الإمارات وتدخلاتها في السودان – محاولة لفرض أجندة خارجية – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، نشهد تصاعداً في التحركات التي تستهدف أمن واستقرار السودان. ففي خطوة مفاجئة ومثيرة للقلق، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن عزمها عقد مؤتمر خاص بشأن الأوضاع في السودان، المقرر عقده في 14 فبراير 2025 على هامش قمة الاتحاد الأفريقي.
هذا المؤتمر، الذي دعت إليه الإمارات بمشاركة منظمات دولية وإقليمية كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، يثير تساؤلات جدية حول أهدافه ومآلاته. ففي الوقت الذي يشهد فيه السودان صراعاً داخلياً معقداً، يأتي هذا التدخل الإماراتي ليُضاف إلى قائمة التحديات التي تواجه هذا البلد الشقيق.
إن توقيت هذا المؤتمر، الذي يتزامن مع اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي للرؤساء، يُعدّ محاولةً مكشوفةً للعب على المشهد السياسي الإقليمي وصناعة نقاشات بعيدة عن مصلحة السودان الحقيقية. كما أن إصرار الإمارات على مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإثيوبي في هذا المؤتمر، يعكس رغبةً واضحةً في فرض أجندتها السياسية على السودان.
إننا نؤكد رفضنا التام لأي مبادرات أو اجتماعات تُعقد دون إشراك السودان لمناقشة شؤونه الداخلية. فالسودان، كدولة ذات سيادة، هو الأحق بتقرير مصيره ومستقبله السياسي. إن تدخل الإمارات في الشأن السوداني، وتجاهل الإرادة الشعبية السودانية، يُعدّ انتهاكاً صريحاً لسيادة السودان ومخالفةً للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الاتحاد الأفريقي.
إننا ندعو دولة الإمارات إلى مراجعة مواقفها وسياساتها تجاه السودان، والكف عن أي تدخلات من شأنها أن تُزيد من تعقيد الأوضاع في هذا البلد. كما ندعو الاتحاد الأفريقي إلى تحمل مسؤولياته في حماية سيادة السودان ووحدة أراضيه، والتصدي لأي محاولات لفرض أجندات خارجية على هذا البلد العضو في الاتحاد.
إن السودان يمر بمرحلة حرجة من تاريخه، وشعبه يواجه تحدياتٍ جمة. في هذا الوقت العصيب، يتعين على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب السودان وشعبه، وأن يدعم جهوده في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية.
إننا على ثقة بأن الشعب السوداني، بوعيه وإرادته الصلبة، قادر على تجاوز هذه المحنة والخروج منها أكثر قوةً ووحدةً. فالسودان بلد عريق بتاريخه وحضارته، وشعبه لن يقبل بأن تُفرض عليه وصايةٌ من أي جهةٍ كانت.
