الفرقة الثالثة …وتغيير (المنكر) – مسارات – ✍️ محفوظ عابدين
وكما جاء في الأثر النبوي أنه من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان
والحديث واضح وقد (منح) حق تغيير المنكر بهذه الوسائل المذكورة وإن كانت الاخيره لاتغيره ولكن تمنح حق (الاستنكار) لهذا المنكر وهذا يعني (حتمية) تغييره ولو كان ب(أضعف) الإيمان.
والفرقة الثالثة مشاة بشندي عملت بهذا الحديث واستخدمت الوسيلة الأولى وهي (اليد) باحسن ما يكون في تغيير (المنكر) الذي اركتبته مليشيا الدعم السريع وهو ليس (منكرا) واحدا وإنما (مجموعة) من(المنكرات) وهي منكرات ترفضها كل التشريعات السماوية والمواثيق الدولية وكل القوانين في العالم والبلدان بمختلف أشكالها الايدولوجية.
والفرقة الثالثة غيرت هذه المنكر( برد)هذا (العدوان) والعمل على بسط الامن والاستقرار في حدود المسؤولية بل تتجاوز هذه الحدود في معناها الحقيقي والمجازي وشاركت (بيدها) لتغيير هذا( المنكر) وكانت حاضرة في مروي وفي أمدرمان وفي الجزيرة كمان، الى ان استقامت الامور بإمتلاك القوات المسلحة بزمام المبادرة.
ولم (تسرف) الفرقة الثالثة في أستخدام (اليد) في تغيير المنكر واستخدمتها بحقها (الشرعي) وما تمليه (اخلاقيات) الحرب ،وهذا ما اكده وزير العدل مولانا معاوية عثمان خلال زيارته للفرقة الثالثة مشاه حيث ذكر انه دافع عن القوات المسلحة في مؤتمر دولي انعقد بجنيف قبل رمضان الماضي ،ودحض في هذا المؤتمر كل الاتهامات الموجه ضد السودان والقوات المسلحة فيما يتعلق باخلاقيات الحرب التي (تلتزم) بها القوات المسلحة السودانية إلتزاما (صارما) تنفيذيا لعقيدتها (الدينية) و(الوطنية)، قبل القوانين والمواثيق الدولية.
ولم تكتف الفرقة الثالثة بتغيير المنكر ب(يدها) بل ايضا ب(لسانها) لان المنكر الذي ارتكبته المليشيا كبير ومتجاوز لكل (الاعراف) و(القوانين) ولان امر (تغيير) هذا (المنكر) ليس كله ب(يد) القوات المسلحة أو الفرقة الثالثة التي أستخدمت (لسانها) ايضا لتغيير هذا المنكر حيث دعت برد الحقوق لاهلها ومعاقبة المجرم العقاب المستحق وفق جريمته.
فقد دعا قائد الفرقة الثالثة مشاة بشندي اللواء ركن حمدان عبد القادر داوؤد خلال حديثه من داخل الفرقة الثالثة وهو يستقبل وزير العدل مولانا معاوية عثمان وعددا من قادة الاجهزة العدلية فقد دعا الى اصلاح المنظومة العدلية وإصلاح القوانين والتشريعات التي طالتها اليد (الآثمة) خلال فترة التغيير السابقة،ورد الحقوق الى أهلها وانزال (العقوبات) المستحقة لكل من (أجرم) في حق هذا الوطن أو هذا الشعب.
ولعل حديث اللواء حمدان عبد القادر يمثل إتجاه المؤسسة العسكرية في بسط سيادة حكم القانون،وإنفاذ العدالة دون أستخدام (النفوذ) او(الأفراط) في أستخدام (القوة) التي بين يدي السلطة (انتقاما) أو (إنتصارا) للنفس ،ولكن بسطا للعدالة.
وفي حديث اللواء حمدان قائد الفرقة الثالثة، دعوة لتغيير المنكر ب(اللسان).
وبهذا تكون الفرقة الثالثة عملت على تغيير المنكر ب(اليد) وهي ترد العدوان ودعوتها للأجهزة العدلية بأصلاح القوانين والتشريعات التي طالتها اليد الآثمة ورد الحقوق الى أهلها ومعاقبة المجرمين وبسط العدالة تكون دعوتها من خلال حديث اللواء حمدان أمام الاجهزة العدلية تغييرا للمنكر ب(اللسان).
والإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل وهذا ما فعلته الفرقة الثالثة بتغيير المنكر باليد واللسان ،اما (اضعف) الإيمان هو تغيير المنكر ب(القلب) ويبدو انه (انطبق) عليه حكم (فرض الكفاية) بحضور( اليد) و (اللسان) اذا قام به البعض سقط عن الأخرين.