شهد قصر السلام بمدينة الدمازين أمسية الخميس الثالث والعشرون من العام٢٠٢٥م حفل نظمتها قيادة الفرقة الرابعة مشاه علي شرف وداع احد أبناء السودان الذين تقدموا صفوف الوطن وتزينوا بشرف عزتها ،احد أبناء السودان الذين سكنت دواخلهم حب ترابها الغالي فقدموا ارواحهم فداءاً لها وهو ينخرط في سلك الجندية مؤمناً بحماية الأرض والعرض انه اللواء ركن د.ربيع عبدالله ادم الذي دفعت القيادة العامة للقوات المسلحة كأغلي سهماً في كنانتها الي النيل الأزرق للمساهمة في وضع حد للنزاعات القبلية التي نشبت بالاقليم جراء الفتنتة اللعينة التي قصدت منها تفتيت النسيج الاجتماعي لشعب الاقليم وضرب وحدتها وتفكيك تماسكها التي شهد لها التاريخ من لدن السلطنة الزرقاء الي ما قبل فتنة العام ٢٠٢٢م. التي راح ضحيتها المئات من الارواح البريئة .
جاء الدكتور اللواء ربيع الي الاقليم في تلك الظروف الاجتماعية المعقدة والاحتقاق السياسي الطافح والحزر الشديد بين المكونات ورائحة الدم التي تفوح وسط الأحياء ،حقاً لقد زاغت الأبصار وتشوهت العقول ويمكن ان يكون الموت نتيجة التشبيه لأي من المكونات المتنازعة.
نعم لقد اخرجت القوات المسلحة من كنانتها ذلك السهم ولكنه كان حقاً ربيعاً حل علي النيل الأزرق بعد صيف حار وخريف غزير كانت سيلانه دماء ودموع.
وهنا عندما نكتب عن شخص الدكتور ربيع إنما ذلك واجب ووفاء يستحقه لما شهدناه وعرفناه عنه من حكمة وعقل راجح ودين وخلق حسن وقيادة رشيدة استطاع ان يمازج فيها ما بين خلفيته العسكرية القائمة علي الحسم والحزم وخلفيته الأكاديمية القائمة علي المعرفة والحكمة والبصيرة وفوق كل ذلك ادبه الجم وسريرته النظيفه وما يملكه من حس وذوق ووجدان إنساني سليم كل ذلك مكنته من ان يكون هو الترياق لجراحات الفرقاء المتنازعين، وأن يكون القاسم المشترك بين الحكومة والوسط الاجتماعي بكامل تنوعه.
فكانت النتيجة فك الاحتقان وامتصاص الشحنات السالبة واعادة ترتيب الأوضاع الي دائرة السلم الاجتماعي وفي تقديري يرجع الأمر ايضاً لما وجده من تعاون وسط قيادة الفرقة الرابعة ومنسوبيه وتنسيق مع قيادة الجهاز التنفيذي والسياسي متمثلاً في شخص السيد حاكم الاقليم سعادة الفريق احمد العمدة بادي ولجنة أمن الاقليم فبهذا استحق ان يكرم بما يليق بمقامه.
اما فيما يلي قيادته للمنطقة العسكرية فهناك خبراء عسكريون لهم الدراية اكثر منا في الحكم علي الرجل ولكننا كمجتمع مدني يكفينا ان نشهد بما عايشناه من آمن واستقرار في حدود مسؤلية قيادة منطقة النيل الأزرق العسكرية وهو حامل لواءها وحامي حماه.
ان توافد الوان الطيف الاجتماعي والرسمي والأكاديمي الي قصر السلام لحضور كرنفال وداع هذا الرجل له دلالات كثيره واهمها كما اسلفت ابانت انه كان القاسم المشترك الأكبر وكذلك المكانة والأثر الطيب الذي تركه في نفوس هؤلاء أجمعين
لقد شهدنا كيف تخالج الافراح والاحزان بدواخل الكثيرين وما عرض من سيرته الذاتية العطرة تعكس معدن الرجل وتأكد انه معجون من اطهر طينة هذا البلد الطيب التي لم يمر علي حديثه كلمات في شأنه دون أن يذكر اننا أبناء هذا السودان .
نودعك ليس مستقنعين عنك ولكنه ضريبة الوطن ونتشرف في ظل انعدام فصل الربيع في السودان نقول لقد عاش النيل الأزرق ثمانية وعشرون شهراً من الربيع المتواصل فكن ربيعاً اين ما حلت بك الأقدار.
ونقدم أيضاً شكرنا وتقديرنا للسيد حاكم إقليم النيل الأزرق لما تفضل به من حديث العارفين بحق اللواء ركن د.ربيع فكان حديثه لسان حال شعب النيل الأزرق واخيراً شكرنا وتقديرنا لقيادة الفرقة الرابعة مشاه عرين اسود النيل الأزرق وهم يقمون بالواجب الوطني المقدس علي امتداد كل شبر من الوطن وسيظل شعب النيل الأزرق أباً وسنداً لهؤلاء الأسود الذين لا عودة لهم للعرين حتي يتحرر كل شبر من ارض السودان
سعادة اللواء دكتور ركن ربيع عبدالله نستودعك الله وانت تغادر النيل الأزرق
جسداً ولكنك ستظل باقياً فيها أثراً طيباً يفوح مسكاً يحمله النيل لكل السودان.
ولليراع صولات أخر