مقالات الرأي
أخر الأخبار

فك حصار القيادة العامة إنتصار لإرادة الشعب و تجديد للعزم الوطني – همس الحروف – ✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

كم أثلج صدورنا فك الحصار عن القيادة العامة ، و كم كانت فرحتنا عظيمة كادت أن تلامس السماء و تعانق النجوم ، و نحن نرى قواتنا المسلحة الباسلة تنتصر على الظروف القاسية و تدك تحصينات العدو المغتصب ، وتفك الحصار الجائر الذي كان عبارة عن خنجر مسموم في خاصرة السيادة الوطنية والذي عانى منه شعبنا كثيراً طيلة العامين المنصرمين ، هذا الإنجاز الضخم ، ليس مجرد تحرك عسكري ، بل هو لحظة تجسد الإرادة الوطنية الصلبة ، و تؤكد قوة العزيمة التي تكسرها الظروف و لا تلينها العواصف .

 

بهذا الإنجاز ، أشفت به قواتنا المسلحة صدورنا ، ورفعت به رؤوسنا جميعاً فوق هامات السحاب ، بعد أن عشنا مرارة القهر ، الذي كان أداة لطمس إرادتنا ، و فرضت على حريتنا قيوداً كبلت بها طموحاتنا ، و هزمت بها عزيمتنا و أدخلت اليأس في قلوبنا ، لكن (جيشنا الباسل) ، برغم كل الصعاب التي تكبل حركته ، و مع شح الإمكانيات ، استطاع أن يحقق ما كان يبدو مستحيلاً ، ليعيد الأمل إلى قلوبنا و يعيد ترتيب ملامح المستقبل لأبنائنا ، لقد كانت فرحتنا بهذا الإنجاز الضخم ، هي فرحة الشعب بأسره، الذي ظل طيلة فترة الحرب صامداً ، و صابراً في وجه التحديات و المحن ، وأصبح اليوم في حالة من الفخر والاعتزاز بقوة جيشه وقدرته على مواجهة الأعداء وتحقيق النصر المؤزر .

 

لكن كما هو الحال في كل إنتصارتنا ، نجد أن الزراع السياسي للعدو يقف مغرداً خارج السرب و محاولاً التقليل من شأن هذا الإنجاز التاريخي .

 

هذه الشلة دائماً تبحث عن تبريرات واهية لتقزيم أي إنتصار كاسح يقوم به الجيش ، و هؤلاء المرجفون يحاولون دائما أن يصفوا ما حدث على أنه مجرد تبادل أدوار بين الجيش و العدو ، لكن الحقيقة الواضحة هي أن ما تحقق اليوم هو النصر بعينه ، و هو ذلك النصر الذي يثبت أن جيشنا ليس مجرد قوة عسكرية فقط ، بل هو روح الأمة وقوتها التي لا تنكسر ، إنه النصر الذي يدل على أن الإرادة السودانية لا تهزم مهما كانت التحديات ، و مهما كثرت المعوقات و مهما تكالب علينا أعداء الداخل و الخارج .

 

الحديث عن “تبادل الأدوار” ليس سوى محاولة للتشويش على الحقيقة ، و هذا النصر ليس مجرد تحرك تكتيكي أو مناورة عسكرية ، بل هو رسالة واضحة للخارج قبل الداخل ، بأن الشعب السوداني و جيشه الباسل سيظلان على الدوام متماسكين في وجه كل محاولات التفريق و التدمير ، و ما تحقق اليوم هو برهان على تلاحم الجيوش وكان ذلك بقيادة البرهان ، الذي برهن للعالم و أثبت أن قوى الخير و العزيمة لا تضعف ، بل تزداد قوةً و إصراراً في مواجهة الصعاب ، و أن الإرادة لا تكسرها حالات الإسهال العقلي الذي أصبح صفة ملازمة لداعمي التمرد ، و نقول لهم إن النصر هذا ليس بسائل ، حتى نصبه لكم في قوارير ، و لكن حق عليكم قول الله تعالى : (وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) .

 

إننا نؤكد اليوم ، أن كل خطوة من خطوات الجيش السوداني هي خطوة نحو تحقيق النصر الكامل ، وإن هذا الانتصار هو مجرد بداية لفصل جديد من معركة الكرامة ، فالقوات المسلحة ، بما تملكه من شجاعة وإيمان ، قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات ، وكل انتصار يعقبه آخر حتى تنجلي الغمة عن كامل وطننا الحبيب .

 

لن ننسى أبداً أن هذا النصر تحقق بفضل دماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا فداءً لوطنهم ، وبفضل تضحيات جسام قام بها جنود بواسل لم يتوانوا عن تقديم أرواحهم في سبيل الله و عزة و كرامة بلدهم ، كما أن التماسك الشعبي ، الذي ظل راسخاً في مواجهة المحن ، هو أهم هذه العوامل التي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز العظيم .

 

اليوم يعيش الشعب السوداني لحظة فخر ، و إعتزاز ، و نحن نعلم يقيناً أن النصر الكبير آتٍ لا محال ، بإرادة الله ثم بإرادة الشعب السوداني و جيشه المغوار ، فالنصر ليس مجرد انتصار عسكري ، بل هو قيمة مادية قبل أن تكون قيمة معنوية من أجل استعادة الكرامة و إنتصار السيادة ، و تجديد العزيمة الوطنية التي لا تلين أبد بإذن الله تعالى .

 

عاش جيشنا الباسل ، و عاش الشعب السودانى حراً أبياً ، والمجد و الخلود لشهدائنا الأبرار و العودة للمفقودين و المأسورين و الخزي و العار لأعداء الوطن إينما ثقفوا و كيفما تلونوا .

 

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام