أتذكرون الخريطة بالألوان التي كانت توضح مناطق سيطرة التمرد بلون ومناطق سيطرة الجيش بلون آخر .. والتي كانت تعدها غرف التمرد الإعلامية فيتمظهرون فيها بالحياد والموضوعية والدقة باستخدلم النسب والأرقام والألوان ..ولكن كل هذه لم يخف زيفها وتدليسها حتى على البسطاء ، فمناطق الجيش كانوا يسجلونها مجملاً باسم الولاية فقط – تقليلاً – من دون تفصيل كالولاية الشمالية كنقطة واحدة في المقارنة ! .
بينماا في المناطق التي يسيطر عليها التمرد كانوا يذكرون الولاية بالتفصيل موقعاً موقعاً .. ومحافظة محافظة .. ومحلية محلية .. ومدينة مدينة .. ومؤسسة مؤسسة .. واعتبار كل واحدة من هذه نقطة في المقارنة !!
أين ذهبت تلك الخريطة الآن ؟!
* أتذكرون تصريح حميدتي بقوله : “على البرهان أن يسلِّم نفسه وبس ، فمافي خيار ليهو غير دا ” .. فلو قال هذا الشطط أمام حشد من جنوده لعُذِر بأنه من قبيل التحريض ، ولكنه قاله في لقاء في قناة فضائية هي من أشهر قنوات المنطقة !!
أين ذهبت مثل هذه التصريحات الآن ؟!
* اتذكرون كيف كان مستشارو التمرد يتبجحون انتفاخاً وغروراً حينما كانوا يطلون على شاشات القنوات الفضائية فيؤكدون بأن أغلب ولايات السودان تحت سيطرة قواتهم ؟!
فأين ذهب ذاك الانتفاخ والغرور ؟!
بل أين ذهب الذين كانوا يصدقونهم ؟!
* اتذكرون كلما يستلم الجيش موقعا عسكريا أو فرقة كيف كانوا يأتون بفيديوهات ذكية الإعداد من أمام البوابة الرئيسة للفرقة او الموقع لتكذيب استلامه؟!
أين ذهبت مثل تلك الفيديوهات الآن ؟!
□ كنا نعتبر مقولة ” لا يصح الا الصحيح ” من قبيل بديعيات عبارات الإنشاء – التي لا محل لها في الواقع – ككثير من قوالب التعبير .. حتى اتانا الجيش السوداني برصيد واقعي لها ، فأعطاها تفسيراً ومثالاً معيارياً :
” فلا يصح إلا الصحيح ” يعلمنا الجيش السوداني .
🍇 عبدالرحمن سورتود