الفتى الأبنوسي بمدينة الدلنج هو فتى يملك من لطف العبارة ما يخترق به قلوب المرضي وهو من أهل القلوب الطاهرة والوجوه المستبشرة التي تستقبل من اعياهم المرض وضغطتهم الفاقة بكل بشاشة
يقابل الكل في عيادته يتساوى عنده من يملك المال ومن لا يملك يتعامل باريحية ويدفع بسخاء من ماله لسد حاجة المعدم سدادا لقيمة دواء او إعفاءا لتذكرة مقابلة او فاتورة فحص نحسبه من المتفردين في هذا الوطن و من القليلين من أهل الطب الذين اوفوا بقسم ابقراط و دعموهو بالايمان
اليوم نفرد هذه المساحة من الحقيقة تقال لنعطي الرجل حقه وهو الذي صمد وركز مع اهله عندما هرب رصفاؤه من أهل المهنة من جحيم الحرب وأكد بوقفته هذه المثل الذي يقول (بأن الرجال مواقف)
.. فقد أخذته العناية الالهية ساعة هجمة قوات الدعم السريع علي المدينة وعلي مستشفى الام بخيتة بحثا عنه بحثوا عنه في كل موقع داخل المستشفي لكن شاءت إرادة الله أن تعمي القلوب والأبصار ولا يعرف موقعه وهو في مكتبه بينه وبينهم ستارة يمكن أن تكشفه إن حركتها الريح لكن هي العناية الالهية يختص بها الله من أراد.
د عمران قصة تحتاج لوقفة وتوثيق وتكريم ليس من أهل هذه المدينة وحدهم لكن من كل أهله بجنوب كردفان قاطبة هو من الكوادر القليلة التي ضحت وصبرت وآثرت البقاء في هذه المدينة وتحمل المسؤوليات الكبيرة التي تخلي عنها الكثيرين وهربوا خارج البلاد الكل يعلم الظروف التي تولي فيها إدارة مستشفي الأم بخيتة و العمليات الكبيرة التي أجريت علي يديه رغم شح الامكانيات.
مما جعل من مستشفي الأم بخيته منارة وملاذا لكل الأمهات بالمدينة صامدا كصمود جبل الدلنج يقدم خدماته بما هو متاح من امكانيات وتحت العناية والمراقبة اللصيقة لهذا الرجل الشهم الهميم الطبيب الإنسان د.عمران الذي نال ثقة أهل المدينة.
لا نقول : إنه من أهل السماء لكننا نقول إنه من أهل العطاء.
حفظه الله ورعاه ومنحه الصحة والعافية وراحة البال والعمر المديد في خدمة الطب وهو يسعي مع آخرين لتحسين صورة هذا الصرح الذي شوهه آخرون من ذوي النفوس الضعيفة والذين حولوا معانيه السامية لتجارة تدر لهم الكثير وفي هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
لله درك يا عمران الباشا أي إنسان أنت وأي طبيب أنت وأي تواضع وأي كرم وأي مروءة..
حفظك الله في حلك وترحالك..
