مقالات الرأي
أخر الأخبار

منح العلاج للإعلاميين خطوة إنسانية تلامس احتياجاتهم – همس الحروف – ✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

في الأسبوع المنصرم ، تداولت بعض المواقع الإلكترونية خبراً مفاده أن مدير عام الشرطة قد منح الإعلاميين حق العلاج بمستشفيات الشرطة ، أسوة بمنسوبي الشرطة ، و أنا من مؤيدي هذه الخطوة الإنسانية لأنها لامست حاجة الإعلاميين الملحة في ظل الظروف الراهنة ، فإن هذا الموضوع يعد خطوة إنسانية عاجلة من قبل شخص يعي بالظروف الصعبة التي يمر بها الإعلاميون في جميع ولايات السودان ، فهم يعانون من ضغوط كبيرة سواء كانت مهنية تتعلق ببيئة العمل أو كانت ظروف مادية .

 

قد تكون هناك مخاوف من البعض بإحتمالية أن هذه الخطوة قد تؤثر في استقلالية المهنة ، و لكن حق العلاج المخفض لهذه الشريحة في مستشفيات الشرطة ليس تدخلاً في مهنية المؤسسات الإعلامية ، بل هو دعم معنوي وصحي لمساعدتهم على القيام بعملهم في ظروف أفضل ، كما أن هذا النوع من الدعم قد سبق من قبل تقديمه و ما زال لمجموعات أخرى مثل مصابي العمليات ، و جنود قوات الشعب المسلحة ، و موظفي السلطة القضائية ، مما يوضح بأن الهدف هو ليس منح امتيازات خاصة لمجموعة بعينها ، بل هو جزء من عمل إنساني شامل و كبير تقوم به المؤسسة الشرطية في ظل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه المجتمع ، و خصوصاً في ظروف هذه الحرب ، و من الضروري توضيح هذا الأمر حتى لا يلتبلس للبعض بأن هذا القرار قد يفسر في اطار محاولة التأثير على أداء الإعلاميين ، و خصوصاُ أن دعم الشرطة للعلاج يعكس إحترام وتقدير هذه المؤسسة لجهود الإعلاميين في خدمة المجتمع .

 

كان من المفترض أن يتم تقديم الشكر الجزيل و التقدير لهذا للسيد.مدير عام الشرطة على مواقفه الإنسانية ومبادراته التي تخدم المصلحة العامة ، فضلاً من إنتقاده بخصوص هذا الأمر ، ففي السابق كان هنالك قرار يخول للإعلاميين بمجمعات خدمات الجمهور إستخدام صالات (الشخصيات المهمة) عند إستخراج أوراقهم الثبوتية ، فلماذا لم يفسر هذا الأمر بتفسير سالب كما حدث الآن ؟ ، و هذا الواجب لا يعني أن يكون لهذه العطاء علاقة بشراء الذمم ، بل كان ينظر إلى ذلك كامتياز من أجل تسهيل عمل الإعلاميين وتوفير وقتهم و جهدهم حتى يستفيدوا منه في تأدية مهامهم المهنية ، فمثل هذه الإجراءات تهدف إلى تسهيل سير العمل و تقديم تسهيلات لمن يسهمون في مهنة الصعاب .

 

الصحفيون و الصحفيات يمرون هذه الأيام بظروف صعبة للغاية في ظل هذه الحرب ، حيث يعانون من تحديات في الجانب المهني ، و الجانب المادي ، و يأتي هذا في ظل غياب اتحاد الصحفيين و كذلك في ظل محدودية قدرة وزارة الإعلام على تقديم أي نوع من الدعم الكافي لهم ، فإن أي مبادرة تأتي لدعم الصحفيين في هذه الظروف هي خطوة إيجابية ومهمة ، فإذا لم تكن هناك جهة تقدم مثل هذه المساعدات ، فإن بعض الصحفيين سيواجهون مشاكل لا حصر لها و إضافة على ذلك قد تؤثر على أدائهم المهني وصحتهم العامة .

 

إن مساعدة الصحفيين في أمر علاجهم و تقديم التسهيلات الواجبة لهم في هذا الأمر الذي يتعلق بصحتهم يمكن أن يكون أفضل من النداءات التي تأتي متأخرة بعد تفاقم الأوضاع الصحية ، فالعلاج المبكر والدعم الصحي الاولي يساهم في الحفاظ على صحتهم و ، مما يساعدهم في مواصلة عملهم .

 

الصحفي يجب ألا يتأثر بأي شي في أداء واجبه المهني ، و يجب أن يظل محايداً و ان يلتزم بشرف المهنة ، و أن يمارس عمله دون أن يتأثر باي مؤثرات خارجية ، فإن دوره الأساسي هو نقل الحقيقة بشكل موضوعي و واقعي، دون الخلط بين الأمور أو التأثر بالضغوط الخارجية .فالعلاج هو من الحقوق الإنسانية الأساسية و لا ينبغي لأي شخص بما في ذلك الصحفيين أن يُحرم منها ، فالصحفي مثل أي فرد آخر في المجتمع يجب أن يحصل على الدعم الصحي الذي يحتاجه و خصوصاً في مثل هذه الظروف ، و يجب أن يُنظر إلى هذا الدعم من هذا المنطلق .

 

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام