عندما قابل رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مجموعة من الصحافيين السودانيين القادمين من العاصمة القطرية الدوحة والعاصمة المصرية القاهرة كل على حدا ومع كل مجموعة (ثلة)من الصحافيين العرب ،قال البرهان لهذا الجمع من الصحافيين ان أرى (النصر) قريبا ،كما أراكم امامي ،وعندما يتحدث اي مسؤول أمام الصحافيين فإن حديثه سيكون تحت (قيد) النظر خاصة اذا كان حديثه مرتبط ب(قيد) زمني، فكان هذا هو( الخبر) لأن جميع اهل السودان كانوا في( انتظار ) النصر لأن النصر لا يعني فقط العودة الى المنازل أو دوران عجلة الحياة من جديد بعيدا عن الظروف الحربية أو الظروف الأمنية ولكنه يعني ان الارادة السودانية لا(تقهر) وإن العزيمة السودانية لا (تهزم).
واعتقد قلة ممن تؤثر فيهم وسائل الإعلام (المأجورة) والأخبار( المنجورة ) يعتقدون ان كلام البرهان أمام الصحافيين كان مجرد رسالة (تطمين) ليس إلا وإن الواقع يكذب حديثه وأن النصر الذي يراه البرهان (قريبا) تراه تلك القلة (بعيدا).
وكما يقول المثل( الرائد) لايكذب أهله ولكن البرهان ليس( رائدا). وإنما هو (فريق) وعندما تحدث للصحفيين كان (مشيرا) بيده الى النصر الذي كان يراهن عليه قريبا.
وزرقاء اليمامة تلك المرأة التي اشتهرت بحدة بصرها حذرت قومها وقالت لهم ان أرى شجرا ( يسير) ،ولان قومها لم يكن خيالهم فيه متسعا الى( مكر) الأعداء عندما تخفوا وراء الشجر.
ولكن البرهان رأى (مكر)الأعداء بعينيه (العادتين) فرأهم في الداخل في تنظيم الحرية والتغيير التي كانت مثل جلابية الدرويش تختلط فيها ( الألوان) وتتداخل فيها الألوان السياسية( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) ،باعوا انفسهم بثمن بخس( دراهم) معدودات ولكن تاريخهم( السياسي) لم يكن أفضل من حاضرهم ولسان حالهم يقول (إنا وجدنا ابائنا على امة) وتاريخهم وحاضرهم هو التبعية والانقياد ان كان لافكار (أكل)عليها الدهر و(شرب) أو الانقياد لشخوص (مدى) بصرهم عند (افق) مصالحهم. فأعارهم البرهان (نظرة) ولكن البرهان (أحدق ) النظر في من حولهم وهم يتدثرون (بثوب) الدبلوماسية فاعطاهم نظرة (ثلاثية) و(رباعية) وقالوا يا (ويلنا) مال هذا( الكاهن) لا يغادر صغيرة ولا كبيرة في المؤامرة إلا احصاها ،وبفضل حسن التدبير من القوات المسلحة نزلت تلك المؤامرات( بردا) و(سلاما) على الشعب السوداني.
وإن كانت زرقاء اليمامة نظرت فقط الى الشجر الذي يسير واخبرت قومها بما رأت ولكن لانعدام( الرؤية )العسكرية عند قوم الزرقاء نجح الأعداء في الوصول الى مبتغاهم.
ولكن البرهان (رأى) شجر (المؤامرة) من مكان بعيد ولم يحذر (قومه) لأن هو سيد (القوم) ويريد ان يعرف حجم المؤامرة وأبعادها ومن يقف أمامها ومن يقف خلفها ومن المستفيد ( الاول)ومن المستفيد ( الاخير) وكل ذلك ليعرف كيف يتعامل معها ويقضي عليها رغم الفارق الكبير في قوة إعداء الداخل والخارج وقوة القوات المسلحة وكانت سياسة (الحفر بالإبرة) وكانت الإبرةفي (الإلغاز) يقولون عن( الإبرة)تكسو الناس وهي عريانة ولكن في الإلغاز العسكرية عند البرهان فإن (الإبرة ) تحمي الناس وصدرها مكشوف (للرصاص).