مقالات الرأي
أخر الأخبار

الوحدة أساس البناء: مواجهة التحديات السياسية في السودان ✍️ طه هارون حامد

في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان، تتسارع الأحداث السياسية والاجتماعية بشكل غير مسبوق، حيث يعاني من تقلبات سياسية تساهم في تمزيق نسيجه الاجتماعي وتزايد التوترات بين مختلف القوى السياسية. على الرغم من الجهود المبذولة في تحقيق الاستقرار والعدالة، إلا أن الأطراف السودانية تتعرض لحالة من التأكل التدريجي، ما يهدد وحدة الدولة ومصير المواطن السوداني. إن الوضع الحالي يستدعي الوقوف جميعًا في صف واحد، ساعين لبناء خطاب شامل يعزز روح المواطنة والوحدة الوطنية، ويؤكد على ضرورة نبذ العنف وكل أشكال خطاب الكراهية الذي لا يؤدي سوى إلى مزيد من الانقسام والدمار.

إن السودان يواجه تحديات كبيرة على أكثر من صعيد، في مقدمتها ظاهرة العنف والانتهاكات اللفظية والجسدية التي تنتشر في اجزاء كبيره من السودان ، والتي يمكن أن تعمّق الفجوة بين أبناء الوطن الواحد. الا أن بعض الفئات قد تسعى إلى إشعال نيران الفتن والصراعات الداخلية التي لا تستهدف النسيج الاجتماعي،وانما الاقتصادي والسياسي ولكن أيضًا كيان الدولة نفسه. فالعنف ليس إلا أداة من أدوات تدمير الوحدة الوطنية، والتهديد الذي يواجهه المواطن في كل زاوية من زوايا الوطن يشكل خطرًا حقيقيًا على مستقبل السودان.

من هنا، من الواجب علينا جميعًا، بصفتنا مواطنين سودانيين، أن نُدرك أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا. يجب أن نستلهم من تاريخنا المشترك، الذي يشهد على صمودنا أمام التحديات و القدرة على بناء الدولة السودانية على أسس من الوحدة والعدالة والمساواة. هذه المبادئ لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تم العمل على نشر ثقافة الحوار والتربية الوطنية والمصالحة بين مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، بما يتناسب مع معطيات العصر ومتغيراته؛ الوحدة الوطنية هي حجر الزاوية في بناء دولة قوية ومستقرة. وفي هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها السودان، يتعين على جميع الأطراف أن يتبنوا خطابًا يتسم بالحكمة والتعقل، بعيدًا عن خطاب الكراهية الذي لا يؤدي إلا إلى إشعال الفتن والصراعات. لا يمكن لأي من القوى السياسية أن تحقق أهدافها عن طريق العنف أو التفكك الداخلي؛ بل يجب أن تعمل كل القوى السياسية على مصلحة الوطن و احترام التنوع السياسي والاجتماعي والثقافي والاثني والمناطقي الذي يُعتبر أحد ألوان القوة التي تميز المجتمع السوداني.

لذلك من الضروري أن نعي تمامًا المخاطر التي قد تُحاك ضد الدولة والمواطن في هذا الظرف العصيب. فالتحديات التي يواجهها السودان اليوم ليست محلية فحسب، بل هي جزء من صراع دولي وإقليمي أوسع ينعكس تأثيره على الأمن والاستقرار الداخلي؛ يجب أن نكون جميعًا يقظين ضد كل محاولات التدخل الخارجي أو التحريض الذي يسعى لتقسيم الوطن أو إضعافه. فالمخاطر التي تهدد السودان اليوم تتطلب تضافر الجهود الوطنية و مصالح المواطنين.الاساسية

مع إجراءات واقعية على الأرض لضمان الأمن والسلامة العامة. من خلال بناء مؤسسات قوية تُعنى بالحفاظ على سيادة القانون وحقوق الإنسان والمساواة ومن خلال التشجيع للمساهمة في ترسيخ المفاهيم العدليه . يجب على المواطن السوداني أن يتخذ دوره في حماية السلم الاجتماعي، وأن يسهم في منع أي محاولة لتعكير صفو الوحدة الوطنية.

وفي الختام، يجب أن نؤكد أن الطريق إلى الاستقرار في السودان يبدأ من الوحدة والتماسك الوطني. إننا بحاجة إلى تضافر الجهود على كل المستويات، بدءًا من المواطنين العاديين وصولًا إلى القيادات المجتمعية و السياسية، للعمل بروح واحدة لبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. الوحدة هي الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء، ومن خلالها يمكننا مواجهة كافة التحديات التي تهدد وطننا. فبالإرادة المشتركة والعزيمة الثابتة، سنتمكن من استعادة السلام والتنمية، ولن نسمح لأي جهة كانت أن تشق صفوفنا أو تضعف عزيمتنا.

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام