في العمق .. دراسة شاملة حول استثمار الموارد الغابية بولاية القضارف ✍️ اعداد هشام محمود سليمان
مقدمة:-
تتمتع ولاية القضارف بواحدة من أغنى الثروات الطبيعية في السودان حيث تنتشر فيها الغابات الطبيعية والصناعية التي تشكل قاعدة اقتصادية غير مستغلة بالشكل الأمثل تحتل هذه الغابات موقعا هاما في الاقتصاد المحلي والقومي بفضل تنوعها النباتي وإمكاناتها الإنتاجية تهدف هذه الدراسة إلى استعراض الفرص الاستثمارية التي يمكن أن تتحقق عبر تطوير هذه الموارد الغابية مع تقديم حلول للتحديات الحالية ووضع خطة عمل مستدامة
الواقع الحالي للغابات في ولاية القضارف:-
——–
1 . المساحة والتوزيع
تغطي الغابات مساحات تقدر بنحو 4 إلى 5 ملايين فدان موزعة بين غابات طبيعية محميات غابية وغابات مزروعة
الغابات الرئيسية تشمل:-
غابة القلابات
غابة دوكة
غابة القريشة
وغابة الفاو
2 . التنوع النباتي
تحتوي الغابات على أنواع نباتية ذات قيمة اقتصادية عالية مثل:-
الهشاب والطلح لإنتاج الصمغ العربي
المهوقني لأخشاب الأثاث الفاخرة
السدر والنيم للاستخدامات الطبية والبيئية
3 . الإنتاج الحالي
تساهم القضارف بجزء كبير من إنتاج السودان للصمغ العربي إضافة إلى إنتاج الأخشاب والفحم النباتي
يتم تصدير معظم المنتجات بشكل خام دون أي تصنيع أو قيمة مضافة
فرص الاستثمار في الثروة الغابية:-
——–
1 . الصمغ العربي
يعتبر الصمغ العربي أهم صادرات الغابات السودانية وتمثل القضارف مركزا رئيسيا لإنتاجه
آفاق التطوير:-
زيادة المساحات المزروعة بأشجار الهشاب والطلح
بناء مصانع محلية لتصنيع الصمغ وتحويله إلى منتجات نهائية
2 . إنتاج الأخشاب
تتميز الغابات بوجود أشجار عالية الجودة مثل المهوقني والطلح التي يمكن استخدامها في:-
صناعة الأثاث الراقي
التصدير إلى الأسواق العالمية
3 . الفحم النباتي
يمكن إنتاج الفحم النباتي بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة تسويق الفحم المنتج إلى الدول الأوروبية والأسيوية التي تحتاج إلى منتجات طاقة نظيفة
4 . السياحة البيئية
الغابات تتمتع بتنوع بيئي جذاب يمكن استغلاله في
إنشاء متنزهات ومحميات طبيعية
جذب السياحة المحلية والدولية
5 . الصناعات التحويلية
تطوير صناعات صغيرة ومتوسطة تعتمد على الموارد الغابية مثل:-
استخراج الزيوت العطرية من الأشجار مثل الطلح والنيم
تصنيع المنتجات الطبية والعلاجية من نباتات غابية مثل السدر والدوم
عمل المناحل لانتاج العسل
التحديات التي تواجه استغلال الغابات:-
——-
1 . التعديات البشرية
يشكل الزحف الزراعي والرعوي تهديدا مباشرا لمساحات الغابات
القطع الجائر للأشجار دون تخطيط أو استدامة يساهم في تدهور الموارد
2 . غياب البنية التحتية
نقص الطرق والمرافق الداعمة يجعل الوصول إلى الغابات صعبا ويعيق عمليات الإنتاج والتصدير
3 . ضعف الخطط الإدارية
غياب استراتيجيات إعادة التشجير والاستدامة يزيد من استنزاف الغابات
قلة الرقابة على الأنشطة غير القانونية داخل المناطق الغابية
4 . التسويق والترويج
يعتمد التسويق الحالي على تصدير المنتجات بشكل خام دون العمل على تعزيز القيمة المضافة ضعف الوصول إلى الأسواق العالمية نتيجة غياب خطط تسويقية فعالة
الخطة الاستثمارية المقترحة:-
——-
1. مسح شامل للموارد الغابية
إجراء إحصاءات دقيقة لحصر الغابات وعدد الأشجار
إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية تدعم إدارة الموارد الغابية
2 . تحسين البنية التحتية
إنشاء شبكات طرق تسهل الوصول إلى الغابات ومناطق الإنتاج
بناء مراكز محلية لمعالجة المنتجات الغابية وتخزينها
3 . دعم الصناعات المحلية
إنشاء مصانع لتصنيع الصمغ العربي وتحويله إلى منتجات نهائية مثل الأدوية والمضافات الغذائية
إقامة ورش محلية لصناعة الأثاث من الأخشاب عالية الجودة
انتاج عسل النحل بجوده عاليه
4 . تعزيز السياحة البيئية
تطوير محميات طبيعية لتصبح وجهة سياحية
استثمار المناطق الغابية في تنظيم رحلات سياحية ترفيهية وتعليمية
5. جذب الاستثمارات الخارجية
الترويج للاستثمارات في مجالات مثل إنتاج الصمغ العربي الأخشاب والسياحة
تقديم حوافز للمستثمرين الدوليين والمحليين
6 . تطبيق الإدارة المستدامة للغابات
إطلاق برامج إعادة التشجير لتعويض التدهور البيئي
فرض قوانين صارمة ضد القطع الجائر والرعي غير المشروع
النتائج المتوقعة:-
——
زيادة مساهمة الغابات في الاقتصاد المحلي والقومي
توفير فرص عمل جديدة في القطاعات الصناعية والسياحية
تحسين الوضع البيئي من خلال برامج إعادة التشجير
تعزيز مكانة الولاية كمركز للاستثمارات الغابية على مستوى السودان والعالم
خاتمة:-
—-
تمثل الثروة الغابية بولاية القضارف موردا اقتصاديا لا يقدر بثمن إذا ما استغلت بشكل علمي ومستدام يمكن لهذه الموارد أن تصبح ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الصناعات التحويلية تطوير السياحة البيئية وتوفير فرص عمل جديدة الاستثمار في الغابات لا يقتصر فقط على الاستفادة الاقتصادية بل يشمل أيضا الحفاظ على البيئة وضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة
