مقالات الرأي
أخر الأخبار

بعد تحرير المصفاة والتصنيع الحربي سكان حجر العسل يتأهبون للعودة الي الديار – أخر علاج – ✍️ خالد فضل السيد

لحظات عصيبة عاشها سكان منطقة حجر العسل بولاية نهر النيل من وجود مليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتها في مصفاة البترول والتصنيع الحربي الذي كانت تجاوره فكان هؤلاء الاوباش يدخلون المنطقة يوميا مدججين بالسلاح فصاروا يهددون المواطنين في السوق والاحياء يوميا وقد اغتالوا عددا من المواطنين لانريد ذكر احدهم حتي لا يفوت علينا نسيان احدهم .

واصبح افراد المليشيا ومرتزقتها يداهمون البيوت بحثا عن معاشي القوات النظامية بل والعاملين بالخدمة واقتيادهم وضرب اسرهم حتي المواصلات التي تقل المواطنين من المنطقة الي مدينة شندي للتبضع يتعرضون لها بغرض سرقة الموبايلات والاموال واصبح الجميع يعيش في رعب وخوف وقد ترك البعض المنطقة ورحل باسرته الي المناطق الامنة .

تضرر المواطنيين كثيرا من دخلوهم باستمرار لهذه المناطق بالذات في فترات الصباح ووقت الظهيرة التي غالبا ماتخلف قتلي ونهب وسرقة للممتلكات والاموال والسيارات وكل ما يقع تحت ايديهم من خلال تجوالهم في الاحياء والسوق وهم يمتطون المواتر والسيارات العسكرية ذات الدفع الرباعي .

بعد ذلك لجات المليشيا الي خطف المواطنين واعتقالهم والمطالبة بفدية مقابل اطلاق سراحهم وهو ما ادخل الفزع في سكان المنطقة .

وفي تطور متسارع للاحداث اتجهت المليشيا الي استخدام الاسلحة الثقيلة كالراجمات ضد سكان المنطقة بعد المعلومات التي وصلتهم بانضمام اعداد كبيرة من ابناء حجر العسل للمستنفرين ومشاركتهم في حرب الكرامة بجانب وجودهم وعمل بعضهم في مختلف القوات النظامية مشاركين مع القوات المسلحة ضدهم .

اذ تعتبر حجر العسل المنطقة الاولي علي نطاق ولاية نهر النيل عامة ينال ابناؤها شرف الشهادة بهذا العدد دفاعا عن الوطن وتشهد بذلك كشوفات الشهداء لدي الجهات المختصة هذا بخلاف الاسري والمعتقلين لدي مليشيا الدعم السريع من المستنفرين والقوات النظامية المختلفة .

بعد تعرض المنطقة بالقصف بالصواريخ لم يكن للسكان سواء مغادرة المنطقة حفاظا علي ارواحهم واطفالهم من هذه الهجمات المتكررة التي ازدادت ضرواة بعد استخدام المليشيا ومرتزقتها للاسلحة الثقيلة فنزحوا في عدة اماكن متفرقة طلبا للامان .

الان وبعد الانتصارات الباهرة التي ظلت تحققها القوات المسلحة علي مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها في كل المحاور والجبهات القتالية والتي ادت الي دحر هذه المليشيا وتحرير مصفاة البترول والتصنيع الحربي وطرد مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها من منطقة حجر العسل بدات الرحلة العكسية لرجوع السكان الي ديارهم ومنهم من وصل بالفعل هنالك .

بعد رجوع المواطنيين للمنطقة وجدوا العديد من المنشاءت الهامة هنالك تعرضت للضرر كمستشفي حجر العسل والمحلية والسوق الكبير ولم تسلم خطوط الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات من ذلك التخريب المتعمد وكذلك تضرر بعض المزارعين ايضا بعضهم فقد مواشيهم والاتهم الزراعية من وابورات وطاقات شمسية ومحاصيل و تقاوي ومبيدات .

الان وبعد انتهاء الحرب التي وضعت اوزارها وعاد المواطنين الي منطقتهم حجر العسل بعد تحرير مصفاة البترول لم ينسوا من وقف بجانبهم في تلك اللحظات ففي اوقات الشدة تعرف معادن الرجال فهم الان لسان حالهم يلهج بالشكر والثناء لكل من وقف بجانبهم في تلك الاوقات العصيبة سواء من ابناء المنطقة بالداخل والخارج و الخيريين والمسؤولين

وذلك من باب من لايشكر الناس لايشكر الله فهم الان يتقدمون باجزل ايات الشكر والعرفان والتقدير

لكل من منظمة اواصر الخيرية

للدعم الكبير الذي قامت به في إسناد نازحي حجر العسل الذين كانوا في حوجة ماسة لهذا الدعم والمساندة حيث سيرت المبادرة قبل ان يتم تسجيلها منظمة الان قافلة دعم دوائي مجاني استهدف النازحين المقيمين بجزر مسكيت وبندي وسنقي ومرنات التابعة لمحلية شندي بجنوب ولاية نهر النيل حيث تم تسليم الأدوية العلاجية لمناديب من الجزر المذكورة ليتم تسليمها مجانا للمستهدفين بحسب الحاجة تحت الاشراف الطبي.

