
يحل علينا اليوم العالمي للدفاع المدني (الحماية المدنية) في الأول من مارس من كل عام، وهو مناسبة لتقدير الدور الحيوي الذي تقوم به هذه المؤسسة في حماية الأرواح والممتلكات في مختلف الظروف، سواء كانت كوارث طبيعية أو نزاعات مسلحة. وفي السودان، حيث تشهد البلاد حربًا مدمرة، يكتسب هذا اليوم أهمية خاصة.
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، يبرز دور الدفاع المدني كشريان حياة للمجتمعات المتضررة. ففرق الدفاع المدني تعمل على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح وإخماد الحرائق وإجلاء المدنيين من مناطق النزاع. ورغم التحديات الكبيرة ونقص الموارد، يواصل أفراد الدفاع المدني أداء واجبهم بتفانٍ وشجاعة، مقدمين تضحيات كبيرة في سبيل حماية المدنيين.
إن دور الدفاع المدني لا يقتصر على الاستجابة للكوارث والنزاعات، بل يمتد إلى نشر ثقافة السلامة والوقاية في المجتمعات. التوعية بمتطلبات السلامة المنزلية والمجتمعية، وتدريب الأفراد على كيفية التعامل مع الطوارئ، يمكن أن يساهم في تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وفي السودان، حيث يتطلع الكثيرون إلى العودة الطوعية إلى مناطقهم الآمنة، يصبح نشر ثقافة السلامة أكثر أهمية. يجب على المجتمعات المحلية التعاون مع الدفاع المدني لضمان توفير بيئة آمنة للجميع، من خلال تنفيذ برامج توعية وتدريب، وتوفير المعدات اللازمة للوقاية من الحرائق والكوارث الأخرى.
في هذه المناسبة، ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم اللازم للدفاع المدني في السودان، لتمكينه من أداء مهامه الإنسانية النبيلة. كما ندعو جميع أفراد المجتمع إلى التعاون مع الدفاع المدني، والالتزام بتعليمات السلامة، والمشاركة في نشر الوعي بأهمية الحماية المدنية.
إن الدفاع المدني هو خط الدفاع الأول في مواجهة الكوارث والنزاعات، وهو رمز للتضحية والعطاء. فلنقف جميعًا إلى جانب أبطال الدفاع المدني، ونقدر جهودهم، ونسعى إلى بناء مجتمعات أكثر أمانًا وسلامة.