ميزان الخطاب السياسي بعد الحرب – مابين السطور – ✍️ ذوالنورين نصرالدين المحامي

بعد الحرب بإذن الله والتي باتت وشيكا سيتشكل الخطاب السياسي وفق توازنات جديدة تعكس التحولات العميقة في المشهد السياسي والاجتماعي وستكون الغلبة المطلقة لجيل الكرامة الذين وقفوا سندا وعضدا للجيش حفاظا على وحدة البلاد من التمزيق والإندثار
فالخطاب الذي سيسود من خلال (أبناء جيل الكرامة) هو خطاب السلام والمصالحة الداعي إلى إنهاء الصراع وإعادة توحيد البلاد ومحاسبة المتورطين في الحرب والتعويضات وإعادة الإعمار والبناء بأسس جديده بعثا وإحياء للقيم المتجذرة في المجتمع
وخطاب أهمية تأطير المقاومة الشعبية وتفعيل دورها العسكري والمدني عبر موازين القوة العسكرية على الأرض وبالأخص الخطة الأمنية المحكمة التي عبرها تنطلق مرتكزات التنمية والإعمار للحفاظ على الإستقرار الداخلي
وأيضا إيلاء أهمية خطاب الإصلاح السياسي المبنى على معايير المؤسسية من خلال مواعين شعبية متجذرة في العمق المجتمعي أهمية قصوى وبالطبع لن تكون للكتل والأحزاب الصفوية أدوار متجدده تتربع على تاريخ الحزب دون قواعد حقيقية
وسببذلون مافي وسعهم للسيطرة على مفاصل الدولة بحثا عن الكراسي وبالطبع ستظهر بعض الأبواق لتنظيمات قحت أو التنظيمات المتماهية مع المشروع الخارجي شعارات جديدة وبراقة لإعادة إنتاج مصطلحات كمكتسبات الثورة أو الديسمبريون التي تلاشت واندثرت بين ركام الحرب الشاملة والاستهداف الممنهج للوجود البشري واستهداف التراب الوطني وستحاول السطو على الإرادة الشعبية بمسميات المدنية والمسار الديمقراطي والتحول الجذري والحرية وحقوق الإنسان عبر منظمات المجتمع المدني والمنابر الحقوقية. …. الخ يراد بها نقيض تلك المضامين العادلة وستنفق عليها ملايين الدولارات من قبل المنظمات والدول العميلة فيجب على القوى الوطنية الإنتباه والحذر من إعادة تدوير الأزمة من جديد لعدم تعقيد المشهد السياسي
وسيبرز خطاب القوى الخارجية مثل الاتحاد الإفريقي الأمم المتحدة، وبعض دول الجوار في التأثير على طبيعة الخطاب السياسي الداخلي
وسيسعون لتشكيل تحالفات سياسية وتفريخ عملاء عبر هذه الواجهات وسيكثر خطاب الهامش والعدالة التنموية من هذه المنظمات أو التشكيلات المبتزله
وأخيرا الحذر الواجب من الذين يعرضون مبادئهم في سوق السياسية للتقرب حول بلاط الحكام ويظهرون قدرتهم على التأثير وهم ضعيفي الإرادة الشعبية
وفي النهاية سيبقى ميزان الخطاب السياسي في السودان مرهونًا بمدى قدرة القوى الجديدة للتشكل وفرض رؤيتها الوطنية