بحر..الفارس الذي ترجل…. يابحر تمهل فالبنادق تزمجر… يارمز البسالة والثبات افتقدناك…. مالنا في الأرض قبر يسعك…. فاهنأ بقرب عرش الرحمن… – بالواضح – ✍️ فتح الرحمن النحاس

كان بيننا في ذلك القروب الخاص، وكنا (نشتهي) حروفه وحروفه (تشتهينا) لكنها لاتأتي إلا قليلاً، وكنا نجد له العذر، لأننا نعلم أن البندقية أخذت من يده مكان القلم والهاتف السيار…فميدان المعركة كان له ملبساً ومسكنا ومسجداً للصلاة، فلاوقت للكلام والكتابة علي حساب (ملاحقة) الأوباش في كل مخابئهم، وكان بحر يعرف أن مهمته أن ينتصر لشعبه ووطنه وأن يجد لنفسه المتسع الذي (يبتكر) فيه الجديد من (فنون القتال)، فقد كان مدرسة قائمة بذاتها وعلي عاتقها تقع مهمة أن يبدع في القتال فلايترك للتمرد وقتاً لينجو من الضرب (الموجع)، وكانت بين يدي بحر مايحزنه من (فواجع) وقد نزلت علي نساء وأطفال وشباب وشيوخ وفتيات، ساقها إليهم هؤلاء (الأوغاد الوحوش) أوباش المليشيا، فكان لزاماً علي بحر الخير أن يكون من الفرسان الذين يطهرون الأرض من دنسهم..!!*
*ماكان بحر في يوم من الايام من طلاب الدنيا، وكان منارة من جمال (خالص ندي) يتحفنا بحلو الكلام في الفقه والإرشاد والوعظ والدعوة للصبر والمثابرة، ثم يختفي وسط هدير المعركة (مقداماً شجاعاً) لايهاب الموت، حتي أنه كتب آخر ماكتب (الموت حق والشهادة إصطفاء) فكأني به قد اشتم رائحة الجنة، فذهب إلي هناك معزياً في استشهاد (الطيار الحاذق) أبو القاسم، وربما هنالك في صيوان العزاء نادت عليه روح الشهيد الطيار، فعاد وامتطي تلك الطائرة التي كانوا علي موعد هو وثلة مباركة من رفقاء السلاح، علي أن تكون معبرهم للشهادة والخلود..!!
*ماكنا نود رحيلك المفاجئ وماتزال البنادق (مزمجرة) ودماء الشهداء والضحايا (المغدورين) لم تجف بعد، فقد كنا نرجو أن يكون لنا ماختزنته من نصيب وافر من الجهاد والصبر والبسالة، لكنك ومن معك (رحلتم سراعاً) إلي جنة عرضها السموات والارض بإذن الله تعالي فما علينا إلا أن نصبر ونحتسب فماعند الله لكم خير وأبقي..ثم بعدك ياحبيبنا يبقي (غرسك الطيب) في ساحة معركة الكرامة، وهانحن نراه ينبت المزيد من الابطال الفرسان الذين طلقوا الدنيا واختاروا مواجهة الأهوال والموت ليحيا شعبنا فوق أرضه عزيزاً مكرماً (متطهراً) من الأراذل الاوباش ومن كل عميل وخائن..!!*
*(إنا لله وإنا إليه راجعون)*