مقالات الرأي
أخر الأخبار

حميدتي ، الموت كان أشرف ! ✍️ عبدالرحمن سورتود

رجال تسير أسماؤهم عبر الأزمان معياراً لصفات . حينما يبلغ الرجل منهم في صفة ما مبلغاً لم يسبقه فيها غيره فيكون جديراً بحمل لواء هذه الصفة فيصير اسمه مثلا سائراً يقيسون به من دونه ..” كأكرم من حاتم” ..”واحلم من قيس “.. “واطمع من أشعب” … “واجبن من ( ——–) ” ، فراغاً – هكذا – لتملأوه مطمئنين بعد أن يتقدم بكم الكلام ويبلغ تمامه .

ما كان جيش – في تاريخ الحروب – أحوج لظهور قائدهم وسط قواته من احتياج قوات التمرد لظهور قائدهم وسطهم وهم ينتصرون وهم يتقدمون ، ثم وهم ينكسرون وهم ينهزمون !

وما رأى التاريخ يوما قائداً خذل قواته وجنوده ، وخذل مؤيديه ومناصريه ، وخذل جماهيره وحواضنه ، بل وخذل مموليه الخارجيين والداخليين كخذلان قائد التمرد لهم كلهم جميعاً !.

فأن لا يظهر حميدتى في اللحظة التي دخلت فيها قواته منتصرة عاصمة الجزيرة – مدينة ود مدني مثلا – أن لا يظهر حينها وسط قواته وهم مبتهجين بدخول عاصمة الجزيرة – وما أدراكم بأهمية عاصنة الجزيرة .. فإن لم يظهر في وسطهم حينها فلأي لحظة أعلى منها هو يوفر ظهرره إليها ؟ !

وقولوا مثله في سنجة.. وفي جبل موية .. وفي المصفاة. .. بل وفي القصر الجمهوري !! فلأي موقف او موقع او لحظة – ترونه – يوفر ظهوره لهم هذا الرجل !؟ .

لذا ، وانا أشاهد خطابه – ولم أقل اسمع – شرد ذهني طيلة فترة الخطاب عن محتوى الخطاب لينسج في الرجل انطباعاً جارفاً بأن الرجل لو كان ميتاً كان أشرف له من هذا الذي يفعله في نفسه وقواته . فانتهى الخطاب وعاد ذهني من شروده ، والحمد لله ! .

وآن لمن أراد أن يملا الفراغ ذاك أن يفعل ، أما أنا “فلن” !.

وسورتود يحييكم ،،،،

🍇 عبدالرحمن سورتود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام