الخبر : ” أعلنت الشركة السودانية للكهرباء بولاية ( ) بأنها ستقوم يوم غد بقطع الكهرباء عن ( ) للقيام بأعمال الصيانة في المحطات التحويلية ، ونوهت المواطنين بأخذ التحوطات اللازمة.”
هذا خبر من ضمن حزمة من الأخبار نتلقاها تباعاً ولا نقف عندها فنمر عليها مرور غير الشاكرين .. وقبله بأيام خبر صيانة المحولات بعد هجوم عنيف لسرب من المسيرات الانتحارية للمحطة التحويلية الرئيسة في الولاية الشمالية فاصابتها إصابة مباشرة فأخرجت المحطة من الخدمة فأظلمت الولاية تماماً حتى ظن أكثرنا تفاؤلاً أن خدمة الكهرباء لن تعود قبل شهر كامل لشدة ما لحق بالأبراج من تخريب وأذى .
ولكن ” اشاوس” الكهرباء شمروا عن سواعدهم – حقيقة وليس مجازاً فقد شاهد الناس وهم هكذا – وواصلوا ليلهم بنهارهم – كذلك حقيقة وليس مجازاً – مهندسون واداريون .. وعمال ومستنفرون – ولأول مرة نعرف أن لهم مستنفرين بطريقتهم الخاصة – فمستنفرو أشاوس الكهرباء هم معاشيو الكهرباء وكل من عمل في مجال الكهرباء في الداخل او في الخارج – فاستنفروا فأتوا مشمرين غير متوانين .. وواصلوا ليلهم بنهارهم .. فحفروا الاساسات من يومهم.. وشدوا الأوتاد والقواعد من ليلتهم.. ورفعوا القوائم من فجرهم .. فهناك ترى عامليْن ثلاثهم مهندس وهم ينزلون عموداً من جرار . وهناك تشاهد مهندسَيْن اثنين وثالثهم معاشي وهم يشدون خيطاً .. وهناك . وهناك .. هم كالنحل .. لا بل أين النحل منهم .. قفوا ! ، لست هنا في مقالِ بلاغة ولا أدب ، إنما أجزم بأنها كانت الحقيقة . فهم كانوا هكذا !.
فيبشر مهندس كبير منهم المواطنين بأن ” كهربتكم” – بنبرة الديار اللطيفة – ستعود خلال يوم غد ، نعم يوم غدٍ !
كثير من الناس لم يصدقوه ، بل لامه الكثير – وكاتب السطور كان منهم – بأنه كان عليه أن يقول للناس الحقيقة بشفافية بدلاً طمأنتهم ، ليأخذ المزارعون والمواطنون احتياطاتهم.. فكنا محقين في لومنا ومعذورين .. لأن المنطق كان في جانبنا تماماا لأننا شاهدنا بأعيننا وسمعنا بآذننا مقدار ما لحق المحطات من دمار وتخريب .. فكيف تعود بعد يومين فقط !
ولكن عادت خدمة الكهرباء – تصدقون – في موعدهم المضروب .. فعلمونا أن لا منطق ولا “بطيخ” حينما يشمر الرجال .. فعمت الزغاريد كل أحياء الولاية .. حقيقة كذلك وليس مجازاً .
فالجميع قيام :
تعظيم سلام ” لاشاوس الكهرباء ” على طول وعرض البلاد الحبيبة .
جلوس.
والسلام .
🍇 عبدالرحمن سورتود