ابو عاقلة كيكل .. وغلب دم البطانة الحار على دم عربان الشتات الفاسد – شهاب ثاقب – ✍️ ابتهاج احمد علي
عندما استباح البرابرة الاوباش ارض الجزيرة و دنسوا تراب ارضها الطاهر وانتشر مصاصو الدماء في القرى الامنة وروعوا اهلها واستبدلوا امنهم لجزع وخوف كبير
كتبت مقالا بعنوان ابوعاقلة كيكل والرهان الخاسر و تمنيت لو ان درع البطانة الماسي الذي تحول الى درع من صفيح ان يفيق من سكرته وغمرة نشوته الكذوبة التي صورت له في خياله الثمل ٱن ذاك بأنه القائد الذي لا يقهر و أن الدمى التي جاء بها بمكنه ان يحركها كيفما شاء ويمكن ان بتحكم فيها ويمنعها متى ما اراد
واذكر اني قلت في مقالي بان الدماء التي تجري في عروق كيكل لا تشبه دماء هؤلاء المرتزقة المأجورين الذين جاءوا من فجاج افريقيا وفيافيها ليستحلوا ارضنا ويغيروا تاريخ وجغرافيا السودان وفق اهواء اسيادهم ونفسياتهم المريضة المشحونة بحب التسلط و التحكم في حياة الاخرين والذين يظنون ان كل شئ يمكن ان يشترى بحفنة من دراهم وريالات ما كان لهم ان يملكوا منها درهما واحدا لولا رجال السودان
فدماء اهل البطانة دماء حارة حرارة ارض الاحمرين في هجير الصيف و حياتهم قيم و همم و رجالها قمم تعلو ولا يعلى عليها
فكان ظني لو ان ابوعاقلة كيكل يجري في عروقه دم اهل البطانة بكل قيمه و حرارته فلن يستمر كثيرا في دعم و مساندة الرعاع و الاوباش الغزاة العراة الحفاة الذين ظنوا انه يمكنهم ان يجدوا لنفسهم موطأ شبر يقيمون فيه دولتهم البائسة على ارض السودان
وقلت وقتها بان السيل لا يغير مجراه
وقد كان ان عاد كيكل الى حضن الوطن و اعلن انضمامه لقوات شعبنا المسلحة الباسلة على الرغم من أنه تأخر كثيرا ولكن ان تأتي متأخرا خير من ان لا تاتي
ولتكن يا كيكل درعا منيعا مع قواتنا المسلحة الباسلة و تحمي ارضك وعرضك وتحفظ دماء ابناء الجزيرة الطاهرة بل السودان اجمع من غدر الرعاع وتلملم شتاتهم المتبقي الغاصب المتعطش لدماء الابرياء و تخرجه ذليلا صاغرا من قرى الجزيرة و حلالها حتى تكفر عن ذنب عظيم اغترفته يداك في غمرة السكرة والنشوى الزائفة وانت تعتلي صهوة جوادك مفاخرا بين مصاصي الدماء الذين اطاروا النوم حتى من عيون الاطفال الصغار و حرمتهم اللعب والضحك في ٱن واحد وضاعت عليهم امانيهم واحلامهم باكتمال فصولهم الدراسية ولو عددنا المواجع والمٱسي التي عشناها خلال عام خيم خلاله ظلام الدعم السريع على ارض الجزيرة لما وقفت اقلامنا عن الكتابة ولا جف مدادها و لكانت مأساة ود النورة وحدها كفيلة بأن ندعو عليك ملايين المرات في اليوم والساعة
ولكن حسنا صنعت بان راجعت نفسك وايقظت ضميرك وتذكرت بأن الدم الذي يجري في عروقك دم البطانة الحار و ليس دم عربان الشتات الفاسد
وها انت تصحح صفحة من سفرك التاريخي بمشاركتك في تحرير الجزيرة و ترفع عن كاهلك وزر مافعله الاوباش باهلها و لتكن بداية لصفحات جديدة نأمل بأن تكون ناصعة البياض وانت تقود درع السودان وتمضي من نصر لنصر و تنتقم لاهلك وتدك معاقل التمرد معقلا بعد اخر لا يقودك شئ سوى الانتماء للوطن و حب الارض و الاهل
والناس قد تناسوا بداية دخولك للجزيرة غازيا واصبحوا يهتفون باسمك عاليا اعجابا بالهزائم المتلاحقة التي اغرقت بها الجنجويد
فليكن هذا كله دافعا كبيرا لك لبدايات ناصعة مشرفة وليكن درعك
درع البناء والاعمار والنهوض بالسودان نحو قمة التنمية و الانفتاح على دول العالم
بعيدا عن الاحقاد و افتعال الازمات والتشاكس
وتذكر ان اجدادك في البطانة تجري في عروقهم دماء حارة حرارة شمس افريقيا و قلوبهم تنبض لهبا لا يرضون الذل والهوان فكن درعا منيعا للجزيرة واهلها خاصة و للسودان عامة و اربا بنفسك عن الصغائر و كن حارا حرا ابيا كحرارة الدم الذي يجري في عروقك من ارض البطانة
النصر لقواتنا المسلحة الباسلة
العزة والشموخ لسوداننا الحبيب
الاباء والصمود لجزيرة الخير والعطاء