مقالات الرأي
أخر الأخبار

انتصارات القوات المسلحة السودانية تاريخ يعيد نفسه وتكتيكات تبني المجد ✍️ هشام محمود سليمان 

في يوم تاريخي مشهود تواصل القوات المسلحة السودانية إبهار العالم بتقدمها الحاسم في ميادين القتال مؤكدة مرة أخرى على أن النصر ليس مجرد صدفة بل هو نتاج شجاعة إيمان وتكتيكات عسكرية بارعة ففي ذكرى تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885 وعلى نفس الأرض التي شهدت بطولات أجدادنا في الثورة المهدية تعيد القوات المسلحة السودانية كتابة التاريخ وتمد جذور المجد بدماء أبنائها وتضحياتهم

ليس من المصادفة أن تأتي انتصارات القوات المسلحة السودانية في ولاية الخرطوم في ذكرى تحريرها قبل 140 عاما بل هو امتداد طبيعي لجينات البطولة والفداء التي شكلت وجدان الجندي السوداني منذ الثورة المهدية وحتى يومنا هذا فالأحداث التي نشهدها اليوم تحمل رمزية عظيمة تشير إلى أن الحق لا يضيع وأن إرادة التحرر هي جزء لا يتجزأ من هوية السودان وشعبه

تماما كما قاد الإمام المهدي جيش السودان لتحرير الخرطوم من الاستعمار الأجنبي ها هي القوات المسلحة تخوض معركة وطنية ضد مليشيات متمردة حاولت العبث بأمن البلاد وسلامة أهلها الدرس المستفاد من هذه التواريخ أن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لا تُقهر وأن الجيش الذي يحمي شعبه بصدق وإخلاص هو الحصن المنيع الذي لا يُهزم

لقد برهنت القوات المسلحة السودانية على احترافيتها العالية في التخطيط والتنفيذ مستخدمة تكتيكات عسكرية عصرية تمتزج فيها الخبرة بالقوة:-

أ .  التنسيق الميداني المحكم

شهدت المعارك الأخيرة تنسيقا غير مسبوق بين المحاور المختلفة للقوات المسلحة حيث استطاعت ربط جبهات القتال وتحقيق تقدم استراتيجي من عدة اتجاهات خاصة عبر محور القيادة العامة هذا النهج عزز من قوة العمليات وأربك صفوف المليشيات

ب . ضربات سريعة وحاسمة

اتبعت القوات المسلحة أسلوب الهجمات الخاطفة التي تعتمد على سرعة التنفيذ والدقة ما أفقد المليشيات قدرتها على إعادة التمركز أو التنظيم

ج .  الحرب النفسية

لم تكن المعركة مقتصرة على الميدان فقط بل نجحت القوات المسلحة في توظيف الحرب النفسية من خلال استعراض قوتها وصمودها مما أضعف الروح المعنوية للمتمردين الذين باتوا يعيشون في حالة من الفزع واليأس

د . حماية المدنيين

رغم ضراوة المعارك أولت القيادة العسكرية اهتماما بالغا بحماية السكان المدنيين في المناطق المحررة هذه المسؤولية الأخلاقية ساهمت في كسب ثقة الشعب ودعمه اللامحدود للقوات المسلحة

الجندي السوداني أيقونة الشجاعة والتضحية:-

لطالما كان الجندي السوداني مثالا يحتذى به في الشجاعة والتفاني يحمل في روحه إرثا من البطولة يمتد من الثورة المهدية وحتى يومنا هذا هذا الجندي لم يكن يوما مجرد مقاتل يحمل سلاحا بل هو رمز للكرامة الوطنية يسعى دائما إلى تحقيق العدل وحماية الوطن

إن التضحيات التي قدمها الجنود السودانيون في المعارك الأخيرة تعكس معدنهم الأصيل فهم يقفون بكل ثبات في وجه التحديات مقدمين أرواحهم في سبيل الحفاظ على كرامة شعبهم ووحدة أراضيهم

مع كل منطقة تحرر وكل خطوة تنجز يتجدد الأمل في نفوس السودانيين فروية العلم السوداني يرفرف عاليا في سماء الخرطوم والمدن الأخرى وتقهقر المليشيات المتمردة يعيدان الثقة إلى الشعب ويؤكدان أن الوطن قادر على تجاوز هذه المحنة

الدعوة إلى المستقبل:-

وفي ظل هذه الانتصارات يتحتم على الجميع العمل معا لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار على القوات المسلحة الاستمرار في حماية المدنيين وتأمين المناطق المحررة وعلى الشعب السوداني أن يتكاتف لدعم جيشه ومساعدة النازحين والمحتاجين

كما يجب على المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة أن تضطلع بدورها في تخفيف معاناة المتضررين من الحرب والعمل على تقديم الدعم اللازم لإعادة بناء ما دمرته مليشا الدعم السريع المتمرده

إن ما حققته القوات المسلحة السودانية في هذه المرحلة الحاسمة ليس مجرد انتصار عسكري بل هو بداية لعهد جديد يعيد للسودان مكانته وهيبته هو رسالة لكل من يحاول العبث بأمن هذا الوطن أن السودان عصي على الانكسار وأن إرادة شعبه وجيشه لا تقهر

( أن ينصركم الله فلا غالب لكم )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام