا السمحاء فاصبحت الشخصية بصورة عامة مهزوزة مترددة لا تستقر على راي
ونعود للتغيير العاصفي الذي اجتاح التعليم بنوعيه العام والعالي وعمل فيه ابدالا و احلالا. حتى خلق منه جنينا شائها متلونا
اصابه الكساح منذ سنته الاولى فلم بستطيع السير ولم يكمل مشواره في اي عام دراسي خلال اربع سنوات كاملة وكان كل شهوره سقم ومرض بين اضرابات للعاملين في حقل التعليم او مظاهرات عرجاء يقودها طالبي التعليم انفسهم فلم يستقيم الامر ابدا ثم جاء الرياح بما لا تشتهي السفن وغزى التتار الجديد البلاد واوقفوا سفينة التعليم بالمرة فوقفت ولم تفرد اشرعتها لتنطلق مسيرتها مرة اخرى
ومن ضمن سفينة التعليم ترجلت ادارة التعليم القرٱني واصبحت اثرا بعد عين
فلماذا استهدف دعاة التغيير التعليم القرٱني بام عينه وهو الذي امرنا الحق عز وجل بتعلمه وقرائته وتدبر معانيه والعمل بما جاء فيه وهو مصدر التشريع واخذ الاحكام والقوانين والدساتير المتعلقة بكل امور حياتنا ولم يترك شاردة ولا واردة في امورنا عامة وخاصة الا بينها ووضحها على احسن ما يكون وهو شفيعنا يوم لا ينفع مال ولابنون وايضا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حثنا على تعلمه و قال في حديث صحيح في صحيح البخاري (خيركم من تعلم القرٱن وعلمه )وقال ان لله اهلين من الناس قالوا يارسول الله من هم قال (هم اهل القرٱن اهل الله وخاصته)
فاي فضل اعظم من ان يكون طالب القرٱن من اهل الله وخاصته
لم تكن ادارة التعليم القرٱني عبئا على وزارة التربية او على الدولة فاهل القرٱن كانوا قائمين على امر المدارس القرٱنية متكفلين بامرها تماما
انما كان التعليم القرٱني اضافة حقيقية للتعليم بالسودان فالطالب الذي لا يجد في نفسه ميلا للتعليم الاكاديمي او الفني ويجد ميلا للتعليم القرٱني يتجه فورا نحو المدارس القرٱنية بمنهجها المتميز و زيها المميز وكم خرجت المعاهد القرٱنية و مدارس تاج الحافظين من النوابغ والافذاذ ولم يقفوا عند حد حفظ القرٱن وعلومه بل درسوا الكيمياء و الاحياء و اللغة العربية ونافسوا افضل الجامعات حتى ان لهم جامعة متخصصة تحمل اسم تاج الحافظين
فهل ستعمل وزارة التربية والتعليم على اعادة التعليم القرٱني الى سابق عهده وتعيد المدارس القرٱنية لتسهم في تربية الاجيال التي اوشكت ان تضيع مع رياح التغيير وهل ستعيد لمعلم القرٱن هيبته وتعيده لوظيفته بكل احترام ليسهم في خلق جيل واع ناضج ملم بشرع الله وسنة نبيه الكريم
وتجعل الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس
ام سيكون التعليم القرٱني قصة من قصص الماضي و انفضت سيرتها
النصر لقواتنا المسلحة البااسلة
العزة والشموخ لسوداننا الحبيب
الاباء والصمود لجزيرة الخير والعطاء