مقالات الرأي
أخر الأخبار

العودة الطوعية …وراء البسمات كتمت دموع – مسارات – ✍️ محفوظ عابدين 

اكثر من( 150)حافلة غادرت شندي الى الخرطوم وشرق الجزيرة في رحلة العودة الطوعية للوافدين بعد ان طاب لهم المقام في أرض الحضارات والمحبة والوئام حوالي عشرين شهر تزيد أو تنقص قليلا لإلاف الاسر التي شردتها الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع تنفيذا لمخطط دولي وأقليمي كان هدفه (الظاهر ) هو الطمع في ثروات البلاد ولكن هدفه ( الباطن) هو القضاء على الإنسان السوداني الذي هو أصل الحضارة الإنسانية في العالم ومسح الهوية السودانية الممتدة الى الآلاف القرون قبل الميلاد وقصص الأنبياء التي جاءت في القرآن الكريم محيطها لايخلو من أرض الحضارات وكل البحوث والدراسات تشير الى مجمع البحرين ،وأرض التاكا وجبل البركل وغيرها ،السودان الارض والشعب هو محورها.

لهذا كانت عمليات الإبادة والقتل والتشريد والتهجير هي السمة البارزة لهذه الحرب والانسان هو المستهدف في الجنينة والخرطوم والجزيرة والمخطط لا يتوقف إلا عند البحر الاحمر والحدود عند مصر وربما تعداه إذا لزم الأمر .

ولكن القوات المسلحة وإلتفاف الشعب حول جيشه قد أفشل المخطط الذي استهدف الانسان والهوية الثقافية للشعب السوداني

وهاهي جحافل السيارات البصات والحافلات تعود الى الديار تحمل ملايين البشر الذين نزحوا من ديارهم بفهم جديد وفكر مختلف عن الذي كان سائدا من قبل ليبدأ الدوران الحياة في تلك القرى والمدن من جديد بترسيخ وتعميق تلك المعاني والمباديء والتقاليد التي استهدفها هذا العدوان.

ان الولايات والمدن والقرى التي استقبلت سكان ولايتي الخرطوم والجزيرة الذين شردتهم الحرب وجدوا في تلك المناطق التعاون والتكافل والخدمات الى ان تجاوزوا أزمة الحرب واثارها النفسية.

وشندي كانت النموذج حيث فتحت ذراعيها بكل الود والترحاب وتسابق المجتمع قبل السلطات في خدمة القادمين وسابقت السلطات نفسها في ان بسطت الامن وقدمت الخدمات الإجتماعية والصحية والتعليمية واستطاعت ان توظف الأمكانيات وتفجر الطاقات ولم يشعر الوافدين بالغربة كأنهم في ديارهم مارسوا حياتهم اكملوا مراحل التعليم لابنائهم عملوا وكسبوا واكلوا من صنع ايديهم تزوجوا وتناسلوا في الأرض الحضارات.

وعندما آمنت القوات المسلحة وطهرت مناطقهم من دنس التمرد بدأت رحلة العودة الطوعية تسابقوا للتسجيل في رحلات العودة المجانية التي وفرتها السلطات في شندي مع اهل الخير الذي تسابقوا في توفير معينات العودة مثل ما تسابقوا في استقبالهم مع بداية الحرب وكانت فرحتهم بالعودة كبيرة والبسمات تعلو الوجوه التي عبرت بما شجى به الفنان الموسيقار محمد الامين (وراء البسمات كتمت دموع ).

وهذا سجلت شندي اسمها في سفر حرب الكرامة في اول قائمة العمل الاجتماعي مثل ما كان اسمها الاول في قائمة المجهود الحربي ودعم القوات المسلحة بالمال والرجال وقوافل الاسناد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام