وحدة الأديان في ميزان الشريعة قراءة تأصيلية مدعومة بالنصوص ✍️ هشام محمود سليمان 

مع انتشار فكرة ( وحدة الأديان) أو ما يعرف ( بـالبيت الإبراهيمي ) جاء موقف الإسلام واضحا وحاسما من خلال الفتوى الصادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية رفضت الفتوى هذه الفكرة مستندة إلى النصوص الشرعية والأصول العقائدية التي تؤكد أن الإسلام هو الدين الحق وناسخ لجميع ما قبله من الشرائع وأن الدعوة لوحدة الأديان تتعارض مع المبادئ الإسلامية الثابتة

الأدلة الشرعية على بطلان ( وحدة الأديان) :-

أ . الدين عند الله الإسلام

يقول الله تعالى

( إِن الدين عند اللّه الْإِسلام ) مما يدل على أن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول عند الله أما غيره من الأديان فقد نسخت بالإسلام

ب . نسخ الشرائع السابقة بالقرآن الكريم

جاء في قوله تعالى

( وأنزلنا إِليك الكتاب بالحق مُصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )

هذه الآية تؤكد أن القرآن مهيمن وناسخ لجميع الكتب السماوية السابقة ولا يجوز مساواة الإسلام باليهودية أو النصرانية بعد نزول القرآن

ج . تحريف الكتب السابقة

يشير القرآن إلى وقوع التحريف في الكتب السماوية السابقة قال تعالى

( فويل للذين يكتبون الْكتاب بايديهم ثمّ يقولون هذا من عند الله ليشتروا بِه ثمنا قليلا )

وهذا يثبت أن النصوص الحالية للتوراة والإنجيل لم تعد تمثل الوحي الإلهي كما أنزل

د . خاتمية الرسالة المحمدية

يقول النبي صلى الله عليه وسلم

( مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)

هذا الحديث يوضح أن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي الخاتمة ولا مجال لاعتبار أي دين آخر مساو للإسلام

ه‍ . كفر من لا يدخل في الإسلام

قال الله تعالى

ومن يبْتغ غير الْإِسلام دينا فلن يقبل مِنه وهو في الاخرة من الخاسرين )

هذه الآية تقطع بعدم قبول أي دين غير الإسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

آثار خطيرة لفكرة وحدة الأديان :-

1. إلغاء الفوارق بين الحق والباطل

تساوي هذه الفكرة بين الإسلام والأديان الأخرى مما يلغي مفهوم الولاء والبراء ويضعف التمايز العقدي الذي يقوم عليه الإسلام

2 . إقرار الباطل والتشجيع على الردة

الدعوة لطباعة القرآن مع التوراة والإنجيل أو بناء مسجد وكنيسة ومعبد في مكان واحد تعدّ قبولا ضمنيا بأن كل هذه الأديان صحيحة ومقبولة وهو ما يخالف العقيدة

3 . تهديد وحدة المسلمين

هذه الفكرة تهدف إلى تمييع الهوية الإسلامية وزرع الشكوك في نفوس المسلمين مما يُضعف الأمة الإسلامية أمام تحدياتها الكبرى

ان الدعوة لوحدة الأديان ليست مبادرة للتعايش بل هي تهديد عقائدي خطير يهدف إلى تقويض أصول الإسلام وقد جاءت النصوص الشرعية واضحة في بيان الحق ودحض الباطل مما يحتم على المسلمين رفض هذه الأفكار والتصدي لها بالعلم الشرعي والعمل الدؤوب التعايش الحقيقي يكون بالعدل والإحسان دون المساس بثوابت الدين أو خلط الحق بالباطل