فكان الاهالي بالمنطقة في حوجة لهذا الدعم الهام وفي تلك اللحظات الحرجة بعد نزوحهم من المنطقة وبعضهم كان في العراء ومعظم الاسر لديها اطفال وكان الشتاء علي الابواب فاطلقت المبادرة مشروع ( بطانية اواصر ) لتوزيعها علي النازحين خصوصا وهم يواجهون فصل الشتاء وامتدت المبادرة الي مشروع اخر وهو ( خيمة ومشمع اواصر ) وذلك بغرض ايواء النازحين وستر المقيمين في العراء والابنية المؤقتة وفي بعض المؤسسات العامة كالمدارس .

ولم تتوقف المبادرة من العمل التطوعي والانساني عند ذلك فكانت لوقفتها مع الطلاب الممتحنون الشهادة السودانية العام 2023 القدح المعلي حيث ساهمت المبادرة بالوقوف مع ابناء حجر العسل الممتحنون الشهادة السودانية هذا العام بمدينة شندي والتي بلغ فيها عددهم مايقارب ال 1500 طالب وطالبة سعت المبادرة عبر رئيسها الفريق اول شرطة ( م ) فتح الرحمن عثمان كنان والاستاذ يوسف عبدالحميد مدير التعليم بشندي بالتنسيق مع محلية شندي في ايجاد السكن والماوي لهؤلاء الطلاب فتم ايجاد داخليات لهم للبنين والبنات بعد ان التزمت محلية شندي بتوفير السكن والاعاشة حتي انتهاء فترة الامتحانات .

وقد سعت المبادرة في ذات الجانب عبر الاتفاق مع الاساتذة من ابناء حجرالعسل لعمل مراجعات ودروس تركيز في مختلف المواد للممتحنين وقد لبوا نداء الواجب من دون تردد وقام وفد يمثل مبادرة اواصر بزيارة للجامعة بالتنسيق

مع الاساتذة عبدالرحمن حسن وبلقيس المنجم والطيب عبدالرازق ومعتصم كمال.

وبعد ضمان السكن والاعاشة وترتيب برامج المراجعات وحصص التركيز للطلاب قامت المبادرة بمساعي اخري لضمان تهيئة البيئة للطلاب بمبادرة تمت تمسميتها مساهمات خيار من خيار لسلة فواكه اواصر لطلاب حجرالعسل عبر جمع التبرعات من اعضاء المبادرة بغرض توزيعها للطلاب الممتحنيين بالداخليات .

وخلال معركة الكرامة اتجهت المبادرة الي حصر الشهداء والجرحي والماسورين والمفقودين ومنسوبي القوات النظامية المختلفة والمستنفرين بمنطقة حجرالعسل بغرض توفير الدعم لاسرهم سواء عبر منظمات الدولة ذات الصلة او بالدعم الذاتي .

والشكر ايضا يخصون به محلية شندي التي قامت بتسير قافلة الي منطقة حجر العسل

وقوفا ودعما لانسان المنطقه

بالرغم من الضغوط التي كانت تشهدها المحليه في تلك الفترة في ظل استضافتها لاعداد من الوافدين الذين اجبرتهم ظروف الحرب للنزوح لولاية نهر النيل ومحلية شندي .

فكان دعمها لانسان المنطقة في اطار سعيها الدؤوب للتواصل مع المناطق المتاثره بالحرب

وقد احتوت القافلة علي مواد غذائية ومواد ايواء .

وكذلك كانت لوقفة محلية شندي بجانب الطلاب الممتحنون الشهادة السودانية من ابناء المنطقة الاثر الكبير في نفوس الطلاب واولياء الامور حيث تكفلت المحلية بتوفير الداخليات لسكنهم بجانب الماكل والمشرب

وقد امتدح المدير التنفيذي لمحلية شندي الاستاذ خالد عبدالغفار الشيخ سكان المنطقة عند تقديمه الدعم مؤكدا الادوار الكبيرة التي قام بها اهل حجر العسل لدعمهم ووقوفهم مع القوات المسلحة وتضحياتهم في سبيل الذود عن الوطن مشيرا ان المنطقة قدمت عددا من الشهداء خلال معركة الكرامة .

ويمتد الشكر لعمداء كلية التربية وكلية التنمية بشندي الذين تم الاتفاق معهم ووافقوا فورا من دون تردد بتوفير قاعات لحصص التركيز لطلاب وطالبات منطقة حجرالعسل بمنح القاعات للطلاب لحصص التركيز والمراجعة .

وامتد الشكر كذلك لجهاز الامن والمخابرات العامة وقوات الشرطة والاجهزة الامنية بمدينة شندي الذين كانت لهم وقفات واسهامات واضحة مع الطلاب الممتحنون الشهادة السودانية حيث قاموا بتوفير سبل الترحيل للطلاب من المسكن والداخليات الي مقر الامتحانات ذهابا وايابا بجانب توفير التامين لهم .

ويصل الشكر الي مجتمع شندي بقطاعاته المختلفة حيث لم يقصروا مع طلاب حجر العسل فقد اعلنوا ترحيبهم بهم في بادرة كريمة تشبه انسان تلك المدينة المعطاة شندي وكذلك قطاع الكره بشندي الذي اعلن ترحيبه ايضا بالطلاب والمساهمة في اعاشتهم باعتبار ان الرياضة جزء من المجتمع لاتنفصل عنه وتتاثر بما يتاثر به .

ويمتد الشكر كذلك لحكومة ولاية نهر النيل بقيادة الوالي محمد البدوي عبد الماجد واعضاء حكومته لمساندتها ودعمها والذي اشاد بسكان منطقة حجر العسل لدي لقائه بالاعلاميين الوافدين من ولاية الخرطوم بقصر الضيافة بالدامر والذي كنا حضورا فيه .

والشكر موصول لكل من قام بدعم القوافل لاهالي منطقة حجر العسل وسقط اسمه سهوا اذ ترفع القبعات ايضا لنفر كريم من ابناء منطقة حجر العسل الذين وهبوا انفسهم لخدمتها من دون كلل ولا ملل وكانت لهم بصمات واضحة في الوقوف مع اهليهم ورفع الضرر عنهم في اوقات الشدة فهؤلاء هم الاوفياء حقا فلهم التحية والتقدير ومثل هؤلاء الرجال الذين يفعلون العمل لوجه الله تعالي قال فيهم رسولنا

الكريم ( ص ) رايت اقواما من امتي يمرون علي الصراط كالبرق الخاطف نورهم تشخص منه الابصار لاهم بالانبياء ولا الشهداء انهم اقوام تقضي علي ايديهم حوائج الناس .

فالاعمال الجليلة والخيرية خصوصا التي تاتي في اوقات المحن والازمات والشدائد تظل خالدة في الاذهان لدورها في حل المعاضل في الاوقات المناسبة التي يحتاجها المرء في تلك اللحظات .

ومن باب من لايشكر الناس لايشكر الله كان لزاما علينا ان نذكر تلك الاعمال الجليلة لاعطاء كل ذي حق حقه فهو الواجب الذي تمليه علينا ضمائر وشرف المهنة

ونسال الله ان يتقبل منهم .

الان بعد عودة المواطنيين لمنطقتهم حجر العسل التي تضررت نامل من جهات الاختصاص او اللجان بالاحياء هنالك تكوين لجان رسمية لحصر تلك الاماكن المتضررة بالمنطقة والذي عبره سيتم التاكد من مقدار الاضرار الجسيمة بالمنطقة لتقيمها وجبر الضرر واصلاحه وسيمكن ذلك الجهات الرسمية و المنظمات الطوعية من تقدير احتياجات المنطقة لاحضارها .

وفي ظل هذه الاوضاع بعد رجوع المواطنيين لديارهم نتمني من حكومة ولاية نهر النيل بقيادة الوالي محمد البدوي عبد الماجد وكذلك محلية شندي ومنظمات المجتمع الطوعية والرسمية تقديم يد العون للمنطقة لتهئية البيئة للعودة السكان الاخرين الذين بدوا يتوافدون الي ديارهم والمنطقة .

ورسالتنا الاخيرة نرسلها في بريد السيد قائد الفرقة الثالثة مشاة بشندي

اللواء الركن شمس الدين موسى عبد الله بتوجيه وابتعاث جهات الاختصاص من خبراء المتفجرات والالغام الارضية لبعض المناطق التي كانت تعسكر بها المليشيا هنالك لوجود الذخيرة والصواريخ والالغام التي لم تنفجر والتي سيشكل وجودها خطر علي المواطنيين عند عودتهم وبالذات مناطق غرب الجبل والمناطق حول التصنيع الحربي .

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام