مقالات الرأي
أخر الأخبار

رحيل القرآني السيرة والسريرة .. الرجل الأمة : المهندس محمد علي الأمين – ويبقى الود – ✍️ عمر كابو

* حط ثلاثتهم رحالهم في خور ((كارفيتو)) بشرق الاستوائية منضمين لكتيبة البراء بمتحرك حق اليقين ضمن لواء القعقاع…

 

** روح إيمان حي ولباب مشاعر رقيقة يحيا بهم ويحيا لهم كأنهم أغصان انبثقت من دوحة واحدة أو روح واحد حل في أجساد متعددة..

 

** الشهيد البطل/ عثمان حسن أحمد البشير والعارف بالله المهندس محمد علي الأمين ومولانا القاضي الوقور محمد إدريس تيتة : أصحاب مقامات خاصة ،،كرائم كلم وغمائم حكم،، وكف شكوى عن بلوى وعقد لسان عن موطن أذى وتوطين نفس عن مكروه…

 

** يومها سكنت روحي إلى الحبيب الأثير شيخي محمد علي الأمين : تميز عن سائر المجاهدين بأن عصمه الله من ذل المعصية إلي عز الطاعة آنسًا بالوحدة غنيًا بالقناعة معرضًا عن اللغو من قوم يصدق فيهم قوله تعالى : (( والذين هم عن اللغو معرضون))٠٠٠

 

** نعم جالسناه عديد الشهور كثير الصمت قليل النجوى لم يغتب ولم يغضب أحدًا كأنما قد تدبر في حكمة داؤود الطائي حين سئل لماذا لا تجالس الناس فقال : (( اللهم غفرًا إما صغير لا يوقرك أو كبير يحصي عليك عيوبك))٠٠

 

** مقدام في المعارك بحث عن الشهادة في شجاعة و جسارة متناهية،، فارسٌ هصورٌ في كل المعارك التي خاضتها البراء ظل رابط الجأش قوي العزمات..

 

** والله العظيم ما رأيته طيلة فترتنا ما دمنا مرتكزين إلا تاليًا لكتاب الله أو نائمًا أو قائمًا يصلي أو مبتسمًا في حياء…

 

** كنا ثلاثتنا قد تأخرنا في العمليات بتوجيهات من أميرنا فارس الجنوب البروفيسور الزبير بشير طه : الحبيبان ياسر الصديق وعصام جمعة لأمر ما وشخصي الضعيف وحين العودة وفي مطار الخرطوم انتظرنا الشيخ محمد علي الأمين ليأخذنا لمنزليه في امتداد ناصر وشمبات طالبًا مني في كرم حاتمي أن يكونا منزلتنا متى قدمنا إلى الخرطوم من القضارف الحبيبة…

 

** ظل يؤثرنا بمحبة في الله صافية خالصة لم تشنها أدواء المواقف التنظيمية المتقلبة ولا اختلاف الرؤى ولا تقاطعات الفكرة،، يجزم أن ما وثقته يد الرحمن هيهات —هيهات أن يقطعه طول النوى ومرور الزمان..

 

** ولذلك كان بين كل فينة و فينة يبادر بالاتصال بي تفقدًا لأحوالي حتى وأنا في المؤتمر الشعبي يرى فينا بعض خير لا نراه ولا تستشعره النفس الأمارة بالسوء…

 

** ذات صيف قائظ اتصل بي طالبًا مني من بعد غياب طويل— أن أحضر إليه بشركة ((السالمة)) وهو يقطع شوطًا بعيدًا في تأسيسها من بعد ((جانديل)) …

 

** حين وصلته استقبلني بذات الحفاوة المعهودة فيه وبعد السؤال والاطمئنان عن أحوالي شرح لي تجربته في الشركة الجديدة وأهدافها العليا…

 

** عرفت أنه مازال مهمومًا بأمر الجنوب الذي نذر نفسه لله داعية واسع الفكر عظيم الهمة مبشرًا بسماحة الإسلام فيه…

 

** وبنصف ابتسامة أشرقت على محياه وضاءة بهية قال لي : (( الكوماج براهو ما بحل القضية يجب أن نرسل رسالة للجنوبيين في الغابة إن الدنيا أوسع من نيران البندقية))…

 

** ولذلك قامت السالمة شركة من أجل البناء والتطوير المستمر في الجنوب تستهدف من هم بالغابة فقد أقمنا مشروعات تنموية شاملة داخل قرى الجنوب الصغيرة دون نظر لمعيار الربح والخسارة…

 

** نجحنا في استيعاب كثير منهم في مشروعات صناعة الأخشاب ثم أطلقها ضحكة وأنشأنا لهم في داخل الغابة مصانع صغيرة ((للألبان والباسطة والثلج)) حررت أنفسهم من ضيق الحرب إلى طلاقة الأمن وحياة الاستقرار فهم الآن ينشدون السلام…

 

** هكذا عاش حياته كلها سائحًا يهدي للإسلام وداعية إلى الله بوسائل حديثة جذابة وشيخًا سمحًا إذا عاشر أو خاطب أو علم…

 

** من كرامات الرجل الصالح إن كل المشروعات التي مر بها شهدت نماءً عجيبًا مدهشًا : (( منظمة الدعوة الإسلامية ؛؛ شركة دانفوديو ؛؛ جانديل ؛؛ السالمة)) مشروعات رحبة وانجازات شاهقة…

 

** رجل بهذه الكفايات الرحبة كان لابد أن يرحل في أعز الأزمنة وأحب الأمكنة فقد رحل البارحة الخميس آخر شعبان أعظم الشهور عندالله شهر يغفل عنه الناس ترفع الأعمال فيه إلي الله…وفي أحب بقاع الأرض إلى الله مكة المكرمة حيث الحرم المكي بجوار أم المؤمنين خديجة سكينة الأرض وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم…

 

** رحل وبرحيله هوى كوكبٌ مضيءٌ وقمرٌ منيرٌ وعلمٌ كبيرٌ و تهدم ركن لا يعوض من الدعاة الثقات الأنقياء الأتقياء الأطهار..

 

** حزني عليه كبير فمن يواسيني في جرح غائر وفقد عزيز أحبنا وأحببناه ظل يواسيني حين صدتني أبواب السياسة وقهرني إخوتي ما وجدت غيره والشريف ود بدر يرحمهم الله رحمة واسعة وبعض الأصدقاء الذين لا نريد أن نقصم ظهورهم..

 

** تعزية صادقة لكتيبة البراء قائدها الجنرال العظيم أحمد إبراهيم ازيرق وأميرها الفارس الشجاع البروفيسور الزبير بشير طه..ولإدارة مصرف النيل المهندس الحاج عطا المنان والمدير العام هشام التهامي رفيقي الخطوة..

 

** اللهم أفرغ علينا الصبر و أنزل علينا السكينة واربط على قلوبنا فالاختبار جد صعب.. حسبنا الله ونعم الوكيل..

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام