نعم… اولا تغير التلفزيون القومي وهذه حقيقة ربما لم يشاهدها او ينتبه لها السواد الاعظم من المشاهدون لمجريات الاحداث وتواتر الاخبار منذ اندلاع الحرب اللعينة هذه، فقد شهدت المرحلة ما بعد احتلال الخرطوم وسيطرة المليشيا المقتصبة عليها وما حدث بعد من نهب وسرقة لكل المؤسسات والشركات والبنوك وكل شيء كان من بين ذلك التلفزيون القومي والاذاعة وتمدد المليشيا في السيطرة الي بعض بقعة ام درمان ليصمت بعدها كل شيء كان يتحدث به الاعلام، ولكن ريثما بدات العودة رويدا رويدا تبدو ضبابية وغاتمة يعلوها «غباش» كثيف في تقديم مشهد من ارض المعركة لم تحسن القنوات الخارجية في عكسة بشفافية سيطرت عليها اماني مالكيها في ان يتغير السودان ويتم المخطط باحتلالة تماما والقضاء عليه، حتي ان ثقتي في الاعلام الوطني بعد رحلة النزوح كادت تتبدد في ان نعود الي ما كنا عليه في كل مجالات الاعلام عموما لما كانت تبثة القنوات الخارجية من بعض عبث مخطط دون مصداقية.
وحتي وقت ليس ببعيد كنت اخشي ان لا يعود التلفزيون القومي الي سابق عهد ووعد اراه فيه راي العين، بل عين اليقين تحقق وبدا التلفزيون القومي يتحسس خطاه ويكتب في جبين التاريخ ان التلفزيون هذا بدا في التحرر من قيد ويتحرك من ثبات ونوم عميق كان يغط فيه، ووثن وبعض وهن اعياه ونال من قواه نعم… اقولها الان التلفزيون القومي يتغير، ولم يكن هذا محض افتراء لكنه جاء من بعد معاناة شهدها فكان مولده من بين فرث ودم وامشاج اكتست لحم وعظم تحكي معناة المخاض والم الاستهلال بامر الله تعالي، تغير التلفزيون القومي كان امر حتمي تصدي له من كان يعمل خلف الكواليس يحمل في حناياه حب كبير لوطن منزوع الهيبة، وفي جهد جهيد ومعاناة تفتقت برسالة اعلامية تصدي لها زملاء لا ازكيهم ولا اقدح في وطنيتهم لانهم براءة تحكي ما عليه التلفزيون القومي القومي الان من داخل معركة الكرامة الحالية نصرة واللتفاف حول القوات المسلحة والمستنفرين والقوات المشتركة التي تقاتل الان وتنتصر في كل المحاور ونشاهدها في شاشة التلفزيون من الولايات ومن كل بقعة في البلاد، تجسد تغير التلفزيون القومي، الذي يعمل الان لعكس صورة البلاد ويراها الجميع علي مستوي العالم من ارض المعركة تحكي ثبات الجنود بعمل كبير يشاهده العالم ويتلهف له المواطن في الخارج والداخل دحضا لكل مخطط يحاك ضد البلاد والعباد.
نعم… تغير التلفزيون القومي منذ العودة للبث معركة تصدي لها جنود مجهولون يحملون سلاحا ويقاتلون في قلب الحدث ويبثون في ارجاء السودان الامن ورسالة الامن والسلام والاستقرار والعودة من بعد تحرير المدن والقري والفرقان من دنس المليشيا وافتراء التمرد وعبثها، الان نعم… اقولها بصدق نتفق او نختلف سيان لان هذه سنة الحياة، لكن الرسالة الواضحة الماثلة ان التلفزيون القومي تغير الي مرحلة افضل تستحق التوثيق والكتابة والتناول بعقل رشيد، وراي سديد، حتي يتثني لنا من بعد تاسيس بناء ثابت التلفزيون القومي يعيد الي اعلامنا المشاهد تغير مفاهيم سادت ثم بادت تضع لبنات لابد ان تستند الي تغير اعلامي رقمي حديث مستحدث يتماشي مع سرعة التغير في اجهزة الاعلام وتطورة واستنادا الي تحول كبير في الاعلام علينا ان نتشارك فيه لما بعد الحرب التي ستنتهي ونعود اكثر قوة وشفافية ووضوح اراة راي العين، فمستقبل التلفزيون وتغيره يحمله هولاء الجنود المجهولون وياسسون له بافكارهم وشغفهم وعنفوانهم وحزاقة عقولهم وما ستعكسة برامجهم المبتكرة، نعم… لابد من تغير في التليفزيون القومي، ولو بعد حين.